"خبّرنا عن يافا" جولة للطلاب الحاصلين على منح جمعيّة الثّقافة العربيّة في يافا القديمة

وخلال النقاش أجاب الطلاّب عن تداعيات مصطلح النكبة، فتعدّدت أجوبتهم؛ تطهير عرقي، اغتصاب ارض، نكران حقوق، مؤامرة، ومحاولة محو الذاكرة، إبادة، قضية اللاجئين، تهويد، مصادرة أراضٍ، استيطان، تدمير مقدسات، مناهج مزيّفة، عنصريّة

اختارت جمعيّة الثّقافة العربيّة إحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطينيّ هذا العام من خلال تنظيم جولة تثقيفيّة تاريخيّة للطلاب الجامعيّين الحاصلين على منحها، وبرفقة زملائهم من مختلف الجامعات والكليات، لتعريفهم عن قرب على نكبة المدينة الفلسطينيّة، وذلك استمرارًا لمشروع "رحلات الجذور" التي تنظّمها الجمعيّة سنويًا في ذكرى النكبة، حيث نظّمت يوم الجمعة الماضي جولة في مدينة يافا التاريخيّة العريقة، شارك فيها أكثر من مئة وعشرين طالبًا، جابوا أزّقة ومعالم المدينة وتعرّفوا على فصول تاريخها، ومراحل تطورها ونهضتها، وتفاصيل احتلالها وطمس معالمها وتهويدها، ثمّ شاهدوا فيلمًا وثائقيًا حول النكبة عرّف المشاركين على تفاصيل التطهير العرقيّ واحتلال الحركة الصهيونيّة لفلسطين التاريخيّة بعيد انتهاء الانتداب البريطانيّ في العام 1948.
 
وقام الناشطان البارزان في مدينة يافا، سامي أبو شحادة ورامي صايغ، بمرافقة مجموعتين من الطلاب في الجولة الميدانيّة، وتحدثا خلال الجولة عن تاريخ المدينة، وركّزا على خصوصية بعض المعالم المعماريّة، أهمّها: مبنى السرايا العثمانيّ، القشلة، برج الساعة، مبنى السرايا الحديث، مبنى الحمّام، المسجد الكبير، مسجد البحر، كنيسة مار بطرس.
 
 كما تجوّل المشاركون في منطقة ميناء يافا الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 4 آلاف عام، والذي طالما اعتبر بوابة فلسطين، وظل محوريًا حتى القرن التاسع عشر.
 
وأشار المرشدان إلى أنّ الأراضي حول مدينة يافا تمتاز بخصوبتها، كما تمتلئ المدينة بآبار المياه، وكذلك تمتاز المنطقة بمناخها المعتدل. ويعتبر البرتقال رمزًا أساسيًا للمدينة حيث اتسعت زراعة وتصدير البرتقال اليافاوي خلال القرن الماضي إلى عواصم العالم، فصدّرت يافا سنويًا نحو 5 مليون صندوق برتقال خلال الثلاثينيات، ما أنتج حراكًا تجاريًا وصناعيًا هو الأضخم في المنطقة.
 
كما أشارا إلى أنّه بعد النكبة طُبّقت في يافا القديمة مخططات "تطويرٍ" عديدة تهدف لتغيير وجه المكان وطمس معالمه العربية. ففي الستينيات حوّلت السلطات الاسرائيلية المدينة لـ"قرية فنانين" فتحولت معظم بيوتها لمعارض ومساكن للفنانين، وجُردت المدينة من تاريخها وعراقتها. وتعاني يافا القديمة من سرقة أملاك الأوقاف الإسلامية، فقد تحولت عشرات أملاك الوقف إلى مطاعم وحانات وفنادق.
 
هذا، ويأتي تركيز واهتمام جمعيّة الثّقافة العربيّة بمدينة يافا لمكانتها الثقافيّة كمركز مدينيّ وحضريّ للشعب الفلسطينيّ قبل النكبة، حيث لعبت يافا دورًا مركزيّا في تشكيل هويّة الحداثة الفلسطينيّة، والعودة إليها وإلى دورها يعيد تشكيل الذاكرة الفلسطينيّة كذاكرة جماعيّة لمجتمع حديث لديه الصحافة ودور السينما والمسرح والنهضة الاقتصاديّة، مما ينسجم مع رسالة ورؤية جمعيّة الثّقافة العربيّة لموضوعة الهويّة.

واجتمع الطلاّب في نهاية الجولة الطلاب في مسرح السرايا، لتلخيص الجولة واستراحة الغداء، وشاهدوا فيلما خاصا عن النكبة من إنتاج قناة "الجزيرة"، قامت الجمعيّة باختصاره بتصرّف، ثمّ ناقشوا الفيلم الذي اعتبروه مادة توثيقيّة هامّة، حيث تأثّروا بالمعلومات عن التطهير العرقي والاحتلال والمجازر التي انكشف عليها أغلبية الطلاب للمرّة الأولى بهذا السرد التاريخيّ المحكم.
 
وخلال النقاش أجاب الطلاّب عن تداعيات مصطلح النكبة، فتعدّدت أجوبتهم؛ تطهير عرقي، اغتصاب ارض، نكران حقوق، مؤامرة، ومحاولة محو الذاكرة، إبادة، قضية اللاجئين، تهويد، مصادرة أراضٍ، استيطان، تدمير مقدسات، مناهج مزيّفة، عنصريّة.
 
وقد عبّر العديد من الطلاب والطالبات، في نهاية اليوم اليافيّ، عن حزنهم وغضبهم من واقع تغييب تاريخنا في المدارس وحتى في البيوت، معتبرين هذا التثقيف الفرصة الوحيدة تقريبًا لكسب المعرفة ورفع الوعي الوطنيّ بالتاريخ والواقع.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

التعليقات