كلمة في وداع الأخ الرفيق أبو اليزيد../ محاسن قيس

-

كلمة في وداع الأخ الرفيق أبو اليزيد../ محاسن قيس
تعرفت عليه قبل أكثر من 20 عاما في إطار بناء سياسي وتنظيمي (الحركة التقدمية) عام 84-1985 حينما فتح بيته وقلبه للعمل الوطني الفلسطيني الملتزم بقضايا شعبه، وفي أيام المماحكات والمواجهات مع السلطة وعملائها.

ومن يومها أصبحت العلاقة الشخصية حميمة بيننا على المستوى الشخصي والأسري. ودارت الأيام والتقينا ثانية قبل سنوات عديدة في إطار لملمة الحركة الوطنية في كل أطيافها السياسية (التجمع الوطني الديمقراطي).

أبو اليزيد ذلك الإنسان المثقف المنفتح دمث الأخلاق والمعشر قومي يعربي التوجه فلسطيني الهوية والانتماء في زمن الأصوليات الموجهة من قبل أعداء أمته!

وبالرغم من مرضه في السنوات الأخيرة، ظل صابرا مثابرا في عمله التنظيمي، ومشاركا في كل الفعاليات الوطنية، وبنينا معا تنظيما في المنطقة وقاعدة للحركة الوطنية، هادئ الصوت يتألم لعذابات شعبه.. شامخا دائما كشموخ جبل كسروان المحاذي لقريته.. متشبثا في فكره القومي ككروم زيتون يزبك وخلة فتيح..

أحبه الجميع حتى خصومه.. له علاقات غير عادية مع أهل قريته ومنطقته. وبالرغم من أنه نشأ في عائلة كريمة وميسورة وعريقة إلا أنه انحاز إلى جانب الفقراء والعمال وأبناء الصفيح والمعاناة، وعلى هذا الأساس كانت له علاقات مميزة مع أبناء القرى المهجرة في المنطقة.

أخي ورفيقي أبو اليزيد، ماذا سأقول للأخ الغائب الحاضر بيننا، أبدا الذي كلما التقينا أول كلمة كان يقولها لي "ها محاسن ما هي آخر نكتة لأبو يزيد؟"

من سيزور القدس بعد غيابك في الأعياد المجيدة؟ هذه المدينة العاصمة الفلسطينية التي أحببتها كثيرا..

حين سألتك ذات مرة ما سر هذا الحب للقدس؟ فكان جوابك لأنني عندما أزورها أشعر برهبة معينة في أزقتها، ولأنها ترمز إلى حضارة أمتي وتاريخ شعبي الفلسطيني!

أبو اليزيد سنشتاق إلى ضحكتك المعهودة، والى الاجتماع الأسبوعي الطارئ..

عهدا منا يا رفيق أن نظل أوفياء للطريق وللموقع والموقف إلى أن يقضي الله أجلا كان مكتوبا...


لك الرحمة ولعائلتك الصبر والسلوان
رفيق دربك
محاسن قيس - جديدة

التعليقات