في "شهر مكافحة العنصرية" الذي ينظمه التجمع: ندوات سياسية في ترشيحا وعكا وعيلبون

عبد الفتاح: لا بد من خطوات نوعية تهز نظام الأبرتهايد * شلحت: تصاعد في منسوب العنصرية * د. منصور يستعرض المؤسسة العسكرية والتربية على العسكرة * الشيخ زكور: العنصرية لا تخيف عرب عكا

في
في إطار سلسلة النشاطات التي أقرها التجمع الوطني الديمقراطي وعلى مدار شهر كامل حول مكافحة العنصرية في الدولة العبرية، نظم فرع التجمع في ترشيحا بالجليل الأعلى ندوة سياسية حضرها العشرات من كوادر التجمع وعدد من المهتمين وبحضور أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح والكاتب الصحفي أنطوان شلحت.
 
افتتح وأدار الندوة سكرتير الفرع وسام دوخي الذي أثنى على مبادرة التجمع إلى تنظيم مثل هذه الحلقات، وفي معرض تقديمه استعرض دوخي بعض مظاهر العنصرية المتفشية في البلاد بالقول: "إن العنصرية المؤسساتية والتي اجتاحت عقلية المواطنين اليهود في الشارع ضد كل من ينطق بالضاد تحولت الى وباء يتفشى بشكل مقلق في الدولة العبرية، بل أصبحت رياضة قومية شوفينية يمارسها السواد الأعظم من اليهود".
 
 كما دعا دوخي إلى ضرورة تضافر الجهود وشحذ الهمم لفضح هذه السياسات في الداخل والخارج، وفي ذات السياق تطرق الى الوضعية الخاصة في ترشيحا، وقال: "يعيش أهالي ترشيحا في إطار بلدية مشتركة فرضت علينا عنوة، وبالتالي فإننا نعاني عنصرية رسمية وغبنـًا مزدوجا من قبل مؤسسات الدولة والحكومة من جهة، ومن الجهاز التنفيذي الأكثر تطرفـًا في الدولة العبرية من جهة ثانية، حيث سجلت مؤخرًا نقلة نوعية من خلال الإجهاز على ما تبقى من أراضي ترشيحا وتحويلها الى غيتو مغلق".
 
 
 الكاتب أنطوان شلحت:
"هبة القدس والاقصى شكلت قفزة نوعية في تصاعد منسوب العنصرية ضد المواطنين العرب.."
 
استعرض شلحت أوجه السياسات العنصرية المتصاعدة لاسيما منذ هبة القدس والاقصى، حيث توقف عند عدد من المحطات الهامة من تدهور العلاقة بين المؤسسة الاسرائيلية والمواطنين العرب في الداخل وقال: "لقد تجلى ذلك في أعقاب هبة أكتوبر عام 2000 ودعوة لجنة التحقيق "أور" بدعوة المواطنين العرب للخدمة المدنية ضمن معادلة الحقوق والواجبات أي إقران الحقوق بالواجبات، الأمر الذي دلـّل على تصاعد خطير في مستوى التمييز العنصري، كما توقف شلحت عند حرب تموز 2006 حيث أخذت الحكومة اليمينية في اسرائيل بتصعيد الحملة العنصرية ضد العرب عامة والداخل على وجه الخصوص، وذلك بسبب دعم عرب الداخل لشعبهم الفلسطيني وتعاطفهم مع المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني، كما توقف عند مفاصل العدوان على غزة واعتبرها محطة هامة وخطيرة أيضًا بالإشارة الى تقرير"غولدستون" وما آلت اليه التطورات من تشكيل الحكومة الأكثر عنصرية، وحيث أصبحت العنصرية جزءا من المشهد السياسي العام في الدولة العبرية، والهجوم على الحقوق القومية الشرعية للعرب في الداخل".
 
وتوقف شلحت مطولا حول قوننة العنصرية من خلال سنّ جملة من القوانين العنصرية التي تستهدف الوعي الوطني العام والتنظيم السياسي الوطني في الداخل، ومنها قانون الولاء وقانون منع احياء النكبة، والتلويح بسحب المواطنة من كل من يدعم "الارهاب" ".
 
أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح:
"لا بدّ من خطوات نوعيّة تهزّ نظام الأبارتهايد الاسرائيلي"
 
استهلّ عبد الفتاح مداخلته بالتأكيد على تشخيص الكاتب شلحت لطبيعة السياسة الاسرائيلية ضد عرب الداخل، ودعا الى استنهاض المواطنين العرب وقواهم وهيئاتهم وأطرهم المختلفة لمواجهة مخاطر التدهور المتسارع في سياسات وممارسات الدولة العبرية ضدنا. وقال: "لا بدّ من الانتقال الى المبادرة والفعل من كل المستويات قبل أن نشهد اتساعًا أكبر لدائرة الاعتداءات العنصرية ولدائرة التضييق على حياة اعرب؛ وجودًا وحقوقًا".
 
واستعرض أخطر القوانين واقتراحات القوانين التي تستهدف أملاك العرب واللاجئين والحريات السياسية. ووضع مجمل هذه السياسات والقوانين في إطار الرؤية الاستراتيجية الصهيونية التي تستهدف مجمل القضية الفلسطينية بكافة جوانبها. "إسرائيل تسير في خطى ثابتة باتجاه استكمال تهويد البلاد كلها (فلسطين) وقوننة دونية الفلسطينيين وإغلاق الباب أمام انسحاب شامل من الضفة والقطاع والقدس، وإغلاق الباب أمام عودة اللاجئين، وإغلاق آخر منفذ لتحقيق المساواة الكاملة أمام المواطنين العرب في إسرائيل".
 
وأضاف: "إن إسرائيل أصبحت اليوم مكشوفة أمام العالم وبالتحديد أمام الهيئات المدنية والقانونية وهيئات حقوق الإنسان فضلاً عن أحزاب وحركات كنظام عنصري مكشوف، شبيه بنظام الأرباتهايد البائد في جنوب أفريقيا".
 
وأشار إلى تصاعد الحملة الدولية المناهضة لهذا النظام والداعية إلى مقاطعته ومحاكمة حكامه كمجرمي حرب، قائلاً: "إن هذا التطور هام جدًا وإن كانت الأنظمة الغربية في أمريكا وأوروبا لا تزال تقدم الدعم الاستراتيجي لإسرائيل".
 
وبخصوص الخطوات المطلوبة قال: "إن ساحة النضال الأساسية هي النضال الداخلي، النضال الشعبي-الميداني والإعلامي والثقافي ضد نظام الأبارتهايد الاسرائيلي وهذا النضال هو الذي يؤثر على الساحة الدولية وليس العكس. ولذلك نحن نحتاج كعرب الداخل إلى خطوات نوعية تؤدي الى هزة حقيقية تلفت أنظار المؤسسة الاسرائيلية والمجتمع الدولي إلى خطورة ما تقوم به هذه المؤسسة العنصرية الكولونيالية".
 
وأكد أن عرب الداخل وقواهم الوطنية لن يتراجعوا عن مواقفهم الوطنية وإصرارهم على العيش بحرية وكرامة على أرضهم، مهما تفاقمت آلة القمع والملاحقة الصهيونية".
 
 
 
الشيخ عباس زكور في عكا:
"الحملة العنصرية لا تخيف أهل عكا العرب"
 
وفي ندوة أخرى في مدينة عكا الساحلية المستهدفة بنيران التهويد والتحريض العنصري، حاضر فيها عوض عبد الفتاح والشيخ عباس زكور، جرى التأكيد على أهمية رفع صوت العرب هناك بصورة أقوى وتعزيز الوجود العربي في المدينة. واستعرض الشيخ عباس زكور السياسات والممارسات التي تقوم بها بلدية عكا والسلطات الاسرائيلية ضد المدينة بهدف استكمال تهويدها وإلى مظاهر العنصرية على المستوى الشعبي والتي تحولت أواخر 2008 إلى صدامات عنيفة في شوارع المدينة. وقال هذه امتداد لنفس السياسات المنتهجة ضد العرب، ما أصبح يُسمى بالمدن المختلطة وهي مدن فلسطينية يجري تهويدها منذ احتلالها عام 1948.
 
