غليان في يافا بعد إقرار العليا صفقة مشبوهة لبيع مقبرة طاسو

النائب زحالقة: أحد لم يخوَّل ببيع مقبرة طاسو في يافا * حذر أهالي مدينة يافا السلطات الإسرائيلية من المساس بمقبرة طاسو، خلال اجتماع أمس بمشاركة نحو 200 يافاوي في مقر الهيئة الاسلامية

غليان في يافا بعد إقرار العليا صفقة مشبوهة لبيع مقبرة طاسو
حذر أهالي مدينة يافا السلطات الإسرائيلية من المساس بمقبرة طاسو، خلال اجتماع أمس بمشاركة نحو 200 يافاوي في مقر الهيئة الاسلامية في المدينة وبحضور النائبين عن التجمع الوطني الديمقراطي، د. جمال زحالقة وسعيد نفاع، والنائب عن الحركة الإسلامية الشيخ ابراهيم عبد الله ونشطاء محليين.

وتحول اللقاء الذي كان مقرر أمس إلى اجتماع شعبي حاشد في ظل حالة الاستنفار والغليان التي تسود المدينة في أعقاب قرار المحكمة العليا الاسرائيلية إقرار صفقة مشبوهة منذ ثلاثة عقود لبيع 40 دونم من مقبرة طاسو بين ما يسمى "لجنة أمناء الأوقاف الإسلامية" الحكومية وجهات إسرائيلية.

وقال النائب د. جمال زحالقة خلال الاجتماع إن "لجنة الأمناء على الأوقاف الإسلامية ليس لديها الحق بالتصرف بأوقاف المسلمين لأنها لجنة عينت بقرار حكومي ولم تنتدب أو تنتخب من المسلمين في البلاد"، مؤكداً أن "هؤلاء لم يمثلوا المسلمين في يافا ولن يمثلوهم بل هم ممثلون للحكومة الاسرائيلية".

وأضاف النائب زحالقة: "المقابر لا تباع ولا تشترى وأحد لم يخول هؤلاء ببيع المقبرة ولا أوقاف المسلمين المقدسة".

وذكّر النائب زحالقة أن "قبل عشر سنوات دعا الرئيس المصري حسني مبارك الراب عوفديا يوسيف الى القاهرة بعد أن توقفت أعمال شق شارع رئيسي في القاهرة بسبب وجود مقبرة يهودية في مساره المخطط. وسأل الرئيس مبارك الراب يوسيف عما يقترحه للحفاظ على المقبرة وعدم المساس بها، فإقتراح الراب يوسيف تغيير مسار الشارع وبناء جسر ضخم فوق المقبرة بكلفة ملايين الجنيهات، وهذا ما كان رغم التكلفة الباهضة للمشروع لأن مصر رفضت المساس بقدسية المقبرة اليهودية".

وأكد النائب زحالقة: "هكذا نحن نتعامل عندما يتعلق الأمر بقدسية مقبرة يهودية بينما الحكومات الإسرائيلية تتصرف بمقدسات وبأوقاف المسلمين على أنها عقارات مثلما يحدث في مقبرة طاسو وكما حدث في الشماسين وغيرها".

وخلص النائب زحالقة الى القول: "إننا لا نعترف بصفقة بيع قسم من مقبرة طاسو لأن أهالي يافا لم يخولوا أحداً التصرف بأوقاف المسلمين".

وأشار النائب زحالقة أن عشرات ملايين الشواقل تدخل سنويا ميزانية الحكومة الإسرائيلية من الأوقاف الإسلامية، إلا ان أحدا لا يعلم أين تصرف هذه الأموال، بعدما توقفت الحكومة منذ خمس سنوات عن تخصيص مليون شيكل من اموال الأوقاف لصندوق منح للطلاب المسلمين.

وقال رئيس الهيئة الاسلامية في يافا، عدل زبدة، إن قرار المحكمة بإقرار الصفقة غير شرعي وغير نهائي، لأن أهالي يافا لن يسلموا بالأمر ولن يسمحوا بنبش قبور موتاهم. من جانبه قال محامي الهيئة الاسلامية، خالد صوالحي، إن قرار المحكمة بإقرار الصفقة ونبش القبور هو بمثابة إعلان حرب على أهالي يافا جميعاً، مشيراً إلى أن الأهالي على أهبة الاستعداد للدفاع عن مقابر موتاهم.

و تحدث في الإجتماع الشيخ إبراهيم عبدالله قائلاً إن "مقبرة طاسو هي نموذج للأوقاف المنتهكة تحت سمع وبصر العالم كله ، والتي تم بيعها لشركة استثمار إسرائيلية على يد لجنة الأمناء في حينه، والتي شكلتها حكومة إسرائيل بناء على القانون السابق، حيث دار صراع مرير حول هذه المقبرة الوحيدة التي يتم دفن الموتى المسلمين من يافا والمنطقة فيها، وبين الدولة وذراعها التنفيذية في الميدان".

كما سليمان سطل، عضو الهيئة الاسلامية ورئيس الحركة الاسلامية الجنوبية في المدنية، إضافة عدد من أهالي يافا.

من جانبه دعا سامي أبو شحادة، مرّكز التجمع الوطني في المدينة، إلى تشكيل لجنة شعبية تشمل كافة الفعاليات الوطنية وخبراء ومحامين لتتمكن من خوض نضال على تعدد مستويات، قضائي وسياسي وجماهيري.

وحيا أبو شحادة أهالي يافا الذين حضروا الى الاجتماع ويصرون على رفض قرار المحكمة.
ونقل مندوب مركز "عدالة" الحقوقي في المدينة، صلاح محسن، إستعداد المركز تولي القضية قضائياً والاستئناف على القرار الذي أصدرته المحكمة.

وفي إختام الاجتماع تقرر عقد لقاءات متعددة في الأيام المقبلة لإتخاذ خطوات مستعجلة لمنع تنفيذ قرار المحكمة.

.....

التعليقات