"المرأة العربية- تحديات مستقبلية وإنجازات" في ندوة طلابية تجمعية بطبرية

الباحثة همت زعبي: نرفض اتهام المجتمع الإسرائيلي لمجتمعنا بأنه هو من يتحمل مسؤولية، ونرفض وصفها بالتخلف لمجرد محافظتنا على عاداتنا وتقاليدنا، فمجتمعنا العربي يعطي للمرأة إمكانية التعليم لذلك لا يعقل أن هذا المجتمع نفسه من يمنعهن من الخروج للعمل.. نسبة بطالة عالية في صفوف النساء.. إمكانية العمل محصورة في نطاق صغير جدا..

 الباحثة همت زعبي: نرفض اتهام المجتمع الإسرائيلي لمجتمعنا بأنه هو من يتحمل مسؤولية، ونرفض وصفها بالتخلف لمجرد محافظتنا على عاداتنا وتقاليدنا، فمجتمعنا العربي يعطي للمرأة إمكانية التعليم لذلك لا يعقل أن هذا المجتمع نفسه من يمنعهن من الخروج للعمل.. نسبة بطالة عالية في صفوف النساء.. إمكانية العمل محصورة في نطاق صغير جدا..
 
 الطالبة أماني خطيب: اليوم الدولي للمرأة هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ في نضال على امتداد القرون الماضية من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل وفي صناعة مستقبل أفضل للشعوب.


نظم كادر الهوية-التجمع الطلابي في كلية "عيميك هيردين" في طبرية، ندوة ثقافية تحت عنوان "المرأة العربية- تحديات مستقبلية وانجازات في دولة الاحتلال"، بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي صادف الثلاثاء الأخير الثامن من آذار. وقد جاء تنظيم الندوة ضمن إطار النشاطات والفعاليات التي تنظمها كتلة الهوية في الكلية، وشارك في الندوة العشرات من طلاب وطالبات الكلية.

 واستضاف التجمع الطلابي السيدة همت زعبي، وهي باحثة في مجال الدراسات النسوية في مؤسسة مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقية. وعرض فيلم " مغارة ماريا" بعد الحاضرة. 

افتتحت الندوة الطالبة أماني خطيب مركزة عمل الهوية فرحبت بالطلاب العرب، وأشارت في مقدمتها عن أهمية تنظيم الندوة قائلة: "إن اليوم الدولي للمرأة هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ في نضال على امتداد القرون الماضية من أجل المشاركة فى المجتمع على قدم المساواة مع الرجل وفي صناعة مستقبل أفضل للشعوب، ومن هنا جاءت أهمية أحياء وتذكير الجيل الشاب بالموروث النضالي للشعوب وكيفية استثماره". وأكدت أيضا "على أن كتلة الهوية متجهة نحو تنظيم احتفال كبير شبابي في الكلية في ذكرى يوم الأرض الخالد في نهاية شهر آذار".


"المرأة العربية هي بعكس ما يدرّسونه في منهاج المدارس والجامعات تماما.. فالمرأة العربية هي مناضلة تتساوى مع الرجل وشريكة في الحياة السياسية والاجتماعية وقادرة على ان تثبت قدراتها في شتى المجالات"

ومن ثم كانت المداخلة الرئيسية في الندوة للباحثة همت زعبي والتي تحدثت عن مكانة المرأة الفلسطينية في الداخل، وأشارت إلى أن المرأة العربية هي تماما بعكس ما يدرّسونه في منهاج المدارس والجامعات. فالمرأة العربية هي مناضلة تتساوى مع الرجل، وشريكة في الحياة السياسية والاجتماعية، وقادرة على أن تثبت قدراتها في شتى المجالات، ناهيك عن أنها تعتبر نصف المجتمع وعنصرا أساسيا في بنائه عن طريق تربيتها لأجيال ستقود هذا المجتمع فيما بعد، لأنه مما لا شك فيه أن تطور المرأة هو مقياس لتقدم المجتمعات.

هذا وقد تحدثت زعبي عن إنجازات المرأة الفلسطينية التي أصبح بالإمكان وصفها بالعديدة على مختلف الأصعدة الحياتية، وبأن النواة التي نتجت عن نضال المرأة العربية ترّكزت في جمعيات اجتماعية تدعم نساء المجتمع، وبعد أن كانت هذه الجمعيات تتركز أساسا في الخدمات الخيرية والمساعدة فقد أصبحت شريكة في تحديد أهمية المرأة في جميع نوافذ المجتمع.


