ناشطات التجمع من المثلث الجنوبي يتضامنّ مع فلسطينيي القدس المهددة بيوتهم بالهدم

جولةٍ تضامنية مع الأهل في القدس الشرقية، حيثُ تستعر هناك الحملة المسعورة للإستيلاء على الأحياء العربية بما فيها من بيوت وممتلكات.

ناشطات التجمع من المثلث الجنوبي يتضامنّ مع فلسطينيي القدس المهددة بيوتهم بالهدم
قامت مجموعة من الناشطات في حزب التجمع الوطني الديمقراطي من منطقة المثلث الجنوبي، أمس السبت، بجولةٍ تضامنية مع الأهل في القدس الشرقية، حيثُ تستعر هناك الحملة المسعورة للإستيلاء على الأحياء العربية بما فيها من بيوت وممتلكات.

وصلت المجموعة إلى مخيم شعفاط وتحديدًا حي "رأس خميس"، والذي يأوي لاجئين فلسطينيين هجروا من حارة الشرف التي هدمت بيوتها لتصبح حارة لليهود.

واستمعت المجموعة للمرشد يعقوب عودة، الذي شرح بإسهاب عن معاناة سكان القدس الشرقية، وشرحَ للمستمعات أبعاد القرار بهدم 55 بيتًا من حي "رأس خميس"، والذرائع التي استند اليها مصدرو الأوامر وهي البناء غير المرخص، وذهب عودة في شرحه الى ابعد من ذلك، بالإشارة إلى أنّ الدخول الى الحي يأتي عبر بوابة عبور (حاجز) يدخله فقط من يملك رقمًا واسمًا ويحيط بالمخيم سور يبلغ ارتفاعه تسعة أمتار.

وأكد عودة أنه تمّ مصادرة قسم من أراضي مخيم شعفاط، لتقام على أرضه مستوطنة بسجات زئيف، وما الجدار الذي يحيط بمخيم شعفاط إلا ليقلل من نسبة الفلسطينيين في القدس وبكلماتٍ أخرى (تهويد المكان).

وتابعت المجموعة مسارها نحو كرم لويز، التي تحول اسمها على يد الاحتلال بالتل الفرنسي، ومن ثم جفعات بيرا، ومن ثم قرية الطلاب(سكن الطلاب) التي بنيت على 50 دونما صودرت من أهالي لفتا. وفي حي لفتا قبالة فندق "حياة ريجنسي" وصلت إخطارات لنحو عشرة بيوتٍ بالهدم، لبناء المزيد من مساكن الطلبة.

وكانت المحطة الأخيرة للمتجولات خلف الجامعة العبرية ما بين جبل الزيتون وجبل الشرفة، للوقوف عن كثب على شواهد القدس، وقُدمت بعض الشرح للمستمعات حول ما يحيط بالقدس من مناطق وأحياء. ومن بين المعلومات التي ذكرت في هذه المحطة أنّ جبل المكبر حمل هذا الإسم، لأنّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كبّر في جامع المنطقة هناك، كما أشير في الجولة إلى بيتٍ آخر مهدد بالهدم يتبع لعائلة العفيفي المقدسية والذي باشرت السلطات بالحفر حوله وعثر في المكان على قبورٍ وكهوف مصرية من العهد الفرعوني.

وبإنتهاء مشوار التعارف هذا، انتقلت المشاركات في الجولة الى المؤتمر الشعبي الذي أقيم دعمًا لأهالي حي سلوان، وفيه نحو 136 بيتًا مهددًا بالهدم.

ضم المؤتمر مندوبين عن جميع أحياء القدس، القوى الوطنية والمؤتمر المقدسي الشعبي (القائمين على المؤتمر)، حيث أجمع المتحدثون على أهمية التمسك بالوطن والحفاظ على الأرض والمسكن، وأنّ للمقدسيين الحق في البقاء على أرضهم وأنّ الصمود هو الحل الوحيد لكنس الاحتلال وإزالة مخاطره.

