قانون عنصري جديد يهدِّد وجود مؤسسات حقوق الإنسان العربية

واختتم جبارين حديثه بالقول: إن هذه القانون، إلى جانب سلسلة القوانين العنصرية الأخرى، وعلى عكس ما يصبو إليه المشرع الإسرائيلي، من شأنها أن تزيد من فضح وتعرية إسرائيل عالميا، مما يؤدي إلى تعزيز قوة مؤسسات حقوق الإنسان المناهضة لتلك السياسات، دوليا، وأن تكتسب قوة قد تمكنها من أن تحذو حذو مؤسسات المجتمع المدني في جنوب أفريقيا.

قانون عنصري جديد يهدِّد وجود مؤسسات حقوق الإنسان العربية

 

«عدالة»: القانون يزيد من فضح وتعرية العنصرية الإسرائيلية
يتواصل سيل القوانين العنصرية، حيث قررت الحكومة الإسرائيلية محاربة منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان العربية واليهودية اليسارية، وتجفيف منابع تمويلها وبالتالي دفعها إلى الإغلاق، وذلك نقمة على نشاطها المعادي لسياسات التمييز والعنصرية وفضح وتعرية السياسات الإسرائيلية في المحافل الدولية.
 
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تبنيه لمشروع قرار يمنع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان من الحصول على تمويل من حكومات أجنبية، ومن شأن قرار من هذا النوع أن يجفف منابع تمويل الجمعيات العربية واليسارية التي يعتمد نشاطها بالأساس عن مثل هذا التمويل.
 
وذكرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية أن مشروع القانون يناقش في الكنيست منذ نحو شهرين، وفي أعقاب سلسلة لقاءات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعضو الكنيست أوفير أيكونيس(ليكود)، المبادر لتقديم مشروع القانون، وافق نتنياهو على أن تتبنى الحكومة مشروع القرار، وأكدت القناة الثانية أن مشروع القانون يحظى أيضا على تأييد حزب "يسرائيل بيتينو".
 
وسيطرح مشروع القانون على طاولة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، لبحثه، يوم الأحد القريب، ويتوقع أن يحظى على أغلبية.
 
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان قدم اقتراح قانون يقضي بفرض ضريبة بنسبة 45% على تمويل الجمعيات من الخارج، غير أن نتنياهو تجاوز هذا الاقتراح العنصري بخطوات، معلنا تأييده لقانون يمنع الحصول على هذا التمويل، ويعتبرمخالفة قانونية.
 
وقال عضو الكنيست، أوفير إيكونيس في معرض تقديمه لمشروع القانون إن «الحديث يدور عن تدخلات سافرة من قبل دول أجنبية للتاثير على سياسات إسرائيل ليس من خلال القنوات الديبلوماسية».
 
 ويعتمد تمويل الجمعيات العربية واليسارية اليهودية على عدد من الدول الأوروبية كـ إيرلاند وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، ويحدد القانون المبلغ المسموح بتلقيه من جهات أجنبية ب 20 ألف دولار فقط ما يعني ضربة قاضية لعمل ونشاط تلك الجمعيات.
 
 وذكرت مصادر إسرائيلية أن خطوة نتنياهو تلك جاءت لاسترضاء اليمين الديني والحركة الاستيطانية لمحاولة التوصل معهم إلى حل حول البؤر الاستيطانية العشوائية.
 
جبارين:  قد يعزز هذا القانون مكانة مؤسسات حقوق الإنسان دوليا 
 
وتعقيبا على هذا القانون، عقب مدير عام مركز "عدالة" حسن جبارين، بالقول إن اقتراح القانون يهدف للمس بمؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية، وبالذات التنظيمات التي تعمل على محورين متوازيين، حقوق الفلسطينيين داخل الخط الاخضر وحقوق الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1967، وما أزعج إسرائيل أكثر هو نشاط تلك المؤسسات الرامي لتدويل انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان.
 
وأضاف جبارين: يهدف القانون ايضا إلى إلى النيل من شرعية نضال تلك المؤسسات في مجال حقوق الإنسان، وتجفيف مواردها وتهديد وجودها، من خلال وضع مؤسسات حقوق الإنسان في خانة العمل السياسي، وبالتالي منع التمويل الخارجي عن هذا النشاط السياسي المفترض.
 
وقال جبارين:  يبدو أن المشرّع الإسرائيلي يرفض فهم أصول التشريع في مجال حقوق الإنسان وتميزه عن العمل السياسي الحزبي.
 
 وأضاف جبارين: في جنوب أفريقيا، في حقبة الأبرتهايد، كانت هناك ظاهرة عكسية، حيث بادرت مؤسسات حقوق الإنسان حينذاك إلى تهديد الاتحاد الأوروبي برفض تمويلها إذا لم تبادر لمقاطعة نظام الأبرتهاتيد.
 
واختتم جبارين حديثه بالقول: إن هذه القانون، إلى جانب سلسلة القوانين العنصرية الأخرى، وعلى عكس ما يصبو إليه المشرع الإسرائيلي، من شأنها أن تزيد من فضح وتعرية إسرائيل عالميا، مما يؤدي إلى تعزيز قوة مؤسسات حقوق الإنسان المناهضة لتلك السياسات، دوليا، وأن تكتسب قوة قد تمكنها من أن تحذو حذو مؤسسات المجتمع المدني في جنوب أفريقيا.
____________________________________________________________________________________
 
سفير بريطانيا يحتج على القانون
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية إن سفير بريطانيا في إسرائيل احتج على سن قانون يفرض قيودا على تمويل حكومات أجنبية لجمعيات عربية ومنظمات "اليسار الإسرائيلي"، وأبلغ إسرائيل قلق بريطانيا من هذا الاقتراح.
 
 ونقل عن السفير البريطاني قوله في حديثه مع عضو الكنيست من الليكود أفير اكونيس، إن بلاده تدعم الدفع بحقوق الإنسان في عدة دول، بهدف الوصول إلى قيمة كونية.
 
وأضاف الدبلماسيون أن السفير البريطاني حذر اكونيس من أنه في حال تمت المصادقة على القانون فإنه سيؤثر للأسوأ على مكانة إسرائيل في المجتمع الدولي. وبحسبه فإن بريطانيا تتصرف بشفافية كاملة بكل ما يتعلق بدعم المنظمات غير الحكومية، كما تفحص جيدا لمن تقدم هذه التبرعات وكيف يتم 
استخدامها.

التعليقات