احتفالية افتتاح مؤتمر التجمع: حضور للشباب والثورات العربية وعزمي بشارة

انطلقت مساء أمس الخميس في قاعة سيميراميس، بمدينة شفاعمرو الجليلية، أعمال المهرجان الاحتفالي، عشية انطلاق مؤتمر التجمع الوطني الديموقراطي السادس.

احتفالية افتتاح مؤتمر التجمع: حضور للشباب والثورات العربية وعزمي بشارة

انطلقت مساء أمس الخميس  في قاعة سيميراميس، بمدينة شفاعمرو الجليلية، أعمال المهرجان الاحتفالي، عشية انطلاق مؤتمر التجمع الوطني الديموقراطي السادس.

مدخل القاعة، استقبلت الفرقة الكشفية الخاصة بالتجمع، بقرع الطبول، الوفود الغفيرة التي جاءت من مختلف أنحاء فلسطين التاريخية، إلى جانب المئات من شبيبة التجمع وأبناء حركتهم الطلابية، الذين هتفوا لفلسطين، والتجمع، والثورات العربية.

وقد ارتفعت داخل القاعة الأناشيد الوطنية والقومية ترحيبا بالوفود، واصطبغت جدران القاعة بالبرتقالي، لون راية التجمع الوطني الديموقراطي، وبألوان راية العلم الفلسطيني.

وانتشرت في القاعة لافتات كثيرة حملت الشعارات التي ينادي بها التجمع: "هوية قومية مواطنة كاملة"، "الحرية لأسرى الحرية"، "إرفع رأسك يا أخي"، وغيرها.

السيد خالد خليل، عضو المكتب السياسي للتجمع، وعريف الحفل، رحب بالمشاركين، موجها تحياته للضيوف من أهل الجولان السوري العربي المحتلّ والنقب وكل أنحاء فلسطين، وبممثلي الحركات السياسية المختلفة في الداخل الفلسطيني، وعلى رأسهم، الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية- الشق الشمالي، ورئيس لجنة المتابعة، محمد زيدان، وأيمن عودة، سكرتير الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، وعضو البرلمان طلب الصانع، رئيس الحزب الديمقراطي العربي، ورجا اغبارية، سكرتير حركة "أبناء البلد"، وعدد من رؤساء السلطات المحلية، كان بينهم رئيس بلدية سخنين مازن غنايم، ورئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي، ورئيس مجلس محلي مجد الكروم محمد مناع، ورئيس مجلس محلي الجديدة - المكر محمد شامي، ورئيس مجلس محلي كوكب أبو الهيجا نواف حجوج، وعدد كبير من أعضاء السلطات المحلية والوفود المرافقة.

كما حيا السيد خالد خليل الدكتور عزمي بشارة، مؤسس التجمع الوطني الديموقراطي، ناقلا له تحيات المشاركين في المهرجان، وإكبارهم له، لدوره الكبير والمهم في دعم الثورات العربية.

وحيا خليل الشباب، وروح الشباب، التي صنعت التاريخ، وزلزلت عروش أنظمة الاستبداد والعمالة في العالم العربي.

وبدأت أعمال الاحتفال بعرض كشفي موسيقي، وبمسيرة شبابية جابت أرجاء القاعة، يحملون رايات التجمع وفلسطين، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي استقبلوهم بالتصفيق والتحية.

وتحدث في المهرجان كل من رئيس التجمع واصل طه، والأمين العام عوض عبد الفتاح، ورئيس الكتلة البرلمانية د. جمال زحالقة، والنائبة حنين زعبي، ورئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل، محمد زيدان، كما ألقى المحامي فؤاد سلطاني، كلمة باسم أسرى الحرية من أبناء الداخل الفلسطيني.

كما وصلت إلى التجمع في احتفاله بافتتح مؤتمره السادس، برقيات تضامن وتحيات من شخصيات وطنية عديدة، ومن قوى وطنية فلسطينية، من بينهم عثمان أبو غربية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعباس زكي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والقائمة العربية في بلدية نتسيريت عيليت، من الدكتورين رائد غطاس وشكري عواودة، وغيرهم.

