مركز إعلام يختتم دورة "إشكاليات أخلاقيات العمل الصحفي والمهنية"

الدروة تضمنت سبعة لقاءات تناولت عددا من الإشكاليات الأخلاقية التي تواجه الصحافي خلال عمله، وقدمها عدد من الإعلاميين والمحاضرين والمختصين.

مركز إعلام يختتم دورة

نظم مركز إعلام (الجمعة 28.5.2010)، يوما دراسيا خاصا، اختتاما لدورة "إشكاليات أخلاقيات العمل الصحفي والمهنية"، والتي تضمنت سبعة لقاءات تناولت عددا من الإشكاليات الأخلاقية التي تواجه الصحافي خلال عمله، وقدمها عدد من الإعلاميين والمحاضرين والمختصين.
بدأ اليوم الدراسي، الذي شمل ثلاث جلسات، بكلمة ترحيب من د. أمل جمّال، مدير مركز إعلام الذي أكد على أن مركز "إعلام" يرى في إثراء وتدعيم الصحافيين الفلسطينيين في البلاد، واجبا ومسؤولية ذات أهمية قصوى، وان هذه الدورة هي جزء من برنامج واسع مخصص للصحافيين والصحافيات العرب، سواء العاملين في وسائل الإعلام العربية المحلية أو غيرها.

كما استمع الحاضرون إلى كلمة ترحيب من د. رالف هيكسل، مدير صندوق فريدريخ ايبرت في إسرائيل، الذي أعرب عن سعادته بنجاح الدورة المتمثل بالمشاركة الفعالة لجمهور الصحافيين الشباب، وثمّن مجهود مركز إعلام في تدعيم هذا الجمهور الهام.
تناولت الجلسة الأولى بإدارة الصحافي فراس خطيب، موضوع التغطية الإعلامية لقضية هدم البيوت العربية.

وتحدث خلال الجلسة كل من د. يوسف جبارين الذي قدم أمثلة عدة عن مخططات هدم، وإجحاف في التخطيط، وممارسات السلطة ضد المواطنين العرب، خاصة في منطقة النقب.

ولكن د.جبارين أكد في الوقت ذاته على أن "السلطات المحلية العربية تعاني من التقصير في مسألة التخطيط". وقال إن هناك "حالة من عدم احترام الحيز العام من قبل المواطن نفسه".

وبالنسبة لدور الاعلام اشار د.جبارين الى انه "على الإعلام أن يتطرق أيضا إلى هذه المشاكل خلال التغطية وان يتابع الحالة كحالة وليس كحوادث تحصل بين الحين والآخر وتتعلق بشخص دون سواه".

أما الصحافي صقر أبو صعلوك فقد تحدث بشكل خاص عن قضية هدم البيوت في النقب، وطالب الزملاء الصحافيين بالالتفات أكثر إلى ما يحدث في الجنوب ووصفه بأنه مخطط لمسح الوجود العربي وليس مجرد تنفيذ إجراء قانوني لمن يقوم بالبناء غير المرخص.
تناولت الجلسة الثانية بإدارة د. أمل جمّال موضوع التحديات الأخلاقية التي يواجهها الصحافيون الأجانب في تغطية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتحدث خلالها ستة من الصحافيين الذين ينقلون صورة عن الصراع إلى الوكالات الإعلامية العالمية:

_ جونثان كوك من صحيفة الوطن الإماراتية
_ راشيل شابي من صحيفة الجارديان
_ الاسبانية دانئيلا بريك
_ البريطاني بن لينفيلد، جاستين كراوس
_ الالمانية سوزان كنول

وأجاب الصحافيون المشاركون خلال الجلسة على السؤال حول معضلات الحيادية والموضوعية في تغطية الصراعات غير المتوازنة مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
المحامي عوني بنا من جمعية حقوق المواطن وجه لوما إلى الإعلاميين وقال: إن دعاوى إثبات الملكية لا تظهر في إعلامنا العربي، وهي خطيرة وتساهم في تسريع سلب الأراضي من المواطنين – خاصة في النقب. كما أن التعامل الإعلامي مع قضية هدم البيوت يكون "رومانسيا" يعتمد على الجانب الإنساني، وأنا لا استهين بهذا لكنه لا يكفي، يجب أن تكون هناك حملة توعية للمجتمع العربي للتعامل مع القضية كمجتمع مهدد بكامله وليس كحالات فردية، لان هناك من يفهم قضية هدم البيوت وكأنها مجرد هدم بناء غير مرخص وليس كحالة تضييق الخناق علينا.

