"كاف مشفيه" تعلن عن انطلاقة حملتها الإعلامية لدمج عشرات الأكاديميين العرب في سوق العمل

انطلقت قبل أسبوعين ونيف الحملة الإعلامية الأولى لمؤسسة جديدة تعنى في قضايا المساواة بين العرب واليهود في سوق العمل وتحديدا في مجالات مطلوبة في القطاع الخاص في البلاد.

كي نتعرف على هذه المؤسسة, أجرينا هذا الحوار مع السيد إبراهيم كتانه – نائب مديرة "كاف مشفيه" واضطلعنا على التحديات والانجازات في هذا المضمار, كما جاء على لسان أكاديميين نجحوا في اختراق سوق العمل أو الاستعانة بخدمات ضرورية من قبل هذه المؤسسة لزيادة فرصهم في سوق العمل.

س: ما هي مؤسسة "كاف مشفيه"؟
إبراهيم كتانه: . أقيمت "كاف مشفيه" في شهر أكتوبر من العام 2007 وهي ائتلاف مشغلين للمساواة للأكاديميين العرب وليست بشركة لتشغيل العمّال، ولا مصلحة تجارية ربحية، بل مؤسسة تعنى بقضايا المساواة بين العرب واليهود في البلاد والتي تسعى لإرساء المساواة في فرص العمل للأكاديميين العرب.

س: ماذا تسعى مؤسستكم لتحقيقه؟
إبراهيم كتانه: لإدراكنا صعوبة دخول سوق العمل من قبل الأكاديميين العرب, نحن نطمح لتوفير وظائف لائقة لهم في مجالات تخصصهم. الصعوبة تنجم عن عدم إدراك المشغلين الاسرائليين أهمية التعددية الثقافية وبعضهم, للأسف, لا يزال أسيرا لأفكار خاطئة حول مجتمعنا ويغفل حقيقة وجود كوادر نوعية, هذا من جهة. ومن الجهة الأخرى يواجه الأكاديميين العرب صعوبات في الاندماج بسوق العمل الإسرائيلي الذي يعتبر بمثابة عالم جديد وغريب بالنسبة لهم. وبالتالي لتسهيل عملية تقدمهم لوظائف بشكل متكافئ مع زملائهم اليهود, علينا أن نعدهم بشكل يوفر لهم نقطة انطلاق متساوية كي يكون المستوى المهني والكفاءات الخاصة المقياس لتحديد مصيرهم المهني. لذلك نعمل في "كاف مشفيه" على مستويين – الأكاديميين (من خلال تأهيلهم, تدعيمهم وإعدادهم للوصول إلى نقطة انطلاق متكافئة وعادلة والمشغلين (من خلال تجنيدهم لمسيرة التغيير, زيادة وعيهم حول أهمية التعددية الثقافية وفتح باب التشغيل أمام الأكاديميين العرب) كي نعد الأرضية والأجواء الملائمة للقاء مهني ومريح بين الأكاديمي العربي وصانع القرار في الشركة.

س: لماذا تقوم مؤسستكم بهذا النشاط؟
إبراهيم كتانه: لأننا نريد خلق مناخ من الأعمال والمصالح، مفتوح ومتساوي لتشغيل الأكاديميين العرب، وزيادة عدد الأكاديميين العرب المنخرطين في الشركات التجارية الخاصة والعامة بشكل ملحوظ، في وظائف تليق بكفاءاتهم وتعود عليهم بالمردود المناسب.

س: من هم القيمون على مؤسستكم?
إبراهيم كتانه: المؤسسون هم دوف لاوطمان (رجل صناعة مخضرم، حائز على جائزة إسرائيل ويعمل منذ سنوات طويلة للنهوض بالتربية والشراكة بين اليهود والعرب)، الدكتورة عيريت كينان (مؤرخة ومحاضرة للعدل الاجتماعي ومستشارة رئيس جامعة حيفا للمسؤولية الاجتماعية) واتحاد أرباب الصناعة. أما أعضاء المؤسسة فهم مكتب التنسيق بين المؤسسات الاقتصادية، نقابة المحامين، نقابة مدقّقي الحسابات، اتحاد الغرف التجارية، اتحاد البنوك، لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب، اتحاد أصحاب الفنادق، اتحاد أرباب الصناعة، مبادرات صندوق إبراهيم، صندوق كهانوف، صندوق لندا، جالية نيويورك, وبدعم ديوان رئيس الحكومة.

