عرب الداخل وموقعهم في الصراع في محاضرات ولقاءات السكرتير العام للتجمع في بريطانيا..

عبد الفتاح: "هذه الجولة هي جزء من نشاط قادة التجمع لتعريف العالم بواقع عرب الداخل وما يتعرضون له من ظلم وإقصاء وتهديد

عرب الداخل وموقعهم في الصراع في محاضرات ولقاءات السكرتير العام للتجمع في بريطانيا..
أنهى سكرتير عام حزب التجمع، عوض عبد الفتاح، في بداية هذا الأسبوع سلسلة من المحاضرات في عدد من المدن البريطانية، وأجرى عددا من اللقاءات مع وسائل الإعلام في بريطانيا دارت حول القضية الفلسطينية وموقع عرب الداخل من الصراع العام، وآفاق سياسة الدولة العبرية تجاههم بعد تصاعد العداء ضدهم الذي تُوّج مؤخراً بإغلاق ملف الشهداء.

كما تمّ التطرق بتوسع إلى المؤامرة ضد د.عزمي بشارة وأبعادها كمؤشر على تمسك الدولة العبرية بصهيونيتها وبنيتها العنصرية وعلى عدائها ضد عرب الداخل.

وجاءت الدعوة من منظمة الـ PSC، لجنة التضامن البريطانية مع الشعب الفلسطيني، التي دعته لحضور مؤتمرها السنوي كمتحدث رئيسي.. وهي لجنة تأسست في أواخر السبعينيات وتوسعت في السنوات الأخيرة لينضم إليها آلاف الأعضاء في أربعين فرعاً في أرجاء بريطانيا، وأيضاً هي من المنظمات التضامنية الرئيسية التي تبادر وتشارك في المظاهرات الكبرى في بريطانيا.

وبالإضافة إلى المحاضرة التي ألقاها عبد الفتاح في المؤتمر السنوي، نظمت له اللجنة محاضرات في مدينة برايتون وفي جامعتها، وكذلك في جامعة أكسفورد، وفي بيرمنغام (ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة البريطانية) ومحاضرة في كلية الإقتصاد في جامعة لندن.

كما تم لقاء مع عدد من أعضاء البرلمان بمبادرة عضو البرلماني جيرمي كوربن، وهو من أصحاب الإتجاه المعارض داخل حزب العمال الحاكم وأنشطهم في حملات التضامن مع القضية الفلسطينية. إضافة إلى دعوته لإلقاء محاضرة في مجلس العموم البريطاني، قدّم لها وعلق عليها كوربن نفسه الذي شاركه أيضا في التعليق النقابي البارز والعضو القيادي في الـPSC ورئيس لجنة التضامن مع كوبا السيد برنارد ريغان.

وأوضح عبد الفتاح أنه اختار في محاضراته ولقاءاته الإعلامية التركيز على سياسة الدولة العبرية تجاه عرب الداخل، وعلى موقعهم في الصراع العام، معتبراً يهودية الدولة وطابعها الكولونيالي مفتاحاً لفهم سياسة إسرائيل تجاه الصراع ككل وكيفية حله.

وقال: "إن الكثيرين ينسون أو يغفلون أن المأساة الفلسطينية لها وجه ثالث بالإضافة إلى اللاجئين؛ اللاجئون والجزء الواقع تحت الإحتلال، هم المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل..
وأضاف: "لقد أوضحت أن كل الشعب الفلسطيني ضحية هذه السياسة (سياسة التهويد والكولونيالية) المستمرة منذ عشرات السنين، وضحية ما تقوم به راهناً سواء فيما يتعلق بفك الإرتباط في قطاع غزة وبناء الجدار العنصري في الضفة والجرائم الإسرائيلية المرتكبة يومياً، وما تقوم به من ممارسات وسنّ قوانين عنصرية ومخططات فرض الولاء والعزف على وتر نقل عدد من السكان العرب إما فعلياً أو سياسياً إلى خارج حدود الـ67.

كما أشار أيضا إلى أن معظم المؤثرين الإقليميين والدوليين في الصراع في الشرق الأوسط تجاهلوا أو قللوا من قيمة الدور السياسي لعرب الداخل قبل انفجار الإنتفاضة الثانية، حين كشفت إسرائيل عن وجهها الحقيقي مجدداً، وعن قدرة المواطنين العرب على لعب دور نضالي في هذا الصراع الدائر وما يمكن أن يعتبر عنصراً متفجراً فيما بقيت قضية عرب الداخل بدون حل.

وقال عبد الفتاح إنه لفت نظر جميع الذين التقاهم، وبشكل خاص ممثلي القوى الناشطة من أجل الحقوق الفلسطينية، إلى ضرورة شمل قضية المواطنين العرب في الحملات التضامنية وفي الإعلام الموجّه ضد الدعاية الصهيونية التي تدعي باستمرار أنها دولة ديمقراطية وتعامل مواطنيها العرب بمساواة وذلك من اجل المساهمة في التقليل من الدعم الدولي لها ولعدوانها وعنصريتها.

وأورد عبد الفتاح قضية د.عزمي بشارة والملاحقة السياسية ضده على مدار سنوات كمثال على عدائها البنيوي لمبدأ المساواة الكاملة المتضمنة في شعار التجمع دولة كل المواطنين.

وقال: "صحيح أنه هناك معرفة عامة مؤخراً بوضع العرب في الداخل لكني لم أجد التذويت المطلوب لهذه القضية، وهذا ما اعترف به هؤلاء النشطاء والمنظمات التضامنية.. وقرر مثلاً عضو البرلمان كوربن بعد المحاضرة التعامل بجدية مع هذا التوجه فأوعز لمساعدته في تعميم أهم النقاط التي وردت في محاضرتي على جميع أعضاء البرلمان وأبدى استعداده بالتعاون في مسألة توجه عرب الداخل في ملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية".

وأعرب عبد الفتاح عن تقديره وتقدير حزب التجمع للدور الذي تقوم به هذه المنظمات والهيئات والشخصيات البريطانية وعن أهمية هذا الدور مدللاً على ذلك في ردّ الفعل الغاضب الذي صدر عن إسرائيل عند صدور حملة المقاطعة الأكاديمية العام الفائت. والحملة المضادة التي تقوم بها إسرائيل حالياً في الخارج.

ورداً على تحية عبد الفتاح وشكره للسيد كوربن والـ PSC وكل المتضامنين مع النضال الفلسطيني قال السيد كوربن "لا يجب أن تشكرنا فهذا واجب، بل واجبنا أن نشكرك لأنك جئت إلى هنا وأغنيت نظرتنا إلى سياسة إسرائيل من باب آخر.. باب يهودية الدولة وواقع الفلسطينيين في إسرائيل".

التعليقات