علينا احترام أنفسنا أولا!!../ مالك صلالحة*

-

علينا احترام أنفسنا أولا!!../ مالك صلالحة*
إن من يفرط بكرامته اليوم سيفرط بعرضه وبدينه وبوطنه غدا
وان من يستهن بصغائر الأمور سيستهين بكبائرها
وان من لا يحافظ على تراثه ووجوده اليوم.. سيجد نفسه غدا في متاهات الضياع وربما اللجوء والتشرد..
إذ أن من لا يحترم نفسه لن يجد من يحترمه
فها نحن نرى الكثير من زيف وتزييف وطمس لمعالمنا وأسماء مواقعنا حتى أننا تبنيّنا الكثير منها.. حتى وصل بنا الأمر أن تنازلنا بقصد أو غير قصد عن أسمائنا العربية الجميلة وكأننا أصبحنا نخجل من حملها أو لفظها أو إطلاقها على أبنائنا أو مواقعنا..

فلنأخذ أي من المجتمعات الأجنبية غير العربية – هل لديها الاستعداد على تبني أسمائنا أو لباسنا أو عاداتنا أو تقاليدنا..
فالجواب واضح كنور الشمس..
إذا لماذا هذا التهافت على ما ليس لنا صلة به..لا بتاريخنا ولا بتراثنا ولا بعقيدتنا أو ديننا..

اكتب هذا والألم يعتصرني لرؤية ما حل بنا وما يجري حولنا.. ونحن نغط في سبات عميق كاهل الكهف.. وندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام.. وكما قال المثل – ما عند قريش خبر..
فها هي الخرائط تزيّف أسماء مواقعنا أو تتجاهلها لتكتبها بالعبرية ولكن بأحرف عربية، كذلك الحال مع اللافتات على الشوارع وعلى المكاتب الحكومية وعلى المحال التجارية حتى في بلداتنا.. ونحن لا نحرك ساكنا حيال ذلك.. وكأن اللغة العربية باتت لا تشرفنا أو أننا نخجل بها..

فها هي اللافتات على مداخل قرانا تكتب بالعبرية ولكن بأحرف عربية.. لتصبح عل سبيل المثال.. البقيعة =بكعين، / وعكا =عكو/، وصفد=تسفات، / وجبل الجرمق = هار ميرون، /والناصرة= نتسيرت، / وشفاعمرو = شفارعام، / المغار= ىعاريا، / وجبل حزور= هار حازون، / ووادي الملح= ناحال ملك،/ ووادي المقطع= نحال قيشون.. قس على ذلك الكثير من الأسماء على الخرب والأودية والعيون إلى ما هنالك..

فأين الضمير الحي؟ وأين الصوت المدوي؟ وأين عزة النفس؟ لقياداتنا السياسية والاجتماعية والدينية؟
لماذا هذا الصمت المخجل؟ ولماذا هذا السكوت عن حقنا بالوجود والحياة والافتخار بما لدينا وبما عندنا..
فكلنا يعرف المثل القائل – الساكت عن الحق شيطان اخرس..

فهل رغبتم أن تكونوا في صف الشياطين.. والعياذ بالله..
فأيها الأهل الأعزاء فلترفعوا صوتكم مجلجلا.. فحن أبناء هذه البلاد، هنا مسقط رأسنا.. فقد أردناها مهدا وستكون لنا لحدا.. إذ نحن لسنا بلاجئين ولا قادمين جدد بل نحن رب الدار..

ولنا الحق كل الحق أن تتلألأ أسماء مواقعنا على مداخل قرانا ومحالنا التجارية وان تزين الخرائط والكتب الدراسية وكل مكان وكل موقع..لوحدها أو إلى جانب اللغة العبرية والانجليزية..

فحن نحترم اللغة العبرية وغيرها.. ولكن ليس على حساب لغتنا الأم التي نعتز ونفاخر بها الأمم.. كيف لا وهي لغة القرآن الكريم..

فأيها القياديون أو من يدعون القيادة أو ممن يرغبون لان يكونوا يوما في هذا الموقع..
لتعملوا كل من موقعه كعضو برلمان أو رئيس مجلس محلي أو بلدية أو مؤرخ أو أديب أو مثقف أو أو.. الخ أن تعملوا كل في مجاله..على تغيير هذا الواقع الأليم..

فالبرلمانيون مطالبون بالعمل على سن قانون يمنع هذا التزييف ويعطي الحق للّغة العربية أن تكون معترفا بها رسميا وان تكتب في كل مكان.. كما هي دون زيف أو تزييف وذلك مراعاة لشعور ومشاعر أهل البلاد الأصليين..

وعلى رؤساء المجالس والبلديات أن لا ينتظروا أحدا وان يبادروا لوضع لافتات تحمل أسماء بلداتنا العربية بكل فخر واعتزاز..وعلى العاملين في وزارة التربية والتعليم والثقافة والفنون أن يعملوا على أن تُحترم اللغة العربية كما يجب في كتبنا التدريسية والخرائط والأطالس وغيرها..

إن التاريخ غدا أيها الأهل لن يرحم من يتنازل أو يتهاون في تراثه أو هويته أو لغته..
ولنعمل سوية على إرجاع الحق إلى نصابه لئلا يصبح الزيف والتزييف حقيقة واقعة يصعب تغييرها غدا
وكما قال الرسول العربي الكريم – صلعم- "اللهم اشهد إني بلغت".. والله من وراء القصد.

التعليقات