س: لماذا قررتم خوض هذا المضمار؟
إبراهيم كتانه: أولا, لأننا نؤمن بـالمساواة ونريد تعزيزها ونؤمن بأن المساواة في الفرص بشكل عام، وفي العمل على وجه الخصوص، هي حق أساسيّ. كما نؤمن أن الأكاديميين العرب أكفاء كباقي المواطنين ويحق لهم تحقيق حلم المهنة الشريفة اللائقة.

س: ماذا توفرون للأكاديميين العرب؟
إبراهيم كتانه: مجموعة من الأمور, ومنها:
- دورات تأهيل اثرائية في مجال الأعمال والإعداد لدخول هذا المجال.
- إعداد المرشح لمقابلات العمل، وتحسين مستوى كتابة السيرة الذاتية.
- مرافقة واستشارة وإرشاد من قبل رجال أعمال روّاد متطوعين.
- مجموعات مرافقة وتمكين لمن تمَّ استيعابه في العمل.
- لقاءات للتعامل مع التحديات والصعوبات.

س: وتحديدا, كم وظيفة شاغرة لديكم وفي أية مصالح؟
إبراهيم كتانه: لدينا الآن أكثر من 200 وظيفة شاغرة: مدققو حسابات، مراقبون داخليون، مستشارو استثمار، محللون اقتصاديون، محامون، مهندسو ماكنات، كيميائيون، صيادلة، خريجو حواسيب، خريجو اقتصاد وإدارة أعمال، مهندسو كهرباء، مبرمجون، خبراء بشؤون التأمين... وأكثر من 70 مصلحة ومكان عمل يتعاونوا معنا: تيفع، بنك هبوعاليم، بنك ليئومي، بنك ديسكونت، كلال للتأمين، سلكوم، بارتنر، بيليفون، تشيكبوينت، غيفون ايميجينغ، تاوار سميكوندكتور، برن للهندسة، مجموعة شتراوس، أوسم، دلتا، تبعول، مجموعة هوبرت، ميتاف للاستثمار...

س: إذا, ماذا على الأكاديمي عمله كي يحظى بمثل هذه الفرصة؟
إبراهيم كتانه: عليه زيارة موقعنا على شبكة الانترنت: www.kavmashve.org.il وإرسال سيرته الذاتية عبرها أو إرسالها إلى العنوان التالي: Vardit.cv@kavmashve.org.il, للانضمام لقائمة المرشّحين لواحدة من مئات الوظائف الشاغرة.
من المتوقع أن انهي تعليمي خلال الشهر المقبل في موضوعي الاقتصاد والحسابات في جامعة حيفا وقد حاولت مرارا الانخراط بسوق العمل بمجال تخصصي ولكن كل المحاولات التي قمت بها خلال عام كامل باءت بالفشل. بالاستعانة بمؤسسة "كاف مشفيه" نجحت في دخول سوق العمل وبالمجال الذي تعلمته, حيث أنني منذ شهر شباط 2008 اعمل بشركة "عميتيم" الخاصة بصناديق التقاعد".

"تجدر الإشارة, إلى انه خلال فترة تعليمي حاولت كثيرا الانخراط في سوق العمل في مجال تخصصي وقمت بإرسال سيرتي الذاتية مرارا وتكرارا ولكنني وللأسف لم انجح في ذلك حتى أنني لم امنح فرصة للحصول على مقابلة عمل, بل كنت ارفض دون ذكر الأسباب بالرغم من تعلمي بجامعة محترمة ومعدل علاماتي مقبول جدا".

