شفاعمرو: تكريم عوائل الشهداء ويوم دراسي لإتحاد المرأة التقدمي بمناسبة يوم المرأة

-

شفاعمرو: تكريم عوائل الشهداء ويوم دراسي لإتحاد المرأة التقدمي بمناسبة يوم المرأة
عقد يوم أمس، الخميس، في قاعة العوادية في شفاعمرو، يوم دراسي نظمه اتحاد المرأة التقدمي- منطقة المرج بمناسبة يوم المرأة. وشارك في اليوم الدراسي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، والنائبة حنين زعبي، وتولت إدارته مركزة اتحاد المرأة لولو طه.

ويأتي اليوم الدراسي في إطار سلسلة نشاطات ينظمها اتحاد المرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي ومن أجل رفع مكانة المرأة السياسية والاجتماعية.

واستعرض عبد الفتاح، بعد أن هنأ النساء في عيد المرأة العالمي، نضالات المرأة من أجل التحرر في سياق النضال من أجل تحرير المجتمعات الإنسانية من الإستغلال والإضطهاد والإستعمار وقال: "إن مجتمعًا لا يحترم المرأة ولا ينظر إليها كفرد متساوٍ وليس مجتمعًا سويًا، بل مجتمع يعاني من تشوه في المفاهيم وفي متطلبات النهوض العام، ويعاني تأخر على كل المستويات، وعليه فإن من الشروط الأساسية للإنتقال الى المجتمع السوي هو إنصاف المرأة باعتبار قضيتها قضية مجتمعية ووطنية وكونية وليس قضية الرجل أو قضية نصف المجتمع".

وأضاف عبد الفتاح: إن مجتمعنا الفلسطيني أحوج ما يكون إلى هذه النقلة باعتباره خاضعًا لأصناف شتى من الإضطهاد الخارجي والداخلي. ونحن نحتاج إلى كل قوى المجتمع لخوض النضال من أجل إزاحة القهر السياسي والقومي عن كاهله ومن أجل النهوض العام؛ الإجتماعي والثقافي والإقتصادي.

واستعرض دور حزب التجمع والأهمية التي أولاها لمكانة المرأة والجديّة التي يتميّز بها في هذا المجال والدليل على ذلك أنه أول حزب عربي وطني يمرّر قرار تحصين مكان للمرأة في قائمة الكنيست ويوصل بموجبه إمرأة إلى عضوية البرلمان. ودعا النساء إلى الإنخراط أكثر في العمل السياسي المباشر لأنه فقط عبر احتلال المرأة مكانًا متقدمًا في القيادات والقواعد الحزبية، يمكن إحداث تحسين قدرة المرأة على التأثير في الحياة العامة.

وتطرق عبد الفتاح في نهاية حديثه إلى ذكرى يوم الأرض التي تحلّ في نهاية الشهر الحالي، 30 آذار، وشرح معاني هذا الحدث التاريخي في حياة عرب الداخل وما تركه من تأثير عميق في مسألة الهوية والإنتماء واستعادة الحسّ بالجماعة وبقوة الجماعة.

وشرح ماهية الهوية الوطنية قائلاً: "إن يوم الأرض كان له مساهمة نوعية في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية التي عملت اسرائيل منذ عام 1948 على هدمها وتفكيكها بهدف تجزئة شعبنا إلى أقليات دينية وجهوية.. وبالتالي إضعاف قدرتنا على النضال والدفاع عن وجودنا وعن هويتنا".

وقال نحن نحيي هذه الذكرى لنتذكر شهدائنا، إذ كان منهم امرأة شهيدة هي خديجة شواهنة، وكذلك لنصون الذاكرة ولنجدد العهد على مواصلة الجهد من أجل تحقيق حقوقنا والعيش بكرامة في وطننا.

كما ذكر أن الهوية الوطنية لعرب الداخل لا تكتمل بدون التفاعل الثقافي والسياسي مع أهلنا في القدس وباقي الأراضي المحتلة ومع اللاجئين الذين يناضلون من أجل حقهم في العودة إلى وطنهم.

