في اجتماع حاشد في طمرة: المعلمون يصرون على عدم العودة الى المدارس دون ضمان رفع رواتبهم وتحسين ظروف عملهم..

-

في اجتماع حاشد في طمرة: المعلمون يصرون على عدم العودة الى المدارس دون ضمان رفع رواتبهم وتحسين ظروف عملهم..
في أكبر حشد احتجاجي للمعلمين المضربين في منطقة الشمال، احتشد االمئات منهم، مساء اليوم الاثنين، في قاعة المركز الرياضي في مدينة طمرة، وذلك للتنديد بموقف وزارة المعارف ووزارة المالية الذي يهدف الى قمع اضرابهم، واستصدار اوامر احترازية تلزمهم بالعودة الفورية الى مقاعد الدراسة، مع دخول الاضراب يومه الـ 50.

وقد جاء هذا الاجتماع الاحتجاجي الضخم بدعوة من قيادة الطاقم النضالي في مدينة طمرة والمنطقة، في الوقت الذي ينظر فيه قضاة محكمة العمل القطرية في طلب الوزارتين استصدار أوامر احترازية ضدهم.

هذا وقد شارك في الاجتماع كل من: ران ايرز، رئيس منظمة المعلمين، النائب د. حنا سويد، شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة، معين عرموش رئيس لجان أولياء أمور الطلاب العرب، غازي ايوب مسؤول منطقة المثلث في المنظمة، وعدد من المسؤولين في الطاقم القيادي لنضال المعلمين، وعدد كبير من قيادة الطاقم النضالي المشترك للمدارس العربية في منطقة الجليل. بالاضافة الى عدد من طلاب مرحلة التعليم الثانوي في المنطقة الذين حضروا لدعم نضال معلميهم.

وفي كلمته قال رئيس منظمة المعلمين، ران ايرز: " إن الحكومة ترفض خطة الاصلاح في جهاز التعليم التي أعلنت المنظمة عن رغبتها بتنفيذها والتي حملت اسم "عوز بتموراه"، بسبب ادعاء الحكومة انها مكلفة وتضاعف أجر المعلم !، وفي المقابل فانهم يطالبون بخطة نعمل بموجبها ساعات اضافية مقابل بضعة شواقل قليلة !!، يريدون ان نعمل ثلاث ساعات اضافية مقابل زيادة بنسبة 3%، ووصف ايرز هذا الامر بالمخجل!، كون الساعة الواحدة تعادل 5% من أجر المعلم.

وبخصوص عدد الطلاب في الصفوف قال: اذا لم يقوموا بتقليص عدد الطلاب في الصفوف فلم ولن نقبل بالتوقيع على اتفاق"، واستنكر عدم موافقة وزارة المالية على رفع اجور المعلمين بنسبة 8.5 % بشكل فوري، وبدلا من هذا يقترحون دفع هذه العلاوة على مراحل.

كما وجاء في أقوال ايرز بأن قيادة المنظمة وجمهور المعلمين لن يقبل بوعودات واهية، بل تصر على التوصل الى اتفاق مشترك جماعي، يشمل على رفع الاجور، زيادة عدد الساعات التعليمية وتقليص عدد الطلاب في الصفوف.

وقد اتهم ايرز وزيرة المعارف، يولي تمير، بأنها خانت جمهور المعلمين الذين رحبوا بها بها فور تسلمها للحقيبة الوزارية، وبدلا من هذا تعانق مسؤولي وزارة المالية، الذين يستهترون بالمعلمين.

وعن إمكانية إلزام محكمة العمل القطرية المعلمين بالعودة الى المدارس قال: "إن أصعب ما يمكن ان نتخيله هو اصدار اوامر كهذه من المحكمة، وانا لست متأكدا من أن المعلمين سيلتزمون بهذه الاوامر، لانه سبق وأن اعلن عدد مهم بانهم لن يلتزموا بهذه الاوامر ومواصلتهم للإضراب".

وفي كلمته قال رئيس بلدية طمرة عادل ابو الهيجاء، إن رؤساء السلطات المحلية يدعمون ويقفون الى جانب مطالب المعلمين ونضالهم، وإن أهم ما يمكن الاستثمار به هو سلك التعليم، لأن للتعليم والتربية اسقاطات على جميع نواحي الحياة، محذرا من خطورة ما آل اليه وضع التعليم على الطلاب.

وشدد المربي شرف حسان والمربي زياد شليوط على ان موقف المعلمين صلب ومتين، ولن يتراجعوا عن موقفهم الرافض للعمل في الظروف التي عملوا بها قبل الشروع بالاضراب، مؤكدين على أن أكبر خطر هو ان يواصل الطلاب تعليمهم في الظروف الحالية، التي لا تكفل لهم مستقبلا ناجحا أبدا. وأكد المربيان حسان وشليوط أن الحشد الذي حضر هذا المساء ما هو الا خطوة من سلسلة خطوات احتجاجية نفذها المعلمون في انحاء البلاد، ستستمر ما لم تتحقق مطالبهم.

