فيديو: الآلاف يشاركون في مسيرة يوم الأرض باللد

شارك الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني مساء الثلاثاء، في مسيرة حاشدة جابت أحياء مدينة اللد المهجر أهلها، وذلك على شرف الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد.

فيديو: الآلاف يشاركون في مسيرة يوم الأرض باللد

شارك الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني مساء الثلاثاء، في مسيرة حاشدة جابت أحياء مدينة اللد المهجر أهلها، وذلك على شرف الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد.

وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، واللجان الشعبية في اللد، الرملة، ويافا، وقرية دهمش، ومجموعة خطوة الشبابية، وشباب مأطرون ومستقلون، قد دعوا للمشاركة في المسيرة تحت عنوا "شهداؤنا وأرضنا في قلوبنا" ، دفاعًا عن الأرض ودفاعا عن حق المواطن العربي في المأوى والمسكن، ورفضا للتشريد المنهجي، وتحديا للقهر والظلم والقمع، كما جاء في البيان الذي تضمن الدعوة.

ومع إعلان لجنة المتابعة عن المسيرة في اللد قبل أسابيع، بادرت مجموعات شبابية إلى ترتيب برنامج غير تقليدي إحياء لهذه الذكرى، مؤكدين أنهم يرغبون في إحيائها بصورة غير التي اعتادت عليها الجماهير العربية كل عام.

هذا وانطلقت المسيرة الساعة السادسة مساءً من موقع المنازل التي هدمت مؤخرا لعائلة أبي عيد بحجة البناء غير المرخص، والتي تم تشريد العشرات من أفرادها، وهم إلى الآن دون مأوى.

وقد جابت المسيرة أحياء اللد، مرورا ببعض مشاريع البناء التهويدية التي قامت بها البلدية مؤخرا، والتي أسكنت فيها مجموعات من المستوطنين الذين أخلوا من غزة، وغيرهم، لتنتهي أخيرا في ساحة بالقرب من مقر البلدية، والتي تمارس أقسى أنواع التفرقة والتمييز بحق المواطنين العرب في المدينة.

وحملت خلال المسيرة عشرات الشعارات المنددة بالهدم، والتمييز، وسياسة الأبرتهايد، والاحتلال، والتفرقة العنصرية، والمنادية بأدنى حقوق السكان العرب الأصليين في ديارهم، كما رفرت في سماء اللد عشرات الرايات الفلسطينية.

وهتف المتظاهرون شعارات تدلل على البقاء والصمود والتحدي، منها: "شعبي في اللد.. صامد.. رغم التهويد.. رغم التشريد.. والاستيطان.. صامد"، و"ما بنهاب وما بنهاب.. إسرائيل دولة إرهاب"، و"الشعب يريد إسقاط الأبرتهايد"، و"بكرة عاللد، راجع، على حيفا وعكا، على بيسان، على إقرث وبرعم، راجع"، وما إلى ذلك.

كما أنشد المتظاهرون نشيد "بلادي"، و"إذا الشعب يوما أراد الحياة"، وصرخوا في وجه عناصر الشرطة والأمن الذين ملأوا شوارع اللد: "عالمكشوف وعالمكشوف، يساميم ما بدنا نشوف"، و"ما منهاب وما منهاب، والبوليص قمع وإرهاب"، و"إسرائيل دولة شرطة".

واختتمت المسيرة أمام مقر بلدية اللد ببرنامج سياسي وفني، وقد افتتح البرنامج بالنشيد القومي العربي: "موطني"، ليلقى الشيخ يوسف الباز بعد ذلك كلمة  باسم أهل اللد، ثم الشيخ صياح الطوري، باسم أهل العراقيب في النقب.

ثم كانت وصلة من الفقرات الفنية قدمها كل من فرقة "دام" للراب العربي، والمطربة ميرنا متى يرافقها الفنان خضر شاما، والفنان جوان صفدي، إضفاة إلى حوار بين طفلتين، إحداهما من اللد والأخرى من دهمش، حول هدم بيوتهن وتشريد عائلاتهن، والحالات النفسية التي يعيشها الأطفال خلال عمليات الهدم وبعدها.

ممدوح اغبارية: جئنا إلى اللد نؤكد أصلانيتنا، وأن أهل اللد ليسوا وحيدين في معركة البقاء والوجود

وقال ممدوح اغبارية، أحد الشباب المبادرين لتنظيم المسيرة: "إن صراعنا مع الصهيونية هو صراع وجود، ولذا يستهدفون الأرض والبيت ولقمة العيش؛ وقد سنت المؤسسة الاسرائيلية من القوانين التي تهدف إلى اقتلاع الأرض من أصحابها العرب الكثير في الآونة الأخيرة.. وإنا إذ نحتشد اليوم في اللد، وغالبيتنا العظمى من الشباب، فلنؤكد على أصلانيتنا في هذا المكان، وأننا أصحابه الشرعيون، ولنبعث برسالة إلى المجتمع الاسرائيلي وقيادته بأن أهل اللد والرملة ودهمش والعراقيب، وغيرهم من المستضعفين المستهدفين، ليسوا وحدهم في ساحة المعركة، بل كلنا معهم قلبا وقالبا.."

وأضاف اغبارية: "إننا اليوم، وخصوصا بعد المد الثوري العربي المبارك، بتنا أكثر ثقة بأنفسنا، وعزيمة وإصرارا، وواهم من ظن أن اقتلاعنا من بيوتنا سيكون سهلا وممكنا، فنحن لمثل هذه السياسات التعسفية الاجرامية سنكون بالمرصاد دوما، وستنكون دوما على استعداد للتضحية، ولبذل الغالي والرخيص من أجل سلامة أوطاننا، وأهلنا، ووجودنا الذي لا نستمد شرعيته من أحد، سوى أرضنا وتاريخنا فيها".

عبد شحادة: لقد أثبت الشباب الفلسطيني أنه واع ومسؤول ومبدع

وفي حديث مع الشاب عبد شحادة من مجموعة خطوة قال: "نرى في مجموعة خطوة أن هذه المسيرة ناجحة على كافة المستويات، فغالبية من شارك فيها من الشباب، وهذا إن دل على شيئ، فعلى وعي الأجيال الصاعدة من أبناء الداخل الفلسطيني، وهم شباب مسؤول وملتزم، وقد أثبت ذلك أنه رغم التواجد الكثيف والمستفز لعناصر الشرطة والأمن في كل نقطة من شوارع المدينة، إلا أن ذلك لم يستفزهم ولم يثرهم، والتزموا بكافة تعليمات المنظمين، كما أن المسيرة جاءت بأجمل المظاهر الوحدوية، وكان فيها الكثير من أشكال الابداع، وقد شاركت فيها كافة القوى السياسية الوطنية في الداخل الفلسطيني دون أن يرفع أي علم أو شعار غير علم فلسطين والشعارات الوحدوية".

وأضاف شحادة قائلا: "نجحت هذه المسيرة والبرنامج الفني كذلك في ختامها لأن الجميع تعاون، فلجنة المتابعة قبلت اقتراحنا ودعمته، والأحزاب حشدت الناس، والشباب الوطني شاركنا في التنظيم وتوفير المواصلات والإعداد للبرنامج الفني، وهذا أقل ما يمكننا فعله لأوطاننا، ولوجودنا، ولذكرى شهدائنا الذين قضوا من أجل يوم الأرض."

التعليقات