في جولة ميدانية في مجد الكروم: أكثر من 400 منزل مهدد بالهدم..

-

في جولة ميدانية في مجد الكروم: أكثر من 400 منزل مهدد بالهدم..
بادرت جمعية حقوق المواطن عصر أمس، الأربعاء، إلى بتنظيم جولة ميدانية للصحفيين في مجد الكروم، وذلك بحضور عدد من وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة، وقفوا خلالها على معاناة بعض المواطنين المهددة منازلهم بالهدم.


في مجد الكروم 400 مبنى سكني يقع تحت وطأة التهديد بالهدم، إذ لم يصادق على أي خارطة هيكلية منذ عشرين عاما، علما أن 53% من أراضي البلدة التاريخية ضمت إلى المستوطنات اليهودية المجاورة، مثل "كرميئيل" و"مسغاف"، ناهيك عن أن 80% من أراضي مجد الكروم غير معدة للتطوير.

وحتى اليوم، فإن ترخيص وتنظيم البناء في البلدة يتم بموجب الخارطة الهيكلية القديمة، والتي أعدت منذ عام 1991، ولا تفي بجزء بسيط من احتياجات السكان، وبالنتيجة فإن هناك أحياء كاملة في مجد الكروم أقيمت بدون ترخيص، ويواجه أصحابها التهديد الدائم بالهدم، إضافة إلى عدم تلقي الخدمات.


وقال فايز الحاج، وهو صاحب منزل مهدد بالهدم: أنا عامل بسيط، أتقاضي 4000شيكل، وأدفع الغرامات من خبز أطفال.

ويتحدث الحاج بنبرة توسل لإنقاذ عائلته المكونة من خمسة أطفال من الضياع، وتوحي ملامحه الكادحة التي أعياها الشقاء بالفقر المدقع، خاصة وهو كادح بسيط ومعيل وحيد لعائلته.

ويعيش الحاج حالة من الخوف والقلق الدائم على عائلته، لا سيما وأن شبح الهدم يتهدد منزله على مدار الساعة منذ العام 2001، حين أقدمت جرافات الهدم السلطوية على ابتلاع جزء من منزله الصغير والمتواضع.

وعن هواجسه يقول: لاعدل في هذه الدولة.. أليس تسديد غرامات بقيمة 50 ألف شيكل للدوائر الرسمية بحجة البناء غير مرخص، والمقتطعة من خبز أطفالي جريمة؟ هدموا جزءا من بيتي، ويرفضون منح الترخيص، مع العلم أنني لا أملك أرضا، وهذه الأرض المقام عليها البيت الصغير الذي يأوي أطفال منحني إياها أحد الأقارب.. أتوجه إلى كل صاحب ضمير في هذه الدنيا أن يساعدنا في هذه المحنة".

وقالت آلاء يوسف المتحدثة باسم حقوق المواطن أنا لا ترى بالحجة القانونية حول البناء غير المرخص لدى العرب التي تتذرع بها السلطات والدوائر، والتي تبدو في الظاهر وكأنها حقيقة، إلا ذرائع سياسية لحشر المواطنين العرب بالزاوية، وإحكام الخناق عليهم، واعتبارهم خارجين عن القانون.

وتضيف "الدولة وسياسة التمييز المنهجي هي السبب وراء البناء غير المرخص، فعندما تقوم بمصادرة الأراضي وتضييق الحيز العام والخاص على العرب ولا تفتح أي مجال لمصادقة الخرائط الهيكلية وتوسيع المسطحات، ولا تبقي أي خيار أمام المواطن العربي فماذا يفعل؟". وبحسبها فإنه "على الدولة أن تحاسب نفسها قبل أن تحاسب المواطنين".

وعن الهدف من الجولة، تقول إنها تأتي لتسليط الضوء على أكثر القضايا الحارقة التي يعانيها العرب اليوم، وكيف يجب التعامل معها كمجتمع، وحيث جميع الأطر الفاعلة إلى فتح نقاش جدي ووضع استراتيجية عمل موحدة لمواجهة هذا المخطط الخطير.

وقال عز الدين بدران، سكرتير منطقة الشاغور في التجمع الوطني الديمقراطي إنه بطبيعة الحال فإن الناشطين السياسيين ينزعون إلى العمل الميداني الشعبي، وبالتالي لا يمكن النظر إلى كل قضية تتصل بالوجود العربي في البلاد كجماعة قومية بمعزل عن التنظيم والأدوات النضالية والكفاح الشعبي. ويقول: "إن شعب كشعبنا جذوره ضاربة عميقا في هذه الأرض يجب أن يطور أدواته الكفاحية بما يتناسب مع التحديات، وبما يتواءم مع التحديات المتزايدة في ظل حكومة هي الأكثر عنصرية".

ويضيف أنه لا يعقل أن تصادر معظم الأراضي العربية، ومن ثم مطالبتنا بتراخيص بناء على أراض لا تقع ضمن الخرائط الهيكلية ومسطحات البناء، والتي هي أحيانا غير موجودة. وبحسبه فإن مجد الكروم تحولت إلى ما يشبه "الغيتو"، الأمر الذي يقتضي أن تبادر القوى الوطنية الحية إلى صياغة استراتيجية نضالية موحدة، وتطوير الأدوات الكفاحية الشعبية والقانونية، وحتى على المستوى الدولي.

ومن جهته، قال المحامي حسين مناع، الذي يتابع بعض ملفات الهدم، إنه لا يقلل من دور النضال الشعبي، ولكنه يشير إلى أن العمل في المسار القانوني أمر مهم، ويجب أن يسير بالتوازي مع النضال الشعبي.
...

التعليقات