أما رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل، شوقي خطيب، فقال: "من لا يصغي الى أزمة المعلم لا يمكنه أن يتحدث عن مستقبل الاطفال ومستقبلهم". وانتقد خطيب بشدة موقف رئيس الحكومة الاسرائيلي الرافض للتدخل المباشر في سبيل التوصل الى تفاهم واتفاق عمل مع المعلمين. وقال: "اننا نقف معكم كرؤساء وممثلين للجمهور، وعلى وجه التحديد الجمهور العربي الذي يواجه أزمة أعمق واكبر وأخطر في جهاز التعليم" واختتم خطيب كلمته مخاطبا المعلمين قائلا: " حتى وان الزمتكم المحكمة على العودة للعمل فانني اقول لكم أن نضالكم سيسجل وصمة عار على جبين الدولة".

وفي كلمته قال النائب حنا سويد إنه رغم وجود فائض في ميزانية الدولة، الا أن هذه الميزانيات لا تحول الى التعليم. وقال "هل يوجد شيء أهم من التعليم والتربية قد تحول هذه الاموال اليه، أم أن الحكومة لا تهتم الا بالاموال والتجارة ورؤوس الاموال، واصبح التعليم في الهامش"، وأضاف: " ان أكبر دليل على ضرورة وأهمية تحويل الميزانيات الى التعليم، هو نتائج امتحانات التقييم المتدنية التي اعلن عنها قبل أيام". وانتقد سويد عدم اهتمام اعضاء الكنيست وعدم تدخلهم في طرح ومناقشة الموضوع على الكنيست والضغط على الحكومة في سبيل تحقيق انجازات لها الإضراب".

أما رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، نبيه ابو صالح، فنوه الى ثلاث نقاط مركزية يجب الانتباه اليها. وحذر أبو صالح من خطورة خصخصة التعليم، ودعا منظمة المعلمين الى إقامة صندوق دعم مالي للمعلمين يكفل صموهم واستمرارهم في الاضراب دون الاتكال على السلطات المحلية في تعويض المعلمين، كما وطالب المعلمين بعدم السكوت لسنوات عن ظروف عملهم السيئة، وتذكر الاحتجاج مرة كل بضعة سنوات موضحا أن المطالبة والاحتجاج يجب أن يكون متواصلا.

وجاء في كلمة معين عرموش، رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب العرب، أن اللجنة عملت على مدار سنوات في سبيل تحسين ظروف تعلم الطلاب، مؤكدا أن العمل كان يتم بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وقد حث عرموش المعلمين على مواصلة نضالهم الذي تعود ثمرته بالمصلحة على الطلاب والمجتمع ككل. وبما يتعلق بعدم اعلانهم الاضراب أسوة بعدد من لجان اولياء امور الطلاب في المدارس اليهودية قال: " لن يتم التشاور معنا في اعلان الاضراب، ونحن لنا جسم منفصل.

وأضاف أن لجنة اولياء امور الطلاب القطرية لا تمثل عددا كبيرا جدا من لجان الآباء، ولهذا فان اعلانهم للاضراب لم يسجل نجاحا كبيرا"

أما الطالبة الثانوية فاطمة حاج، من قرية كابول فقالت في كلمتها: " نحن جمهور الطلاب ندعم نضال المعلمين، الذي يهدف الى تغيير الواقع في المدارس، هذا الواقع الذي نعاني منه نحن الطلاب ايضا، فلا يعقل ان نتعلم في صفوف مكتظة، وظروف تعليمية غير معقولة".

هذا وقد تحدث عدد من قادة منظمة المعلمين القطرية عن أهمية النضال وضرورة الاضراب من اجل تحقيق اتحسين ظروف التعليم ورفع أجور التعليم، وعرض خالد دراوشة وآخرون تعامل الحكومة غير الجدي مع مطالب المعلمين والذي وصفوه بـ "المستهتر"، مؤكدين ان نضال المعلمين جاء لتغيير صورة التعليم في البلاد، وان هذا الامر يتحقق فقط من خلال إعادة الساعات التي تم تقليصها من جهاز التعليم،و تقليص عدد الطلاب في الصفوف ورفع راتب المعلم.

كما وحملوا وزيرة المعارف، يولي تمير، مسؤولية انهيار جهاز التعليم أسوة بمن سبقها من وزراء. بالاضافة الى ذالك توجهوا الى جمهور المعلمين بالالتزام بقرارات المنظمة وعدم خرق قرار الاضراب.

..

التعليقات