وأكد على إصرار العرب على عدم ترك المدينة، إضافة إلى انتقال عائلات عربية للسكن في القرى العربية المجاورة لمدنية عكا، مشيرا إلى أن ذلك يعزز الوجود العربي في هذه المدينة العزيزة. وأكد على الحاجة لوضع خطط عملية لمواجهة العنصرية وتثبيت الوجود.
 
 
د. جوني منصور في عيلبون يتحدث عن المؤسسة العسكرية والتربية على العسكرة في إسرائيل
 
بدعوة من سكرتارية فرع التجمع في قرية عيلبون نظمت محاضرة يوم الجمعة الماضي 5 تشرين الثاني 2010 في مقر التجمع. وتأتي المحاضرة في أعقاب صدور كتاب "المؤسسة العسكرية في إسرائيل" لمؤلفيه د.جوني منصور والاستاذ فادي نحاس. والكتاب صادر عن "مدار" - المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية.
 
وتحدث في هذه المحاضرة الدكتور جوني منصور مستعرضا تاريخ بداية المؤسسة العسكرية، رابطا إياه مع بداية طرح فكرة ومشروع الدولة اليهودية، لأن الحركة الصهيونية ومن وقف على رأسها على مر العقود تمسكوا جميعا بمبدأ أنه لا يمكن إقامة الدولة اليهودية إلا بالركون إلى استعمال القوة مع سكان فلسطين، أي السكان الأصليين وهم الشعب الفلسطيني. وتطورت هذه الفكرة مع مرور الزمن، ونشطت أكثر خلال الانتداب البريطاني حيث تأسست الهاغاناه والايتسيل والليحي وشتيرن والبالماح وغيرها. كل هذه التنظيمات العسكرية كان هدفها تفريغ فلسطين من سكانها والعمل من أجل دعم مشروع الحركة الصهيونية الاستعماري بتوطين أكبر عدد ممكن من اليهود على الأراضي الفلسطينية.
 
وأكد المحاضر أن المنظمات العسكرية كافة نفذت سلسلة من المجازر الرهيبة جدا، وهي أقرب إلى التطهير العرقي، بحق الشعب الفلسطيني في القرى والمدن. وكان العام 1948 حاسما في تقرير مصير المشروع الصهيوني، حيث نفذت الخطة "د" والتي تقضي بمسح القرى والمدن الفلسطينية وترحيل سكانها إلى خارج فلسطين، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم.
 
ثم تطرق د. منصور إلى تأسيس الجيش الإسرائيلي في العام 1948 ودمج كل التنظيمات العسكرية فيه، ضمن سياسة حكومية واحدة وهي أن الشعب كله جيش للدولة. وخاضت إسرائيل سلسلة من الحروب والعمليات العسكرية ضد الشعوب العربية، خاصة في دول الطوق. وعملت على مدار ستة عقود على تصفية حركة التحرير الفلسطينية.
 
كما أشار إلى التربية العسكرية التي تميز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث ينشأ الطفل وينمو ويكبر على أسس هذه التربية، ولذا فإن المجتمع الإسرائيلي هو معسكر بالتمام (أي مجتمع تسوده الروح العسكرية في كافة ميادين حياته).
 
ونوّه الدكتور منصور إلى الاستراتيجية الإسرائيلية في التعاطي مع الملف النووي الإيراني، وإصرار إسرائيل على تسديد ضربة إلى إيران، وأن المسألة هي قضية وقت، كما أنه تطرق إلى دلالات وتداعيات الحربين العدوانيتين على لبنان في العام 2006، وعلى قطاع غزة في نهاية العام 2008.
 
ثم وجهت إلى المحاضر مجموعة من الاسئلة التي أثرت النقاش حول هذا الموضوع الذي قلما طرح من خلال دراسة شاملة وموثقة.
 
 

التعليقات