واصل طه: لقد أصبنا في تحليلاتنا وموافقنا خلال 15 عامًا

تطرق واصل طه، رئيس التجمع، إلى مواقف الحزب في الشأن الفلسطيني العام، ورؤاه في قضايا عرب الداخل، قال: "لقد ثبتت صحة أقوالنا على مدار خمسة عشر عامًا في الشأن الفلسطيني والعربي، في أن دولة إسرائيل لا تريد السلام العادل، بل تسعى للهيمنة السياسية والاقتصادية في المنطقة.. أما المفاوضات التي تديرها، فهي وسيلة لكسب الوقت وإدارة صراع مع الفلسطينيين والعرب، من أجل التهام الأرض الفلسطينية والعربية."

وأضاف: "أستطيع أن أقول جازمًا، بعد أن استذكرت خطاباتنا وتحليلاتنا السياسية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية، وسياسة إسرائيل اتجاهها، أنها قد أصابت الهدف بدقة، سواء في مهرجان حيفا ضد كامب ديفيد، أو ما قلناه في المهرجان الذي تناول مؤتمر أنابوليس وسواهما.. وملخص ما قلناه أن إسرائيل تفاوض من أجل المفاوضات، سياسة إسرائيل تتلخص بمزيد من الاستيطان، واللقاءات مع الفلسطينيين هي ذر للرماد في العيون".

من حقنا أن نتساءل.. ومن حقنا أن نجتهد.. ومن واجبنا تنظيم أنفسنا أقلية قومية

وقال طه أيضًا: "من حقنا جزءًا لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية، أن نتساءل إلى أين نحن ذاهبون؟! من حقنا أن نجتهد، من حقنا أن نقول رأينا في كافة القضايا، حتى وإن اختلفت الاجتهادات مع القيادة الفلسطينية، وهذا لا يفسد للود قضية.."

وأضاف: "وعليه فمن حقنا، بل من واجبنا أن نسعى لتنظيم الفلسطينيين العرب المواطنين في إسرائيل في مؤسسات وهيئات وطنية وقومية، في دولة ترفض أن تتحول إلى دولة مواطنين، وتصر على تعريف نفسها بـ "دولة اليهود"، أي تستثنينا من إطار الدولة وترفض التعامل معنا كمواطنين أصليين، أصحاب الوطن والأرض، علمًا أنها تعرف أننا لم نأت من خلف الضباب، ولم نقم باحتلال أرض الغير، ولم نقتلع أحدًا، بل كان شعبنا هو الضحية، وهو الذي احتلت أرضه وهو الذي هُجّر من وطنه وطرد من بيته ليعيش لاجئـًا، إما في الوطن وإما ما وراء الحدود."

عبد الفتاح: الدولة العبرية تعيد اكتشاف صهيونيتها، وتعيدنا إلى جذور القضية.. إلى عام 1948

عبد الفتاح، أمين عام التجمع الوطني، وقف على المستجدات الأخيرة في العالم العربي، وفي ظل الثورات والتحديات القائمة أمام فلسطينيي الداخل، قال: "ينعقد المؤتمر السادس في مناخ الربيع العربي.. في ظروف المعجزة العربية، ووسط كم هائل من التحديات والمخاطر الآخذة في التصاعد.. فالدولة العبرية تعيد اكتشاف صهيونيتها ويهوديتها، وتتغوّل ضد الشعب الفلسطيني وضد فلسطينيي الداخل.. القبيلة تنكمش على نفسها أكثر وأكثر، وتعلن على لسان رئيس حكومتها، أن لا حلّ لهذا الصراع.. ما معناه حرب أبدية ضد أهالي البلد الأصليين، ومواصلة النهب والسيطرة، ولكن هو وزمرته لا يدركون أن لكل جورٍ نهاية."

