طائرة بدون طيار تصور مكان مجزرة شفاعمرو قبل وقوعها وتتابع الحافلة التي يستقلها الإرهابي ..

المحامي تلحمي: الطائرة بدأت التصوير في الساعة 17:05 والمجزرة وقعت في الساعة 17:28، حيث مكثت فوق مكان وقوع المجزرة والتقطت صورا للحافلة التي يستقلها الإرهابي مع دخولها المدينة..

طائرة بدون طيار تصور مكان مجزرة شفاعمرو قبل وقوعها وتتابع الحافلة التي يستقلها الإرهابي ..
أكد محامي ذوي شهداء مجزرة شفاعمرو على وجود معطيات جديدة تثير عددا من التساؤلات، خاصة مع الكشف عن حقيقة وجود طائرة بدون طيار كانت تصور فوق المكان الذي حصلت فيه المجزرة قبل وقوعها، كما أنها التقطت صورا للحافلة التي تقل الإرهابي منفذ المجزرة وهي تدخل المدينة.

بعد 5 سنوات من وقوع المجزرة الرهيبة في شفاعمرو، والتي سقط فيها 4 شهداء، لا يزال يطرح السؤال حول إذا ما كان الإرهابي ناتان زاده قد نفذ المجزرة بمبادرته لوحده، خاصة مع حقيقة وجود طائرة بدون طيار كانت تحلق فوق شفاعمرو، فوق مكان المجزرة قبل أن تقع.

وفي حديثه مع عــ48ـرب، يقول المحامي ماهر تلحمي، محامي ذوي الشهداء في الكشف عن ملابسات ارتكاب المجزرة، إنه علم بالصدفة بوجود الشريط المصور من قبل طائرة بدون طيار، قبل شهر، وذلك لدى مراجعته لمواد التحقيق، حيث تبين له وجود ورقة واحدة فقط تشير إلى الشريط المصور. وعندها طلب الحصول على نسخة من الشريط. وبعد 3 أسابيع وافقت النيابة على إعطائه نسخة من الشريط.

وأضاف المحامي تلحمي إن التصوير في الشريط بدأ في الساعة 17:05 بعد الظهر، في حين وقعت المجزرة في الساعة 17:28.

وقال إن وجود الطائرة يستدعي عدة تساؤلات، حول ماذا كانت تفعل الطائرة في هذا المكان بالذات، علما أن الشرطة لا تستخدم هذه الطائرات، ويقتصر استخدامها على الجيش والشاباك، الأمر الذي يشير إلى وجود شكوك بإمكانية حصول أمر خطير، وبالتالي لم يتم منع وقوعه. كما تساءل عمن أرسل الطائرة، وعما كانت تبحث، خاصة وأنها تصور شوارع شفاعمرو قبل وبعد ارتكاب المجزرة، بل وتصور الحافلة التي يستقلها الإرهابي وهي تدخل المدينة.

ويظهر الشريط أن الطائرة حلقت فوق المفترق القريب من حارة الدروز في المدينة. وفي الساعة 17:22 تظهر الحافلة، التي تحمل الرقم 165، وهي تعبر المفترق وتتجه باتجاه حارة الدروز. كما يظهر الشريط أن الطائرة تبقى في مكانها فوق المفترق، وبعد 5-6 دقائق بدأ الناس يتراكضون في المكان، في حين تتابع الطائرة تصوير اللحظات التي قتل فيها الإرهابي بعد أن حاول أهالي شفاعمرو منعه من مواصلة إطلاق النار.

ويظهر الشريط أيضا أن الطائرة تواصل التحليق فوق الشارع المؤدي إلى شفاعمرو، ثم تعود لتصوير مكان وقوع المجزرة إلى حين وصول أول طائرة مروحية إلى المكان في الساعة 18:22، الأمر الذي يعزز ادعاء المحامي تلحمي بأن التصوير تم في الساعة الخامسة، حيث لم تكن الشوارع مغلقة، وتظهر الحافلة وهي تتحرك في المدينة.

ويقول تلحمي: هذه المسألة غير واضحة.. ماذا تفعل طائرة بدون طيار في ذلك اليوم، وقبل وقوع المجزرة بنصف ساعة، وعلى هذا المفترق تحديدا.. هذه الحقيقة تثير التساؤل حول إذا ما كان هناك أحد يعلم بنوايا الإرهابي زادة ولم يتم منعه.. إن ذلك يعزز الشبهات بأنه لم يكن لوحده، وأن هناك معلومات عينية بشأن نواياه".

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى تحقيقا سابقا أجرته صحيفة "معاريف" كان قد أشار إلى إمكانية وجود متعاونين مع الإرهابي في تنفيذ جريمته. وفي حينه توجه المحامي تلحمي إلى مختص بعلوم الجريمة حيث تبين أن إمكانية وجود متعاونين مع زادة قائمة.

وأظهر التحقيق في حينه علامات سؤال جدية حول لماذا اختار الإرهابي مدينة شفاعمرو تحديدا لتنفيذ جريمته. ويتضح من تسجيل المكالمات التي كان يجريها الإرهابي بشكل مكثف، قبل المجزرة، مع ناشط يمين معروف للشرطة، أن له أقرباء في "كريات آتا" القريبة من شفاعمرو.

كما تبين أن هناك تساؤلات أخرى حول كيف تمكن زادة، خلال 4 ساعات، من الوصول من مستوطنة "تبوح" إلى شفاعمرو، علما أنه شوهد على مفرق "تبوح" في الساعة 13:15 ظهرا، خاصة وأن خطوط السفر العامة تظهر أن ذلك غير ممكن، ما يشير إلى أن أحدا ما قد نقله بمركبته.

كما طرح التحقيق تساؤلا آخر بشأن عدم إجراء أية تحقيقات مع شخصيات مركزية في حياة الإرهابي زادة، من ذوي الماضي الجنائي على خلفية عمليات إرهابية ضد العرب، وكانوا على اتصال مع زاده قبل تنفيذ المجزرة.

تجدر الإشارة إلى أن موقع عــ48ـرب كان قد نشر، بعيد وقوع المجزرة، أن الإرهابي زادة كان قد انتقل من "ريشون لتسيون" ليعيش في مستوطنة "تبوح" المعروفة كبؤرة للمستوطنين المتطرفين من أتباع "حركة كاخ"، وتقرب من الحركة، كما نشط في حركة "رفافاه" التي أسسها أحد سكان المستوطنة ذاتها، والتي سبق وأن حاولت اقتحام الحرم المقدسي قبل أسابيع من وقوع مجزرة شفاعمرو. وفي حينه اعتقل زادة وأعيد إلى الجيش، إلا أنه تمكن من الهرب ثانية.

يذكر في هذا السياق أن الإرهابي زاده كان قد هرب من الخدمة العسكرية وبحوزته سلاحه العسكري، ورفض المشاركة في تنفيذ خطة "فك الارتباط". وسبق وأن حذرت عائلته من احتمال تورطه فيما وصف بـ"الحادث الخطير"، وذلك في أعقاب انضمامه إلى "منظمة يهودية متطرفة". وأكدت تحذيرات كانت لدى الجيش الإسرائيلي مدى خطورته، وأشارت إلى ضرورة البحث عنه بسرعة لجهة احتمال قيامه بتنفيذ جرائم، بيد أن الشاباك ادعى في حينه أنه لم تصله هذه المعلومات.

التعليقات