"حزب التجمع الوطني الديمقراطي طالما اعتبر المرأة جزءا لا يتجزأ من الحياة السياسية وضم نساء ناشطات وأخذ على عاتقه الفكرة النسوية الاجتماعية السياسية.. النائبة حنين زعبي تميزت بدورها بتمثيل المرأة العربية في الكنيست"

وأضافت أنه في سنوات التسعينيات، أي مع بداية تبلور ربط أساسي بين النشاط السياسي والاجتماعي، انفصلت المرأة العربية عن الإسرائيلية، وأنه أصبح لا يمكن فصل الناشطات الفلسطينيات عن السياسة، وبالتالي هناك هبّة نشاطات وجمعيات لرفض الهيمنة الاجتماعية الإسرائيلية على حياة المرأة العربية.

 وذكّرت بأن حزب التجمع الوطني الديمقراطي لطالما اعتبر المرأة جزءا لا يتجزأ من الحياة السياسية، وضم نساء ناشطات، وأخذ على عاتقه الفكرة النسوية الاجتماعية السياسية. وأشادت بدور النائبة حنين زعبي التي تميزت بتمثيل المرأة العربية في الكنيست، وهي أول امرأة عربية من قائمة حزب عربي تحصل على هذا المركز في البلاد، واعتبرت زعبي بأنه من أهم الانجازات التي حققها حزب التجمع بمساندته لنضال المرأة ودعمها ومناصفتها العمل السياسي. وبالرغم من أن مجتمعنا ما زال غير متقبل لفكرة تمثيل نسوي في الكنيست،الا ان الخطوة كانت جبارة، ولا ننكر دور حنين زعبي ونضالها الذي ساهم في تغيير نظرة المجتمع للمرأة. 

وتطرقت همت زعبي إلى نسبة خروج المرأة العربية إلى سوق العمل، فهي ما زالت متدنية رغم كل الإنجازات، وحتى برغم وجود المرأة في سوق العمل فهي ما زالت تواجه اضطهادا. وأشارت إلى أن هناك وعي يمنح بناتنا فرصة التعليم الأكاديمي. كما رفضت اتهامات المجتمع الإسرائيلي لمجتمعنا بأنه هو من يتحمل المسؤولية، ووصفها بالتخلف لمجرد محافظتنا على عاداتنا وتقاليدنا، فمجتمعنا العربي يعطي للمرأة إمكانية التعليم لذلك لا يعقل أن هذا المجتمع نفسه من يمنعهن من الخروج للعمل". وأشارت إلى أن هناك نسبة بطالة عالية في صفوف النساء تصل إلى 87% وأن امكانية العمل محصورة في نطاق صغير جدا بسبب سياسة التضييق التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية.

وتطرقت في كلمتها إلى الثورات العربية، مشيرة إلى أنه لا بد من الحديث في مثل هذا اليوم عن دور المرأة المصرية والتونسية في نجاح هذه الثورات، ومشاركتهن فيها للمطالبة بأحد أهم أسس المجتمع ألا وهو المساواة بين الجنسين، في حين أن دور المرأة الفلسطينية هو كدور أي امرأة عربية تطالب بالمساواة، والنضال هو أهم الطرق لتحصيل هذا المطلب.

واختتمت زعبي حديثها بالقول إن الطرح النسوي لا يعمل بمفهوم النساء، بل يعمل كمنظومة تتمرد على القوة الموجودة في داخل المجتمع. وقالت إن التعددية في الجمعيات هي فكرة صحيحة، لأنه حتى في الحياة النسائية هناك اختلافات بالرأي، وأن المرأة العربية أصبحت قادرة على فهم مبدأ أنها لا تستطيع مشاركة المرأة الإسرائيلية في تعريفها للنضال النسوي الفلسطيني، وأن جميع الجمعيات في النهاية تأتي لخدمة جميع نساء المجتمع، بغض النظر عن التوجهات والاختلافات السياسية وبإمكاننا التعالي على الحساسيات الحزبية.

 هذا وقد اختتم الندوة كادر كتلة الهوية بشكر السيدة همت زعبي على حضورها ومشاركتها، وشكر جميع الطلاب والطالبات على المشاركة والإصغاء لهذه الندوة.

التعليقات