وفي معرض كلمتها قالت النائبة زعبي إن يوم المرأة هو يوم تذكر المرأة مجتمعها كونها إنسان أولا، وأن حقوقها تشتق من كونها كائن متساو مع الرجل في حقوقه الطبيعية والسياسية والاجتماعية، وأن النداء والعمل من أجل مساواة المرأة بالرجل هي الطريقة الوحيدة للعمل من أجل شراكة طبيعية وحقيقية بين المرأة والرجل، وهي إحداى استحقاقات الايمان بأن قيم العدل والمساواة والحرية هي قيم كونية عليها أن تنطبق على الجميع.

وشددت زعبي على أن مساواة المرأة هي ليست خسارة للرجل، بل هي ربح له وربح صاف للمجتمع. فمثلا، عمل المرأة هو ليس حق تحقق به ذاتها فقط، بل بواسطته تنخفض نسبة الفقر إلى الثلث في مجتمعنا. كما أن دخول المرأة للحيز السياسي والعام، ومكانها الطبيعي في أماكن صنع القرار في اللجان الشعبية ولجان أولياء الأمور، وفي السلطات المحلية والأحزاب، يجعله أكثر استيعابا واستجابة لاحتياجات المرأة، كما ويبعده عن قيم التعصب والعائلية والطائفية، ويقربه من معايير الكفاءة والإنسانية، إذ لن تقرر العائلة أبدا أو الطائفة أن تمثلها إمرأة. بالتالي فإن العمل من أجل حقوق المرأة، هو الوجه الثاني للعمل من أجل مجتمع عصري، غير طائفي وغير عائلي.

من جهة أخرى تحدثت النائبة زعبي عن تأثير النكبة على هدم الطبقة الوسطى، الحاملة التقليدية لفكر المساواة والعدل وتقدم المرأة، كما وتحدثت عن ظاهرة العنف ضد المرأة، قائلة أن نهضة المجتمع تتوقف على مكانة المرأة فيه، وأن العنف ضد المرأة هو نتيجة لاستضعاف المرأة من جهة، ونتيجة لضعف المرأة من جهة أخرى، عندما تتبنى دونيتها أو عندما تعتمد في حياتها على إعالة زوجها، بالتالي فإن الاستقلال الاقتصادي للمرأة هو إحدى أهم مكونات قوتها.

ووجهت النائبة زعبي تحية إلى المرأة الفلسطينية المحاصرة والمحتلة في غزة، والمحتلة في الضفة، والمقاومة للشتات، والمناضلة لحق العودة ولحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي سياق ذي صلة، شارك جمهور غفير في المهرجان السياسي الذي نظمه التجمع الوطني الديمقراطي في منطقة شفاعمرو (شفاعمرو، طمرة، كابول، شعب وعبلين) وذلك لتكريم عوائل الشهداء بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم في قاعة العوادية أمس، الخميس.

افتتح المهرجان الذي حضره المئات سكرتير فرع تجمع كابول السيد غسان عيد الذي رحب بالحضور مشددا على أهمية إحياء هذه المناسبات وذلك ليس من منطلق إحيائها كفولكلور إنما جزءا من عملية التغيير داخل المجتمع وخصوصا بقضايا تتعلق بالمرأة.

وكانت كلمة سياسية لأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي السيد عوض عبد الفتاح عن انتفاضة القدس الأخيرة وتجلياتها على الفلسطينيين في الداخل.

ومن ثم ألقت النائبة حنين زعبي كلمة شددت فيها على الربط بين المشروع القومي والمشروع النسوي خصوصا في وضعنا كأقلية قومية تتعرض للاضهاد والتمييز العنصري.

ومن بعدها كان البرنامج الفني، حيث ألقت الطفلة علا طه قصيدة "حمدة" للشاعر عمر الفرا. وكانت الفقرة التالية عرضا موسيقيا لبيت الموسيقى في شفاعمرو بقيادة الموسيقار المعروف عامر نخلة. وبعدها قدم الفنان عماد جبارين مقاطع من مسرحية بعنوان "ذاكرة النسيان".

وفي النهاية تم تكريم عوائل الشهداء، كل من عائلة الشهيد عدنان مواسي من طمرة، وعوائل شهداء مجزرة شفاعمرو (نادر حايك، ميشيل بحوث، هزار تركي ودينا تركي) حيث تم تكريم دروع تكريمية للعائلات.

تولى عرافة المهرجان غادة أسعد............

التعليقات