د. عزمي بشارة: نطلب من المجتمع العربي في الشمال ان يتوخى الحذر، فالبلاد في حالة حرب..

" لكل حساباته وحقه في الخيار بين البقاء او المغادرة والمسألة ليست وطنية ولا أحد يتحدث عن رحيل او نزوح.. اسرائيل هي التي تصر على مواصلة الحرب وهذه الحقيقة يجب ان لا نغفلها.."

د. عزمي بشارة: نطلب من المجتمع العربي في الشمال ان يتوخى الحذر، فالبلاد في حالة حرب..
دعا رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، د.عزمي بشارة، المجتمع العربي في شمال البلاد إلى أخذ الحيطة والحذر اللازمين في حياتهم اليومية وإلى عدم التصرّف وكأن الأيام طبيعية.. فالبلاد في حالة حرب والوضع برمّته ليس طبيعيا وبموجب ذلك يجدر التصرف..

وعزا بشارة تفاقم نسبة الإصابات ما بين العرب، في الكم وفداحة الإصابة، الى حقيقة ان القرى والبلدات العربية لا تملك ملاجئ يلوذ اليها المواطنون، فيما هنالك ملجأ لدى اليهود لكل بيت إضافة الى الملاجئ العامة المنتشرة في كل ركن.. هذا هو الفرق ما بين دير الأسد وكريات شمونه، مثلا..

يضاف الى ذلك، اضاف بشارة "اننا أمام وضع يشكل العرب فيه حاليا نحو 70% من سكان الشمال، بعد ان غادر معظم اليهود بلداتهم.. من هنا لا يوقع 60 صاروخا على كريات شمونه قتلى، في حين أن صاروخاً واحداً على منطقة عربية تأتي نتائجه فتاكة".

وتابع: للأسف يتصرف بعض اخوتنا في الشمال كأنّ الحرب لا تعنيهم ولا شأن لهم بها، حيث يسمعون صفارات الإنذار فلا يلتفتون الى خطورة الموقف ولا يتصورون أن الأمر يعنيهم هم أيضا.. فهم ليسوا معتادين لا على الصفارات ولا على ضرورة أخذ الحيطة واتخاذ الملاجئ ملاذا من الخطر الداهم.. وهذا ما يفسّر العدد الكبير من الضحايا بين صفوف العرب في ترشيحا ودير الأسد ومجد الكروم والمغار والبقيعة وحرفيش وعكا وحيفا وغـــيرها..

وتابع: إننا لا ندعو الناس الى النزوح عن بيوتهم، ولكننا ندعوهم الى أخذ الحيطة والحذر لمداراة الخطر، فالحالة هي حالة حرب ويجب التصرف على هذا الأساس.. أما أولئك الذين رأوا أن يتركوا بيوتهم مؤقتا الى أمكنة آمنة، فهذا حقّهم، يؤكّد بشارة، ويجدر أن لا نعمل من هذا الموضوع "قضية وطنية"..لكل حساباته وحقه في الخيار ولا اعتقد انه يحق لأحد التدخل في شؤون غيره. نحن لا ننظر الى المسألة كما ينظر اليها رؤساء بلديات كريات شمونه وحيفا من "منطلقاتهم الوطنية".. أنا لا ارى في البقاء في نفس المكان في مثل هذا الظرف مسألة وطنية.

واكد بشارة في حديثه ان مغادرة البيوت او البلدات المعرضة الى خطر الصواريخ لا يعني بأي حال النزوح او الرحيل كما يحاول البعض الادعاء، " لا مجال هنا للمزايدة. لسنا بصدد محاولة تهجير عنصرية، وكأن علينا الدفاع عن بيوتنا ضد التهجير، إنما الحديث هو عن ايجاد بديل مؤقت عند اقارب وأصدقاء ومن ليس له يجب ان تكون هناك طرق لمساعدته اذا رغب ان يوفر على اطفاله ونفسه التوتر.

وزاد د. بشارة: الأهل في الشمال امام وجوب توفير ما يحميهم في هذا الظرف الحربي.
وعقب بشارة على دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عرب حيفا الى المغادرة بالقول ان السيد نصرالله توجه الى عرب حيفا من منطلق حرصه على سلامتهم وعدم أذيتهم ولا يقصد ان يرحل العرب من هذه المدينة، " وكنت اتمنى ان لا يُعطى لهذه المسألة تفسير أبعد مما تستحق.

" علينا ألا نفقد البوصلة. فالحرب اسرائيلية - اميركية ولبنان يدافع عن نفسه، والمقاومة أعلنت بكل وضوح انها ستوقف النار في حال أوقفتها اسرائيل، بينما الأخيرة تقر توسيع عدوانها.. من الجيد ان ننتبه دائما الى هذه الحقيقة. اسرائيل هي هي التي تشن أقذر حرب على الأطفال والنساء والجنازات، وهي بالتالي المسؤولة ايضا عن حياة العرب واليهود فيها ومن غير المعقول ان نتهم الطرف المعتدى عليه".


"فصل المقال"

التعليقات