وتابع قائلا: "إذًا نحن إزاء مشهد سياسي واضح.. إسرائيل تعيدنا إلى جذور القضية، إلى جذرها الأساسي – إلى عام 1948.. وتعيد تحديد نظرتها إلى فلسطين والفلسطينيين عبر الأمن والديمغرافيا.. هي تريد الأرض، ولا تريد التعايش مع أهل هذا المكان.. لكن ماذا تفعل إزاء عددهم المتزايد، ووعيهم المتنامي، وثباتهم الآخذ في الرسوخ؟ وماذا تفعل إزاء تداعيات الربيع العربي الذي يُجردها من مقولاتها الزائفة حول الديمقراطية؟ نحن نطرح عليهم مصالحة تاريخية، عيشًا مشتركًا قائمًا على الندية والمساواة، وهم يجردون ضدنا حملة تلو الحملة لتكريس الإقصاء من المكان."

ربيع الأمة العربية سيكون نموذجا يحتذى لثورة شعبية فلسطينية سلمية

واختتم عبد الفتاح قائلاً: "إن ربيع الأمة العربية يفتح أبواب التغيير على مصراعيه، والشعب الفلسطيني، الذي كان رائدًا في الثورات الشعبية، لا يمكن أن يبقى على حاله، خاصة جموع الشباب. على الأرجح ستكون ثورته شعبية سلمية – تعتمد نموذج الثورات العربية، ونموذج الانتفاضة الأولى، أي الحشد الشعبي، الذي ينمو تدريجيًا، وصولاً إلى نقطة اللاعودة.. وستكون هذه الثورة أو الانتفاضة معولمة."

 

محمد زيدان: استطاع التجمع تقديم رؤية وطرح جديدين واضحين، وفرض مصطلحات ومفاهيم جديدة على القاموس السياسي

أما السيد محمد زيدان، رئيس لجنة متابعة شؤون أبناء الأقلية العربية في الداخل الفلسطيني، فقد حيا في كلمته كوادر التجمع ومسؤوليه، متمنيا لهم مؤتمرا ناجحا، حافلا بالنقاشات البناءة، والطروحات السياسية التي يمكن لها أن تعزز نضال الشعب الفلسطيني في الداخل، فوق أرضهم ووطنهم، ونيلا لحقوقهم بالمواطنة والحياة الكريمة.

وتوجه زيدان إلى الشعوب العربية بتحية كبيرة، مبينا أن "الشعوب العربية، في كافة أنحاء العالم العربي، تدفع اليوم لنيل حريتها ثمنا باهظا وكبيرا"، وأن ما يحصل من تغييرات في العالم العربية تبعث الأمل، وتدفع إلى الإيمان بخيار النضال والتحدي والصمود نيلا للحقوق.

ووجه زيدان نداءه إلى قيادات الشعب الفلسطيني في فتح وحماس، مباركا المصالحة وإنهاء الانقسام، طالبا منهم أن يعملوا على تعزيزها وترسيخها، مؤكدا أنها الخطوة الأولى في إعادة بناء لحمة الشعب الفلسطيني، وإعادة إحياء المشروع الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن المصالحة يجب أن تكون حقيقية.

وحول دور التجمع وطروحاته قال زيدان، إن تطورات كثيرة جدا حصلت ما بين مؤتمر التجمع الأول التأسيسي، الذي أسس فيه التجمع لطرح سياسي جديد ورؤية جديدة، وبين مؤتمر السادي عام 2011، مشيرا إلى أن التجمع استطاع خلال تلك السنوات طرح تصور جديد، وإدخال مصطلحات سياسية جديدة في القاموس السياسي الفلسطيني، وفرض تلك المصطلحات بقوة أمام الاسرائيليين، وأن رؤية التجمع كانت رؤية واضحة وصريحة حول الحقوق القومية للأقلية الفلسطينية والمواطنة، والعيش بكرامة فوق أرضنا سكانا أصلانيين.

ونوه زيدان إلى أن هناك تحديات جمة على أبناء الأقلية الفلسطينية مواجهتها والتعامل معها في مقبل الأيام، طالبا من كوادر التجمع أن يناقشوها بجدية خلال مؤتمرهم السادس، تقف على رأسها مسألة انتخاب لجنة المتابعة بشكل مباشر ممثلة لأبناء الأقلية العربية، وأن ذلك حق لهم كما كل الأقليات القومية في العالم.. إضاة إلى تنامي الممارسات القومية والعنصرية، وانزياح الخريطة السياسية الاسرائيلية نحو اليمين، إضافة إلى قضايا العنف، والأرض والمسكن، وحقوق المرأة، والبطالة، وغيرها من القضايا الاجتماعية المهمة.

