مسيرة المهجرين إلى أم الزينات

المسيرة اصبحت تقليدا سنويا يتزامن تنظيمها مع احتفال اسرائيل بعيد استقلالها "لتذكير الأجيال الحاضرة والقادمة بأن يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا"، كما تقول اللجنة المنظمة

مسيرة المهجرين إلى أم الزينات
نظمت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في الداخل، يوم امس الاربعاء، مسيرة العودة السنوية إلى قرية أم الزينات المهجرة، التي اصبحت وللسنة السادسة على التوالي، تقليداً يرافق احتفالات اسرائيل بعيد استقلالها، الذي يعني في الوقت ذاته ذكرى نكبة الفلسطينيين عام 1948.

وأشارت لجنة المهجرين في بيان اصدرته بهذه المناسبة، الى التقليد السنوي الذي رسخته منذ سنوات باختيارها التاريخ العبري، الذي يتقاطع مع الاحتفالات بذكرى قيام إسرائيل من قبل الإسرائيليين، لتنظيم هذه المسيرة، "ليشكل ذلك رداً متزامناً مع الاحتفالات الاسرائيلية يهدف تذكير الأجيال الحاضرة والقادمة بأن يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا".

وجاء في البيان، "إنهم يحتفلون بيوم استقلالهم، يوم نكبتنا الفلسطينية التي تتجذر فصولها الإجرامية لتضيف معاناة أخرى على شعبنا الفلسطيني.. ونحن المهجرين نعاني الأمرين لأننا على مرمى الحجر من قرانا ومدننا المدمرة وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس التي أسكتت يوم هجرنا لتتحول إلى زرائب أبقار المستوطنين وخمارات ومراكز دعارة وتعاطي المخدرات ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني بعد 55 عاماً".

وتقع قرية أم الزينات على الطرف الشرقي من سفح جبل الكرمل، تحت غابة من الأشجار التي زرعتها "الكيرن كييمت" لإخفاء معالمها، أما أشجار التين والرمان والصبار أو ما تبقى منها، بالإضافة إلى مقبرة القرية وأحجار البيوت المتراكمة فهي الشاهد الوحيد على الوجود والتهجير.

واقيمت مستوطنة "الياكيم" على الطرف الجنوبي من أراضي القرية المهجرة، التي لا يسمح لأهلها الذين يسكن جزء منهم في قرية عسفيا القريبة حتى بدفن موتاهم في مقبرتها.

وكان مهجرو أم الزينات الذين يسكنون في عسفيا يدفنون موتاهم، حتى وقت قريب، في ساحات بيوتهم أو يضطرون لنقلهم إلى قرية الفريديس لدفنهم هناك لعدم وجود مقبرة إسلامية في القرية.

وقد اوصى الشيخ محمد فحماوي، قبل وفاته بدفنه في مسقط رأسه أم الزينات إلا أن السلطات الإسرائيلية تصدت لموكب التشييع بشرطتها ووحدات جيشها وأعادت الجنازة من حيث أتت، في إطار سياستها بمنع أحد من العودة إلى قراهم المهجرة، بمن فيهم الأموات.

يشار الى ان أهالي أم الزينات الذين هجروا عام 48 لجأوا في غالبيتهم الى الأردن وسوريا والعراق ولبنان فيما يقيم قسم آخر في مخيمات نور شمس، وجنين، وطولكرم، وبلاطة، والجلزون، وبعضهم يسكن في قرى عسفيا وأم الفحم، والفريديس، ويافة الناصرة ومدينة حيفا وبالنسبة لهم جميعاً نقطة ماء في منقار قيرة كرملية تساوي بحار الدنيا، كما قال الشاعر محمود درويش الذي عنونت بقوله جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين كراستها حول أم الزينات في الذكرى الـ"55 "للنكبة الفلسطينية.
تقع قرية أم الزينات إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا ، وتبعد عنها حوالي 27 كم ، بلغت مساحة القرية نحو 69 دونما ومساحة أراضيها 22159 دونما ، منها 12 دونما للطرق والوديان ، وغرس الزيتون في 1834 دونما ، وتعتبر القرية ثانية قرى قضاء حيفا التي تم غرس كمية كبيرة من شجر الزيتون فيها .
تحيط بالقرب أراضي قرى دالية الكرمل ، اجزم ، دالية الروحاء ، وقد قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي 787 نسمة ، وفي عام 1945 حوالي 1470 نسمة في عام 1306 هـ أنشئ فيها مدرسة في العهد العثماني ، حيث كان أعلى صفوفها عام 1942-1943 الخامس ابتدائي .
ومن المواقع الموجودة بجوار هذه القرية :-
1- خربة الحواميس حيث تقع جنوب أم الزينات .
2- خربة وادي الملح ، تقع شرقي أم الزينات .
3- قرية ام الدرج وتقع غربي ام الزينات .
4- خربة البرك وتتألف من أثار أنقاض .
احتوت أم الزينات على موقعين مقدسين وهما المسجد والمقبرة .
وقد تم هدم المسجد كاملا ولم يبق من آثاره سوى المصطبة التي بقيت وما زالت تشهد على هدمه ووجوده داخل القرية المهجرة .
أما بالنسبة للمقبرة فما زالت قائمة حتى أيامنا هذه وقد بلغت مساحتها نحو 7.665 دونما ، كما وقامت دائرة الأراضي بتسييج المقبرة كاملتا ، إلا أنها لم تسير حسب الحدود الصحيحة ، وقد قامت مؤسسة الأقصى بمسح المقبرة هندسيا وبينت الحدود الصحيحة لها ، وتقوم أيضا بصيانة المقبرة وتنظيفها الدائم والمحافظة على القبور بداخلها لتظل صامدة في هذه الأيام العصيبة .

* المصدر: موقع مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية

التعليقات