زحالقة في أم الفحم: "تفشي ظاهرة العنف والجريمة تضعنا أمام حالة مجتمع في خطر"

استضافت خيمة الاعتصام ضد مظاهر العنف في أم الفحم، النائب د. جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، وخلال زيارته التضامنية مع المعتصمين، ألقى محاضرة تطرق فيها إلى آفة العنف والجريمة المستشرية في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، وإلى مسبباتها وخلفياتها وآثارها المدمرة وسبل مواجهتها.

زحالقة في أم الفحم:

- النائب د. جمال زحالقة -

استضافت خيمة الاعتصام ضد مظاهر العنف في أم الفحم، النائب د. جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، وخلال زيارته التضامنية مع المعتصمين، ألقى محاضرة تطرق فيها إلى آفة العنف والجريمة المستشرية في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، وإلى مسبباتها وخلفياتها وآثارها المدمرة وسبل مواجهتها.

حضر المحاضرة المئات من أهالي أم الفحم والمنطقة، إضافة إلى عضو بلدية أم الفحم، وعضو المكتب السياسي للتجمع، المحامي رياض جمال، وعضو اللجنة المركزية للتجمع، محمد سلامة، وسكرتير منطقة أم الفحم في التجمع، محمود الأديب.

وقال النائب جمال زحالقة في محاضرته، إن تفشي ظاهرة العنف والجريمة تضعنا أمام حالة مجتمع في خطر، إذ وصلت نسبة حوادث إطلاق النار في المجمعات السكنية العربية إلى 75% من نسبة حوادث إطلاق النار المسجلة في البلاد بشكل عام، وبلغت نسبة القتلى نتيجة الجرائم الجنائية إلى 60% من المعدل القطري العام، ويشكل المواطنون العرب نسبة 40% من مجمل السجناء على خلفيات جنائية في إسرائيل عمومًا..  وحتى في حوادث الطرق، فإن نسبة الضحايا العرب هي أكثر من ضعف نسبتهم بين السكان.

زحالقة: مارد العنف والجريمة لم يستثني أيّ بلد

وأضاف زحالقة: "هذه أرقام مذهلة، حوادث القتل انتشرت بشكل فظيع في قرانا ومدننا، ولم تعد أي قرية سالمة من حوادث إطلاق النار والاعتداءات الجسدية والقتل على خلفيات مختلفة. هناك بلدات عربية لم تشهد حادث قتل واحد خلال عشرات السنين، تشهد في السنوات الأخيرة عدة حوادث قتل، أصبحت قرانا ومدننا تفتقر إلى الأمن والأمان بعد أن كانت تنعم به عشرات السنين، فمارد العنف والجريمة لم يستثني أي بلد".

وتحدث زحالقة عن نبذ العنف والجريمة، مؤكدًا على ضرورة نبذ المجرمين والمسؤولين عن الجريمة، وانتقد ظاهرة منحهم الاحترام الاجتماعي والتعامل معهم، كما يفعل بعض الوجهاء وبعض الشخصيات والقيادات المحلية في عدة قرى ومدن عربية، كون التعامل معهم، والسكوت على أفعالهم الشائنة، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، يمثل تشجيعًا لهم وتصريحًا لمواصلة جرائمهم ومنح نشاطاتهم الشرعية.

وقال زحالقة: "إن محاربة مظاهر الجريمة والعنف يجب أن تتم باتجاهين وبعملية <كماشة>، فمن جهة يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف انزلاق الشباب العرب نحو الجريمة، ومن جهة أخرى، يجب الضغط على السلطة للقيام بدورها وواجبها في محاربة الجريمة والقبض على المجرمين وردع الجناة".

الخطوات اللازمة

واستعرض زحالقة الخطوات اللازمة لمكافحة الظاهرة والحد منها، مؤكدًا أن هذه مهمة القيادات السياسية والاجتماعية، ورجال الدين والمربين، والعائلة والمدرسة والنوادي، وكافة الأطر الاجتماعية والثقافية والسياسية.

وأضاف زحالقة:"صحيح أن ألآفة تنخر في جسمنا، إلا أننا نتحمل مسؤولية تدهور التعليم"، وتساءل: "إذا كانت نسبة نجاح الذكور العرب في البجروت لا تزيد عن واحد من كل أربعة، فماذا يفعل الثلاثة الباقون؟ يتحولون لفريسة سهلة لعصابات الاجرام التي تنجح في اصطياد هؤلاء الشباب الذين لا يتعلمون ولا يعملون، ويقعون في شباكها.. وحتى لو كان عددهم قليل، فإن هذا كفيل بخلق جو وثقافة جريمة في أي بلد."

واختتم زحالقة: "إن التغيير الجذري في أوضاع التعليم العربي، وتوفير أماكن عمل وأطر اجتماعية ورياضية، يمكن أن تنقذ الشباب من التدهور نحو الجريمة، هذا على المدى البعيد، أما على المدى القريب، فإن دور الشرطة هو المفتاح.. ولكن الشرطة تميز ضد العرب، ولا تتعامل مع جريمة في أم الفحم مثلما تتعامل مع جريمة قتل في تل أبيب، وهذا الواقع لن يتغير إلا إذا نظمنا حملة شعبية وسياسية للضغط على الشرطة للقيام بواجبها، الخيمة ضد العنف في أم الفحم التي يؤمها المئات يومياً، لها دور مزدوج، فهي من جهة تشكل ضغطاً على السلطات، ومن جهة أخرى تساهم في بناء ثقافة لنبذ ومكافحة العنف في المجتمع."

التعليقات