وختم زيدان قائلا إن لدى أبناء الأقلية الفلسطينية طاقات وقدرات هائلة، إن "تمكنا من جمعها وتسويقها بالشمل الصحيح، سيكون لنا أكبر أثر" في نضالنا ضد العنصير والاحتلال.

الشاب شهم إلياس: حزبك يريدك عربي الهوية، ويمنحك حرية الاعتقاد، وأن تيغض الطائفية

في كلمته باسم الشباب، أكد الطبيب شهم الياس، على أن مشروع التجمع هو مشروع تحد ومواجهة، حيث تحدى "دولة اليهود" بدولة المواطنين، وتحدى "أبناء الأقليات" بـ"أقلية قومية عربية أصلانية"، وتحدى "الأسرلة" وصفعها بـ"الفلسطنة"، وتحدى تشويه اللغة والتاريخ بالمطالبة بالحكم الذاتي الثقافي، وتحدى الطائفية مصرا على الهوية العربية، وتحدى الرجعية والمجتمع الذكوري فحصن مقعدا للمرأة.

وقال "هذا هو حزبي: قوميٌّ، ديمقراطيٌّ والأهم متحدٍّ. فهاتِ حزباً أكثرَ شباباً.. قيلَ كثيرٌ حولَ دورِ الشّبابِ، أهمّيتِهِ، خُصوصِيَّتِهِ ودورِه مستقبلاً وصولاً لنَعتِنا بقادة المستقبل. فلطالما شخَّصَ حزبُنا هذه الخصوصية بحكمة ولم يَبخَل علينا قطّ . سواء كان في الشبيبة، أو في المرحلة الجامعية بل إنّه أخيرًا تَمَيَّزَ وكَرَّمَنا خرّيجينَ مُقِرّا لقاءاتٍ دوريةً بعنوان "لنا لقاء". لن أُبالِغَ مدحًا، فهذه أَراها مسلّماتٍ لحزبٍ يراهُ كثيرونَ "حزبَ الشباب".

وأضاف موجها حديثه إلى الشباب "حزبُنا يُريدُكَ عربيَّ الهوية، فخوراً بها أمامَ نفسِكَ ومن ثمَّ أمامَ الآخرِ القادم، تحبُّ بيئَتَك، تُغْني مُجتمَعَكَ، تحترمُ معلِّمَكَ، تقرأُ، تدرسُ وتَطمحُ بمستقبلٍ نيرٍ.. صديقي، حزبُكَ يمنحُكَ حريةَ الاعتقاد، مُلزماً إيّاك باحترامِ الدينِ والمتديّنين، ولكن أن تُبغِضَ الطائفية. يريدُكَ مليئاً بالرجولة والشهامة دون أن تشوبَكَ ذُكورِيَّةٌ زائفة".

فؤاد سلطاني باسم الأسرى: التجمعيون قادرون على دفع مسيرة النضال نحو مواقع أكثر تقدّمًا

وبالنيابة عن الأسرى والمعتقلين من أبناء الداخل الفلسطيني، ألقى المحامي فؤاد سلطاني، والد الأسير الشاب راوي سلطاني، وجهه فيها تحية الأسرى لمؤتمر التجمع الوطني الديموقراطي السادس، جاء فيها: " نُحييكم تحيةَ النضالِ المُفعمةِ بالأملِ وَبِغَدٍ عربيٍ فِلسطينيٍ مُشرِقٍ وأنتم تَخْطونَ خُطوةً أُخرى نحوَ واقعٍ حِزبِيٍ ديمقراطيٍ وَتنظيميٍ أفضلَ.. إن معركةَ البناءِ التَّنظيميِّ تستحِقُّ منكمُ على الدوام جهداً خاصاً.. فهيَ معركةٌ لا تقلُّ أهميةً منْ أيِّ نضالٍ أو عملٍ كِفاحيٍ آخرَ.. فبالتَّنظيمِ والنِّظامِ نُوَحِّدُ الأهدافَ وَنَرُصُّ الصُّفوفَ، وَبالتَّنظيمِ والنِّظامِ نُحَوِّلُ مجموعَ إرادَتِنا الفرديةَ لإرادةٍ وطنيةٍ فاعلةٍ تقرِّبُنا أكثرَ عبْرَ مُراكمةِ التَّجرُبةِ والوعيِ من تحقيقِ أهدافِنا الوطنيةِ والمَطلبِيةِ."

