هدوء مشوب بالحذر في عكا وتأجيل مهرجان المسرح الآخر

تنشط في عكا منذ سنوات حركات يمينية استيطانية تحرض ضد العرب، وبدأت الحركات الاستيطانية تتغلغل في مدينة عكا وترفع شعار إخلاء عكا من العرب، وهؤلاء شحنوا الأجواء

هدوء مشوب بالحذر في عكا وتأجيل مهرجان المسرح الآخر
يسود الهدوء المشوب بالحذر والترقب شوارع عكا، ورغم أن معظم المحلات التجارية فتحت أبوابها صباح اليوم وبدأ أصحاب المحلات المتضررة بإصلاح الأضرار التي نجمت عن مواجهات الليلة الماضية، ما زالت الأجواء مشحونة وهناك من يتحدثون عن احتمال تجدد المواجهات. وأعلن القائمون على مهرجان المسرح الآخر في عكا عن تأجيله.

وتنتشر في القسم الغربي في المدينة قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، وقال ضابط شرطة كبير لوسائل الإعلام إن «في كل لحظة قد تنفجر الأوضاع مجددا». ويضيف الضابط: يبدو أن الأوضاع هادئة ولكنها مسألة وقت فقط.

إلغاء مهرجان عكا للمسرح الآخر

وأعلنت بلدية عكا والقائمون على مهرجان المسرح الآخر يوم أمس عن إلغائه بسبب الأحداث الأخيرة، ويأتي ذلك بعد يوم واحد من توجيه رئيس البلدية دعوة لليهود للمشاركة في المهرجان على اعتبار أنه حدث وطني. وينظم المهرجان سنويا منذ عام 1980 في ختام عيد العرش اليهودي، وكان يفترض أن تستضيفه مدينة عكا بين 10-15 الشهر الجاري والذي يعتبر جزءا من تهويد المشهد الثقافي في عكا.

الخلفية سياسة الإقصاء والتهويد

تنشط في عكا منذ سنوات حركات يمينية استيطانية تحرض ضد العرب، وبدأت الحركات الاستيطانية تتغلغل في مدينة عكا وترفع شعار إخلاء عكا من العرب، وهؤلاء شحنوا الأجواء في عكا بعد أن بات عرب عكا يواجهون خطرا محدقا يستهدف وجودهم وهويتهم، على خلفية سياسة إقصاء وتضييق من قبل السلطة.

وتسعى المؤسسات الإسرائيلية إلى تهويد المكان والثقافة والتاريخ في عكا من خلال مخططات إسكان ومشاريع تطوير على حساب الوجود العربي في المدينة وعلى حساب سكانها الأصليين.
ويتميز سيناريو التهويد في المدن التاريخية والقديمة بديناميكية مختلفة عن التهويد في أماكن أخرى في الجليل والنقب، والصراع فيها أكثر تعقيدًا وذات بعد تاريخي واقتصادي بالغ الأهمية.

***للتهويد في المدن التاريخية بشكل عام (يافا، حيفا، عكا، اللد، الرملة) أربعُ أسس:

1. تضييق الخناق على السكان العرب وحرمانهم من الخدمات وتهميشهم وتجاهل الإجرام فيها لدفعهم لترك الأحياء القديمة طوعًا.
2. نزع الهوية العربية الفلسطينية عن المدينة وتزييف تاريخها وطمسه والهدم المنهجي للعمارة الفلسطينية وعبرنة أسماء الشوارع.
3. امتلاك البيوت والعقارات من خلال المؤسسات والشركات الحكومية، ضمن سنّ قوانين على مقاس المخططات تصعّب التوريث وتسهّل السيطرة على الأوقاف الإسلامية خصوصًا و"تأجيرها"، وتيسير شراء الأملاك من قبل مؤسسات ورؤوس أموال صهيونية عالمية أو محلية.
4. تحويل بعض الأحياء القديمة إلى قرى فنانين يهود يسكنون ويعرضون فيها إبداعاتهم، وتحويل المعالم والبنايات الكبيرة إلى مشاريع اقتصادية سياحية بملكية يهودية***.


***الفقرة من تقرير « التهويد يحاصر عكا » لإياد البرغوثي من مدينة عكا

التعليقات