تسليم "دائرة التحقيق مع الشرطة" عشرات الشهادات والأدلة على اعتداءات الشرطة في "مسيرة العودة"..

الشكوى المقدمة من قبل "عدالة" و"جمعية حقوق الإنسان" تتضمن 22 شهادة عيان ومقاطع مصورة ومحاضر المداولات القضائية في إجراءات الاعتقال..

تسليم
يقدم مركز "عدالة" و"الجمعية العربية لحقوق الإنسان"، غدًا الخميس 25 أيلول 2008، إلى دائرة التحقيق مع الشرطيين في وزارة القضاء ("ماحش")، ملف شكوى شاملاً يوثق العنف الشرطي الشديد الذي مورس ضد المشاركين في مسيرة العودة، في الذكرى الستين للنكبة، التي جرت على أراضي القرية المهجرة صفورية في 8 أيار/ مايو 2008. وسيُقدم الملف باسم "جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين" التي نظمت مسيرة العودة وباسم مواطنين كثيرين وقعت لهم أضرار جسدية بسبب ممارسات الشرطيين.

ويطالب "عدالة" و"الجمعية العربية لحقوق الإنسان" رئيس دائرة التحقيق مع الشرطيين بأن يأمر بإجراء تحقيق جنائي مستفيض، وإصدار أمر بمحاكمة الشرطيين المسؤولين عن استخدام العنف الشديد غير المبرر ضد المشاركين في مسيرة العودة وضد مصورين وصحافيين، وخلال تنفيذ الاعتقالات، وعن الخروقات الصارخة لحقوق المعتقلين خلال التحقيق معهم، وخلال الفترة التي مكثوا فيها في الحجز، ومن ضمن ذلك التنكيل الجسدي والنفساني، إلى جانب إجراء اعتقالات من دون أمر، في ظروف ألزمت استصدار أمر اعتقالي قضائي.

واستندت الشكوى المقدمة على 22 شهادة عيان مفصلة وعلى مقاطع مصورة بالفيديو وصور كثيرة صُورت خلال الأحداث، وعلى محاضر المداولات القضائية في إجراءات الاعتقال، وتتناول بالتوصيف لجوء الشرطيين إلى الضرب بالأيدي وبالهراوات وإلى إطلاق الغاز المُسيّل للدموع والقنابل الصوتية والدخانية تجاه المشاركين في المسيرة من دون تبرير.

كما تتناول عنف الشرطيين تجاه الصحافيين والمصورين في محاولة لمنع توثيق الأحداث وممارسات الشرطيين العنيفة مع المعتقلين، الذين أطلق سراحهم فيما بعد من دون تقديم لوائح اتهام ضدهم. وشمل العنف ضد المشاركين في المسيرة، من ضمن ما شمل، توجيه الضربات والرفس العنيف، الخنق، التهديد بإطلاق الرصاص، رشّ الغاز من مسافة قصيرة على العيون، التكبيل المُوجع، إجبار المعتقلين على الركوع في وضعية مؤلمة ومهينة لفترات زمنية طويلة، السبّ والشتم العنصريّ والتهديد بالاغتصاب وغيرها.

ويثبت عنف الشرطيين، كما تذكر المحامية أورنا كوهن التي ركّزت متابعة ومعالجة الموضوع، مرة أخرى، أنّ الشرطة، وبعد ثماني سنوات من "أكتوبر 2000" وخمس سنوات من نشر تقرير لجنة أور، لم تستخلص أية عِبر، ورغم مرور هذا الوقت الطويل منذ نشر توصيات لجنة أور فإنها لا تزال تواصل معاملة المواطنين العرب على أنهم أعداء.

وقد بدأ العنف الشرطي بعد انتهاء مسيرة العودة السنوية لإحياء ذكرى النكبة وللمطالبة بالاعتراف بحقّ النازحين بالعودة إلى بيوتهم، والتي جرت في 8 أيار 2008، على أراضي القرية المُهجّرة صفورية، في ذات اليوم الذي احتفلت فيه إسرائيل بيوم استقلالها.

يذكر أن المسيرة، التي شارك فيها قرابة الـ 15,000 شخص، قد أجريت وفقًا لتصريح أصدرته الشرطة. وبعد انتهاء المسيرة، وبينما كان المشاركون في طريقهم إلى سياراتهم، اندلعت مواجهة كلامية بينهم وبين نشطاء من اليمين الإسرائيلي الذين مكّنتهم الشرطة من التظاهر على الشارع الرئيسي، قريبًا جدًا من منطقة انفضاض المسيرة. ولم يبادر الشرطيون الذين تواجدوا في المكان للقيام بأيّ فعل لمنع الاستفزازات من طرف نشطاء اليمين، ولكن، وفي مقابل هذا، لجأوا إلى العنف الشديد تجاه المشاركين في المسيرة.
.

التعليقات