وأضاف: "ونحنُ على يقينٍ بأنَّ قِيادةَ التجمعِ الوطنيِّ ومؤتمرِهِ السادسَ لقادرينَ على اجْتِراحِ السُّبُلِ والبرامِجَ التي من شأنها دفعُ مسيرةِ النضالِ نحوَ مَواقِعَ أكثرَ تقدُّمًا ورُقيًا."

وفي الختامِ، وجه سلطاني تحيات الأسرى إلى الدكتور عزمي بشارة، شادين على يديه.

النائبة حنين زعبي: مشروعنا الوطني يؤمن بأن السياسة أخلاق، وأمامنا تحديات كبيرة للعنصرية

النائبة زعبي استعرضت ميزات حزب التجمع، وحجم التحديات التي واجهها ويواجهها، مؤكدة على الدور السياسي المعنوي والأخلاقي للعمل السياسي، وقالت: "نحن نفتتح مؤتمر التجمع السادس، الذي تنبع أهميته أولا من دور هذا الحزب، دوره الذي يفوق كثيرا حجمه الجماهيري، حيث هنالك هيبة ودور سياسي ومعنوي وأخلاقي لمن يحمل التحدي، تفوق كثيرا حجم قاعدته الجماهيرية، الآخذة في الاتساع هي أيضا."

وأضافت: "نحن قمنا لنقدم مشروعا وطنيا، ويربي كوادره وشبابه، على أن للسياسة أخلاق، وعلى أن الارتباط بهموم الناس يعني ارتباط هموم الناس بكبريائهم."

نحن لا نواجه اليمين فقط، ولا المركز فقط، إنما اليسار في إسرائيل أيضًا

وقالت أيضا: "التحدي لا يهدأ، ومعه علينا ألا نهدأ، لأن العنصرية الاسرائيلية، "ترتقي" إلى مرحلة فاشية.. جديدة في ملامحها، لكنها ليست جديدة في المشروع السياسي الذي تحمله. والوظيفة السياسية لهذه العنصرية هي أخطر وأهم ما فيها، وليس تجليات العنصرية نفسها.. قوننة الولاء، هي محاولة لتجريم نضال سياسي، تحديد السقف السياسي قانونيا، وليس كجزء من حراك سياسي، هو الخطر."

واختتمت زعبي قائلة: "باختصار الفاشية الجديدة تحول العمل السياسي نفسه إلى جريمة.. الفاشية الجديدة، تنهي السياسة في الوسط اليهودي، فلا يبقى منها سوى كره العرب، وتحول السياسة إلى جريمة لدى العرب.. ونحن في هذا لا نواجه اليمين فقط، ولا المركز فقط، بل أيضا نواجه اليسار في إسرائيل، ما يسمي نفسه الآن اليسار الجديد، الذي يحاول إبراز تميزه وشرعيته أيضا على حسابنا، أي على محاولة المساواة بين تطرف معسكرين : ليبرمان والتجمع، ليقع هو في وسطهما، ويكتسب بذلك شرعيته المشوههة."

الدكتور جمال زحالقة: عاد العرب إلى صوابهم.. وليلعبوا الشطرنج، لا أن يكتفوا بدور حجر الشطرنج

الدكتور جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع، تحدث عما ينتظر التجمع خلال المؤتمر السادس، وعن ظروف انعقاده، والنقاشات والتحديات خلاله، قال: "لقد أردنا لمؤتمرنا هذا أن يكون مؤتمرا عاديا، دورياً، لا مؤتمرا استثنائيا.. لكن لا وجود للظروف العادية في واقعنا المتغير دائما،  فقد أطلت علينا ثورات الربيع العربي المباركة لتخلع زين ومبارك، وتهز عروش كثيرة في  المنطقة، ولتحدث زلزالاً هائلاً في الواقع وفي المفاهيم والمواقف.. لقد عاد العرب إلى صوابهم، وعادوا بقوة إلى التاريخ ليصنعوا التاريخ، ليلعبوا الشطرنج لا أن يكتفوا بدور حجر الشطرنج.

