صرخة من خلف القضبان ضد العنف - من أسرى أم الفحم داخل السجون

فليقف العقلاء الشرفاء من هذه البلدة الطيبة في وجه كل من يريد تخريب واقعها وجوّها الذي يملأ الفضاء حنانا ومودة، فلتقفوا يا رجال أم الفحم الأوفياء أمام مخطط ضخم يجرّنا عدوّنا إليه قسرا وعنوة.

صرخة من خلف القضبان ضد العنف - من أسرى أم الفحم داخل السجون

بعث عدد من اسرى ام الفحم برسالة تنديد ومناشدة الى المسؤولين في خيمة الاعتصام المنصوبة في ام الفحم تنديدا بالعنف المستفحل في المدينة، مطالبين بالعمل الجاد لنبذ العنف واعادة مدينة ام الفحم الى سابق عهدها كمدينة اشعاع ثقافي وطني ومدينة التاخي والسلم الاهلي ،وهذا نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وراء تلك الأسلاك الشائكة، ومن بين تلك الجدران الظالمة المظلمة، ومن قلب قبورنا الباردة، نناشدكم نحن إخوانكم من أسرى بلدتنا الطيبة أم الفحم بخاصة وأسرى السجون الإسرائيلية بعامة، نناشدكم أيها الرجال من تلك البلدة الطيبة بقول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).
نناشدكم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كل المؤمن على المؤمن حرام؛ دمه وماله وعرضه".

نناشدكم بأن تعودوا بنا إلى أيام كانت بلدنا تفيض خيرا ونورا على باقي بلاد هذه الأرض المقدسة الطاهرة، حتى أصبح الناس من أقصى شمال فلسطين إلى أقصى جنوبها ينعتونها بأم النور.

نناشدكم بألا تأخذوا أم النور إلى ما يطمع به عدونا وإلى ما أخذت إليه بلدات أخرى من شقاق وتنازع وخصام... وحرب ضروس لا تبقي ولا تذر... بل وتزرع بذور الفرقة إلى أجيال لا يعلم ساعة نهايتها إلا الله تعالى.

يا رجال أم الفحم الأوفياء.. يا كل غيور على دماء شبابها الزكية وأعراضها الطاهرة، كلنا أمل بكم في هذا الأسر بأن تعيدوا البسمة إلى شفاهنا والإشراقة إلى وجوهنا. فمنذ أن سمعنا بما حصل عندكم والبسمة انقطعت والصدر ضاق وأصبح نهارنا كليلنا. فأنتم من كنتم تخففون علينا محنتنا وذل سجننا.. وأنتم اليوم تزيدون من كربتنا وهمّنا، وليس هناك مشكلة إلا ولها حلها.. وأنتم هؤلاء الرجال الذين لا يخافون في الله لومة لائم.. وأنتم هؤلاء الرجال الذين يُعتمد عليكم في مثل هذه المحن، ولطالما خرجتم من الأشد منها ضراوة وقوة، ولا يحتاج الأمر منكم إلا إلى موقف شجاع وإقدام نحو ما يرضي الله تعالى ورسوله وأهل الإقدام والمروءة، وإن بات هناك دم فهناك ما أوجده الله تعالى من قضاء عادل وديّات وتسامح. فيكفينا ما نزل من هذا الدم الزكي الطاهر، ولنعتبرهم شهداء عند الله على الجميع دون استثناء.

وأما عكس ذلك فحرب ودمار لا ينتهيان، وقلق دائم يرزح تحته كل واحد من أبناء أم الفحم العزيزة، فلا بسمة بعدها ولا فرحة ولا راحة بال...

فليقف العقلاء الشرفاء من هذه البلدة الطيبة في وجه كل من يريد تخريب واقعها وجوّها الذي يملأ الفضاء حنانا ومودة، فلتقفوا يا رجال أم الفحم الأوفياء أمام مخطط ضخم يجرّنا عدوّنا إليه قسرا وعنوة.

ولنتوقف الآن وفي هذه اللحظة عن المزيد من سفك الدماء الطاهرة وعن زرع تلك البذور الفاسدة.
نناشدكم أيها الأحباب أن تريحوا نفوس أطفال وشيوخ ونساء أم الفحم..

وأن تريحوا أنفسا في قبورها هذه.. ولن تعدموا الطريقة ولن تضيعوا الطريق... أجمعوا أمركم وكونوا على قلب رجل واحد وفي خندق واحد أمام عدو واحد، نعرفه نحن جميعا.
والله ولي التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخوانكم أسرى السجون الإسرائيلية كافة وأسرى أم الفحم بخاصة
وعنهم الإخوة الأفاضل:
الشيخ خالد محمد سليمان إغبارية، الأخ محمد عثمان جبارين، الشيخ محمد توفيق سليمان جبارين، الأخ ظافر فتحي جبارين.
 

التعليقات