مدى الكرمل يعقد المؤتمر الأول لطلاب الدكتوراة الفلسطينيين

ينظم مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، المؤتمر الأول لطلاب الدكتوراة الفلسطينيين، حيث سيشارك العديد من طالبات وطلاب الدكتوراة الفلسطينيين من الوطن ومن الخارج في الثامن من الشهر المقبل في مؤتمر هو الأول من نوعه. وسيشارك في المؤتمر طلاب يعدون رسائل الدكتوراه يدرسون في جامعات مختلفة في البلاد وفي جامعات أميركية وكندية وأوروبية.

مدى الكرمل يعقد المؤتمر الأول لطلاب الدكتوراة الفلسطينيين

 

ينظم مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، المؤتمر الأول لطلاب الدكتوراة الفلسطينيين، حيث سيشارك العديد من طالبات وطلاب الدكتوراة الفلسطينيين من الوطن ومن الخارج في الثامن من الشهر المقبل في مؤتمر هو الأول من نوعه. وسيشارك في المؤتمر طلاب يعدون رسائل الدكتوراه يدرسون في جامعات مختلفة في البلاد وفي جامعات أميركية وكندية وأوروبية.

وقال بروفسور نديم روحانا، مدير عام مدى الكرمل، إن هذا المؤتمر يأتي إستمراراً لمساعي المركز ومنسجماً مع رسالته في تشجيع الجيل الجديد من الباحثين الفلسطينيين وفي الجهد من أجل توفير إطارٍ أكاديمي يتخطى الحواجز الجغرافية والسياسية ويساهم في صياغة مشروع بحثي جديد. وفي غياب جامعة فلسطينية داخل مناطق 48، يقول روحانا ، فإن مدى أخذ على عاتقه ملاْ بعض الفراغ بتوجيه الاهتمام نحو طلاب الدراسات العليا. فقد سبق هذا المؤتمر عقد مؤتمرٍ لباحثات فلسطينيات وتوزيع منح دراسية لطلاب الدراسات العليا وعقد ورشات تدريب أكاديمية لطالبات وطلاب الدراسات العليا.

وتحضيراً لهذا المؤتمر فقد عيّن مدى الكرمل لجنة من ثلاثة أكاديميين هم: د. أحمد سعدي، د. أمل جمال، بروفسور نادرة شلهوب كيفوركيان بالاضافة إلى السيدة إيناس عودة حاج، المديرة المساعدة في مدى الكرمل. وأُلقيت على اللجنة مهمة التخطيط والإعداد لهذا المؤتمر الذي سيعقد بدعم مؤسسة الجليل البريطانية.

وكان عدد كبير من طالبات وطلاب الدكتوراة قد استجابوا لدعوة مدى الكرمل بتقديم مقترحات للمشاركة في المؤتمر، وعملت اللجنة الأكاديمية للمؤتمر على دراسة الطلبات وتقييمها بناء على معايير أكاديمية ومهنية، ومن ثم تم اختيار 18 طالبة وطالب لعرض أبحاثهم ومناقشتها.

وحول أهمية وأهداف المؤتمر، قال د. أمل جمال، رئيس اللجنة الأكاديمية للمؤتمر: "تنبع أهمية المؤتمر من كونه المؤتمر الأول لطلاب الدكتوراة الفلسطينيين، والذي من أهدافه الأساسية إتاحة الفرصة أمام جيل صاعد من الباحثين للإلتقاء وتبادل الأبحاث والتداول في المنهجيات والمضامين البحثية الموجودة على الساحة البحثية اليوم. هدف آخر للمؤتمر هو توفير تجربة حميمة لباحثين جدد لطرح أبحاثهم والحصول على ردود فعل بناءة من قبل باحثين متمرسين من شتى المجالات الأكاديمية". كما أشار إلى أن مضامين الأبحاث تؤكد على تجاوز محدودية المكان والإرتقاء الى منظومة معرفية واسعة الآفاق، يتم التواصل من خلالها مع الواقع العربي بمجمله والتجربة الفلسطينية بتفاصيلها. 