وجاء في كلمة الدكتور محمد جاد الله عريف المؤتمر: "نعلن أنّنا جميعًا سنقف وقفة موحدة، عبر تحركنا الشعبي، نحنُ أصحاب البيوت المهددة بالهدم ومن يؤازرنا، ونصمم أنّ أهل القدس سيقفون معًا ضد أوامر الهدم والإخلاء، ونحن نصر على البقاء في بيوتنا مهما كان حجم التضحيات، ففي هذه الديار تمتد جذورنا في الأرض عميقًا منذ آلاف السنين ولا مكان لنا سواه".

وتابع: "نطالب الجهات الأجنبية بمن فيهم القنصليات ومسؤوليهم بالوقوف الى جانب أهل القدس وحمايتهم من أي اعتداء اسرائيلي، هذه مسؤوليتهم للحفاظ على القانون والسيادة وحقنا بالعيش في كرامة في أرضنا، وسيحاسبهم التاريخ إن هم تخلوا عن مساندتنا".

وختم جاد الله بالقول: "أخيرًا أوجه كلمة للسلطة الفلسطينية، لأول لأصحاب السلطة، عليهم تحمل مسؤوليتهم لحماية قضية القدس ونقل هذه الرسالة الإنسانية الى مجلس الأمن الدولي، وهم مطالبون بكف الأذى الإسرائيلي عن مدينة القدس، وتحمل مسؤوليتهم، ومثلما نتحمل نحنُ هذا الحمل ونقف في وجه مخططات اسرائيل حتى آخر رمق، عليهم ايضًا كمسؤولين بحماية القدس من كل سوء".

وعلقت بعض المشاركات على أهمية مثل هذه الجولات ، فقالت منال صعابنة: "من الضروري القيام برحلات دورية لزيارة أهلنا في القدس وفي بقية المناطق، إنها جولات قيّمة، نطلّع فيها على الكثير من المعلومات، ونتعلم من تجارب الفلسطينيين في كل مكان، كما تعلمنا اليوم من سكان القدس معنى الصمود والتصدي. رأيتُ بأم عيني غول الاستيطان الذي يستشري في الجسم المقدسي من كل الجوانب، وما يعانيه سكان القدس من أوامر هدم وتهديد لا تتوقف.
ومن بين الأمور التي اكتشفتها الأسماء العربية الأصلية للأحياء والشوارع المقدسية التي قام الاحتلال بتحريفها من أجل طمس المعالم العربية ومحاولة محو تاريخنا وعلاقتنا الأزلية بالقدس".

وقالت سميرة نصار: "تركنا المكان وقلوبنا يسكنها الوجع لرؤية المناظر والبيوت المهددة بالهدم، أو التي هدمت والعائلات المشردة. وأعترف بأنني أصبت بالإحباط الشديد، وتساءلت بيني وبين نفسي ما هو دوري وكيف يمكنني التضامن مع أهلنا في الأحياء المستهدفة، وكيف السبيل الى مؤازرتهم بالفعل لا بالقول".

وقالت المتحدثة الأخيرة ايمان سعد: "لقد منحتني هذه الزيارة الى القدس رؤية واضحة وحقيقية للمعاناة التي يعيشها المقدسيون، وما رأيناه من مشاهد تعجز عن نقله كل الكاميرات التلفزيونية ووسائل الآعلام.
مؤلمٌ هذا الوضع الذي يعيشه السكان، في ظروفٍ بائسة، فمن جهة بيوتٌ مهددة بالهدم، وأطفال يبحثون عن مكانٍ يلهون فيه، ومدارس لا تصلها أبسط المساعدات اللازمة، ولا يكترث الآخرون في البلاد وفي العالم الى سلسلة الهدم والتهديدات المتكررة بمحو ما تبقى من بيوتٍ آهلة بالسكان. وأنا شخصيًا كنت اتمنى ان اساعدهم بشكلٍ أفضل، لكن زيارتنا التضامنية هذه، قد تكون ملأت فراغًا وأسعدتهم لبعض الوقت، وجعلتهم يشعرون بأن هناك من يؤازرهم في محنتهم وأنهم ليسوا لوحدهم في هذه المعركة المصيرية".


.........

التعليقات