"أنا اعتقد بان اختراق سوق العمل في هذه الأوقات صعب جدا وخاصة للطلبة العرب, لذلك عليهم أولا الاجتهاد من اجل اكتساب القدرات المهنية ليتمكنوا من التغلب على التحديات الغير موضوعية كالاختلاف الديني أو القومي وعدم التواطؤ بتطوير قدراتهم وكفاءاتهم في كل مناحي الحياة وبضمنها الناحية الثقافية, العملية والتسويقية, كما يمكنهم الاستعانة بجمعيات ومنظمات التي تسعى من اجل تكافئ الفرص بشكل مهني وموضوعي".
"بعد إنهائي لغالبية مهامي الأكاديمية في مجال هندسة الكهرباء والالكترونيكا (Hardware Engineering) في شهر كانون ثاني عام 2007 من جامعة تل ابيب, وجدت صعوبة في الاندماج بسوق العمل في مجال تخصصي, حيث أنني افتقرت لبعض الأمور الهامة ومنها: أين ابحث عن وظيفة؟ كيف ابحث عنها؟ كيف اكتب سيرة ذاتية؟ وبالتالي فترة البحث الأولى باءت بالفشل. بعد حوالي ستة أشهر من البحث المتواصل وجدت وظيفة جزئية ومؤقتة في شركة ستارت-اب ولكن الفترة انتهت وألان عدت لأبحث عن وظيفة في مجال تخصصي".
"الصعوبة الكامنة في إيجاد أماكن عمل, تنجم برأيي من عدة أسباب ومنها: من جهة, عدم معرفة كيفية التوجه للمصالح التجارية ومن جهة أخرى صعوبة تقبل المصالح اليهودية لفكرة استيعابها لموظفين عرب. لذلك نحن بحاجة ماسة لتسويق ذاتي, الاستعانة بمؤسسات التي توفر الدعم والإرشاد في مجالات نفتقر إليها والكثير من الصبر".
"اسمح لي بان أوجه كلمة للأكاديميين حول تجربة والتي في الغالب قد مروا بها في الماضي أو سيمروا بها مستقبلا... دعيت مرارا لإجراء مقابلات عمل أمام أناس لم يعرفوا حقيقة كوني عربي ولكن في لحظة إدراكهم لهويتي لمحت علامات المفاجئة على وجوههم, الأمر الذي أدى إلى إرباكي ومس بقدراتي أثناء المقابلة. وفي هذا السياق أؤكد أن دور مؤسسة "كاف مشفيه" في تحضير صانعي القرار في داخل الشركات لقبول ودمج موظفين عرب في إطارها, يمهد عملية توجهنا لمقابلات عمل بلا خوف زائد بل يتيح لنا فرصة التركيز في المقابلة وإبراز كافة ما لدينا فيها, سيما وان "كاف مشفيه" مضطلعة أكثر على سير المقابلات وبالتالي تستطيع تقييم أداءنا, الأمر الذي يساعدنا كمرشحين وان نحسن من أداءنا في المراحل المقبلة لنفس الوظيفة أو في غيرها من الوظائف".
"وجدت صعوبة جمة في إيجاد وظيفة في مجال تخصصي بالرغم من إرسالي أكثر من ألف سيرة ذاتية لشركات مختلفة والتي لم تحظى حتى برد!"

"أنهيت لقبي الثالث في مجال هندسة الماكينات في ايطاليا قبل حوالي ستة أعوام ولكني عملت في الغالب في مجال التسويق الدولي. اليوم, للأسف, اشعر بأنني ابتعدت للغاية عن مجال تخصصي".

"أنا على ثقة بأنني مهندس ذات قدرات وطاقات. مع هذا, حظيت على فرصة لإجراء مقابلة عمل مع إحدى الشركات الكبرى في البلاد في مجال الهندسة بعد ست سنوات من تخرجي فقط وذلك بعد أن توجهت لمؤسسة "كاف مشفيه" التي أقنعت صناع القرار بالشركة أن يلتقوا بي ويقيموني بموجب قدراتي. حتى الآن اجتزت مقابلتي عمل واستعد حاليا للمقابلة الثالثة (تمنوا لي النجاح)."

"أخيرا, انصح زملائي الأكاديميين بالتوجه لطلب الاستشارة فورا وألا يخسروا مزيدا من الوقت".

التعليقات