"وثيقة حيفا" و"الدستور الديموقراطي" محور نقاش الطلاب الجامعيين العرب

-

بادر الإتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، وبالتعاون مع مركز "مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية" في حيفا، إلى عقد ندوة تحت عنوان: "الفلسطينيون في البلاد إلى أي مستقبل؟''، شارك فيها المحامي اياد رابي متحدثا عن وثيقة حيفا (مدى الكرمل)، والمحامية عبير بكر متحدثة عن الدستور الديموقراطي (مركز عدالة).

افتتح الندوة الطالب سيف خطيب من الإتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، الذي نوه إلى أهمية وجود مثل هذه الوثائق ومساهمتها في نضال العرب في البلاد.

وقد تطرق المتحدثون إلى ردود الفعل الهستيرية للمجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك المؤسسة وأذرعها الأمنية التي باتت تجهر برؤيتها للمواطنين العرب كخطر استراتيجي على يهودية الدولة.

وقد تم عرض مضامين وثيقة حيفا وآليات التواصل الى تفاعل وتوافق بين المشاركين في صياغتها على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم الفكرية، وكذلك سرد السيرورة التاريخية والسياسية والاجتماعية التي دعت الى التفكير بصياغة وثيقة حيفا وسائر الوثائق المعنية بتصور مشترك رؤيوي للفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم كأقلية قومية لها حقوق فردية وجماعية تسعى للحفاظ على بقائها وتطورها، مع ضمان حماية وتطوير هويتها الفلسطينية العربية في ظل مواطنة منقوصة في دولة تعرف نفسها كيهودية، بعد أن قامت على جزء من وطنها، مقطعة أوصال شعبنا الذي بات بعد النكبة في حاجة دائمة لمقاومة كل أشكال التجزئة والقمع والتهجير والإحتلال وتشويه الهوية والتاريخ والذاكرة الجماعية.

في الشق الثاني للندوة تم التطرق لدستور "عدالة" المقترح ومدى ملاءمته لأكثر الدساتير ديمقراطية في العالم، ونجاحه في تشكيل مرآة تعكس وتعري الدستور الذي تسعى مجموعات يهودية لإقراره دون موافقة العرب في هذه البلاد، وعلى التناقض البنيوي في ثناياه في المجال الحقوقي المتمثل في المحاولة الفاشلة حتما في ضمان أي مساواة تحت مظلة تعريف الدولة كدولة يهودية ذات ديمقراطية إثنية لليهود، ومواطنة منقوصه للعرب.

وقد اكدت الأسئلة العديدة والمتنوعة التي طرحت في اتجاهات مختلفة مدى تعطش جمهور الطلاب العرب لمزيد من هذه الإضاءات والتحليلات.

كما وتم التطرق للعلاقة الديناميكية وأوجه التفاعل بين الخطاب الحقوقي وبين الإجتهادت السياسية والفلسفية والقيمية وسبل التطويع والربط والتلاؤم بينها في خدمة القضية الوطنية.

وقد أجمع الحضور والمشاركون في الندوة على أهمية الاستمرار بمثل هذه اللقاءات مستقبلا.

تجدر الاشارة إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات الجامعية التي يقوم بترتيبها الاتحاد القطري بالتعاون مع مركز "مدى الكرمل".

وتعلق الطالبة نداء نصار من جامعة القدس وعضوة في الاتحاد القطري عن هذا النشاط قائلة '"نحن بحاجة لتعزيز ثقافة الحوار والنقاش بين الطلاب العرب حول مستقبلهم كجماعة قومية تسكن البلاد"، وعن فعاليات مستقبلية للإتحاد القطري قالت إن "الترتيبات الأخيرة لإحياء ذكرى النكبة تجري على قدم وساق بشكل يتناسب مع أهمية الحدث، ونأمل تجاوب الطلاب معنا في هذا الصدد".

التعليقات