يذكر أن مدى الكرمل ومنذ تأسيسه كان قد وضع نصب عينيه العمل على إعداد باحثات وباحثين فلسطينيين وتدعيم مهارات التفكير والبحث الأكاديمي وتطوير خطاب أكاديمي نقدي، من منظور فلسطيني ومتحرر من الخطاب الاستشراقي المهيمن في الجامعات الإسرائيلية وكذلك تشجيع البحث في المواضيع التي تفتقر لباحثين فلسطينيين كالتاريخ الفلسطيني والسياسية والمجتمع .ويسعى المركز إلى تدريب وإعداد باحثين جدد، تطوير مهاراتهم البحثية وكشف الباحثين على مناهج بحثية لا توفرها الأكاديمية الإسرائيلية.

في السياق ذاته، قالت بروفسور نادرة شلهوب-كيفوركيان، عضو اللجنة الأكاديمية للمؤتمر ومديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل: "سيشكل المؤتمر منصة لطلاب وطالبات دكتوراه فلسطينيين من دول ومناطق مختلفة مثل: فلسطين، الشرق الأوسط، أوروبا والولايات المتحدة، وفرصة لمشاركة زملائهم بأبحاث جديدة لم تنشر بعد. كما يسعى المؤتمر إلى مد جسور التعاون الأكاديمي بين الجيل الناشئ من الباحثات والباحثين الفلسطينيين من مختلف بلدان العالم". وقالت أن اللجنة الأكاديمية وتمشيا مع رسالة ورؤيا مركز مدى لتشجيع البحث النسوي الفلسطيني على المستوى المحلي، الإقليمي والدولي، قد اختارت عددا من طالبات الدكتوراه للمشاركة في المؤتمر وتقديم أوراقهن، لما تشكله الأبحاث النسوية من أهمية في النهضة الفكرية والثقافية لمجتمعنا. "نحن نهدف من خلال هذا المؤتمر إلى توفير إطار فكري نقدي لتبادل وانتاج المعرفة على مستوى المجتمع الفلسطيني في الوطن وفي الشتات"، قالت شلهوب.

هذا وذكر أعضاء اللجنة الأكاديمية للمؤتمر أن الباحثات والباحثين المشاركين في المؤتمر ينتمون إلى مجالات بحثية مختلفة، وأن أبحاثهم تتناول مواضيع بحثية في مجالات القانون، علم الاجتماع وعلم الانسان، العلوم السياسية، التاريخ وغيرها. وأنه تم اختيار الأبحاث التي من شأنها أن تشكل تجديداً أكاديميا، وأن الأبحاث تعتمد على منهجيات بحثية متنوعة ومتجددة. 

وقال عضو اللجنة الأكاديمية د. أحمد سعدي: "خلال الدراسة، كما في حياة الإنسان العادية، تواجه الفردأمور لا يتدرّب عليها في الأطر الرسمية، ولكن يتوجب عليه ممارستها. فمع أن الطالب الجامعي يدرس النظريات وأساليب البحث، الا أن ذلك لا يؤهله ليصبح باحثًا قادرًا على كتابة نتائج أبحاثه بالطريقة التي تضمن نشره. كذلك قلما تتاح للطالب الجامعي فرص التحدث لجمهور أكاديمي وعرض نتائج بحثه في وقت قصير وبدقة. وعليه، يهدف مؤتمر مدى الأول الى تمكين طلاب جامعيين فلسطينيين من ممارسة تلك المهارات في جو ودي وداعم. كما يأمل في خلق فضاء للتعارف بين الجيل الأكاديمي الفلسطيني الصاعد. تبرز هذه الأهمية على ضوء تطور البحث العلمي من عمل فردي الى نتاج جهد جماعي. فالمؤتمر سيتيح فرصة للتعارف وتبادل الآراء، ولربما التعاون في المستقبل بين أكاديميي فلسطين الشباب".

وبخصوص برامج مدى الكرمل المستقبلية في هذا المضمار، قالت السيدة ايناس عودة حاج أن المركز سيعمل على تحويل هذا المؤتمر الى تقليد يعقد في أجزاء مختلفة من فلسطين وخارجها ليتمكن جميع المعنيين من المشاركة. وقد تعقد المؤتمرات المستقبلية بالتعاون مع مراكز ومؤسسات بحثية فلسطينية أخرى. كما سنعمل في السنوات القادمة على توفير تمويل يمكّننا من استيعاب عدد اكبر من المشاركين.

التعليقات