واختتمت الجلسة بشهادة حية من السيدة فريدة شعبان من سكان قرية دهمش الواقعة بين اللد والرملة، والتي تعاني من خطر محدق بهدم بيتها منذ ثماني سنوات.

وقصت فريدة أمام الحضور قصة نضالها وعائلتها أمام جرافات الهدم التي تحضر مع أمر الهدم بين الحين والآخر، فيما يواصل القضاء المماطلة وإصدار أوامر هدم ثم تجميدها. وقالت: عندما حضرت الشرطة للهدم لم نغادر البيت، وكنا مستعدين، أنا وزوجي وأطفالنا الثمانية، للبقاء داخل بيتنا حتى لو قاموا بهدمه فوق رؤوسنا.
وأكدت الصحافية البريطانية راشيل شابي بأن وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة على أنه حرب هو ليس حيادية أو موضوعية وإنما تقبل للخطاب الإسرائيلي المهيمن. وأضافت شابي: "إنني متأسفة ولكن هذه ليست حربا لأننا لا نتحدث عن جيوش تتصادم". كما أضاف الصحافي جونثان كوك على أن الصحافي لا يمكن أن يكون محايدا بمجرد قراره مع من يجري المقابلات وماذا يسأل.

الجلسة الثالثة: دور الإعلام في تدعيم المشهد الثقافي الأدبي

تناولت الجلسة الثالثة بإدارة الكاتب إياد برغوثي موضوع الصفحات الثقافية الأدبية في الصحافة العربية المحلية، المكتوبة والإلكترونية والمسموعة.

استهل الجلسة د. سيف أبو صالح باطلاع ما جاء في رسالة الدكتوراه التي قدمها حول دور صحيفة الاتحاد في تدعيم الثقافة والأدب الفلسطيني في البلاد، وأكد بان الصحافة ما بعد العام 1948 تناولت بإسهاب القضايا والأخبار السياسية على حساب الثقافة والأدب.
الكاتب عودة بشارات انتقد الاستهتار بالعمل الذهني والذي يجعل المجتمع العربي غير آبه بالإنتاج الأدبي، ونوه إلى أن هناك حالة من الهبوط في قيمة الانتاجات الأدبية وهو مؤشر سيء للتعامل مع الأدب والثقافة واستهلاكهما من قبل المجتمع، ووصف الأمر بالخطير، إذ أن مميزات الشعوب البارزة هي لغتها وثقافتها وأدبها وشِعرها، وإذا ما فقدت فان تشق طريقا نحو فقدان الهوية.

أما المحامي والشاعر سامي مهنا، المحرر الأدبي في موقع عرب 48، فخص مداخلته للحديث حول استهلاك الأدب، وحول انتشار ما سماه بالأدب الهابط، وعزا انتشاره إلى ما وصفها بحالة الكسل وقلة القراءة السائدة في المجتمع العربي. ونوه إلى أن إهمال الإعلام بالثقافة والأدب بحجة كونه غير مقروء.

الناقد والكاتب أنطوان شلحت تطرق في مداخلته إلى أن هناك هوة بين الموجود والمنشود في دور الإعلام في تدعيم المشهد الثقافي الأدبي، وأكد بان الإعلام حاليا لا يقوم بهذا الدور، وعزا الأمر إلى أسباب عدة أهمها حالة الفراغ الثقافي الأدبي السائدة في المجتمعات العربية كافة وليست حصرا على مجتمعنا العربي، والى وظيفة المحرر الأدبي والمعايير التي يتم وفقا لها اختيار النصوص المنشورة في إعلامنا العربي المحلي.

هذا وقد اختتم اليوم الدراسي بتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورة.
....................

التعليقات