وأضاف: "ويأتي مؤتمرنا في ظل تفشي العنصرية وتماديها سياسة وممارسة وقانونًا..  ويأتي في ظل حكومة متطرفة، سدت الباب تماما وأوصدته بالكامل أمام أي تسوية، وحتى أمام أي وهم حول تسوية.. ونأمل أن الذي صدقوا الأوهام قد أفاقوا من أوهامهم.. لعل فصل الدحلان ومحاكمته هي مؤشر على التغيير المنشود على الساحة الفلسطينية.. لقد ذهب الدحلان، وآن الأوان أن يذهب الدحلانيون، وتتوارى الدحلانية كنهج وسياسة.

ماذا سيكون في المؤتمر السادس؟

وحول نقاشات المؤتمر السادس ومداولاته قال زحالقة: "سيناقش المؤتمر قضايا كثيرة سياسية وتنظيمية، يصوت على تعديلات في الدستور، وينتخب قيادة الحزب: لجنة مركزية ولجنة مراقبة..  لكن القضية المركزية في المؤتمر هي الشباب والسياسة..  كيف توجه الطاقات الشبابية التي يزخر بها مجتمعنا في خدمة القضية الوطنية، بناء الهوية الوطنية والقومية، النضال ضد العنصرية والعنصريين، مواجهة مخططات الاقتلاع والتشريد في النقب، التصدي لهدم البيوت وغيرها وغيرها.

مبدأ الدولة الواحدة مطروح للنقاش في المؤتمر من ضمن أدوات التصدي للهيمنة الصهيونية

وأضاف: "في هذا المؤتمر أيضا تطرح قضايا للنقاش، منها مثلا ما هو مستقبل القضية الفلسطينية، وما هي آفاق حل الدولة الواحدة، هذه القضية مطروحة للنقاش الفكري، وليس لتغيير البرنامج السياسي، في هذه المرحلة على الأقل.. لكن دعوني أقول أمرًا في غاية الأهمية في نظري: لا سلام بلا عدالة، ولا عدالة ولا سلام مع الهيمنةنحن ضد الهيمنة الصهيونية ونظام الهيمنة الصهيونية، ومنطق الهيمنة الصهيونية.. على المدى البعيد، لن يكون هناك لا سلام ولا استقرار، لا عدالة ولا حرية او ديمقراطية حقيقية، إلا بنهاية الهيمنة الصهيونية.. وهنا نؤكد على مشروع التجمع المناهض للصهيونيةל فكرًا وممارسة، وهو مشروع دولة كل مواطنيها.

لم نعلق الباب يوما أمام أي تحالفات سياسية عربية بين حركات الداخل الفلسطيني الأساسية

وحول التحالفات السياسية بين الحركات السياسية في الداخل الفلسطيني، قال زحالقة: "في المؤتمر سيجري نقاش حول التحالفات، في الجامعات، في السلطات المحلية في الكنيست وفي كل مجالات العمل السياسي.. وقد وضحنا موقفنا أكثر من مرة، ولا بأس من تكراره: هناك ثلاثة تيارات على الساحة السياسية العربية، قد تتفق الثلاثة وقد يجر تحالف بين طرفين.. كل هذا شرعي ومعقول.نحن لم نغلق الباب على التحالف، لا مع الجبهة ولا مع الحركة الإسلامية. وكل من يحمل إشاعة أخرى لا يقول الحقيقة أو لا يعرف الحقيقة."

"مؤتمر التعويل على الشباب"

وبين زحالقة أن المؤتمر السادس هو مؤتمر "التعويل على الشباب، قائلا: "التجمع يعول على الشباب لأنه يريد التغيير، والشباب هم أول من يحمل رايات التغيير.. الأحزاب التي لا تريد التغيير، الأحزاب المرتاحة للأوضاع القائمة والمستفيدة منها، لا تعول على الشباب، وتريدهم فقط احتياطي أصوات ومنفذي قرارات." 

التعليقات