التجمع يدعو لجنة المتابعة لعقد جلسة خاصة للتصدي لمظاهرة اليمين في الناصرة

"الحملات التحريضية والتضييقات المتواصلة ضد التجمع لن تزيده إلا ثقة بنفسه وإيمانًا ببرنامجه ومبادئه ودوره، ولن تزيده إلا عنفوانًا وعزمًا، ولن يكون إلا على شاكلة شعبه البطل وحركته الوطنية الباسلة"..

التجمع يدعو  لجنة المتابعة لعقد جلسة خاصة للتصدي لمظاهرة اليمين في الناصرة
أهل الناصرة ومعهم جماهيرنا كلها في مقدمة التصدي لقطعان اليمين الفاشي
التحريض على النائبة زعبي وعلى التجمع هو استهداف لكل العرب
 
عقد المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي اجتماعًا خاصًا، يوم أمس الجمعة، تناول فيه التحولات الخطيرة المتواصلة في المشهد الاسرائيلي، وانعكاس ذلك على المواطنين العرب داخل الخط الأخضر، الذين يتعرضون هم وتياراتهم الوطنية لحملة تحريضية مسعورة غير متوقفة تستهدف حقوقهم الوطنية والأساسية، وضرب منجزاتهم التي حققوها على مدار عشرات السنين من الصمود والنضال.
 
وتتمثل هذه الحملة في عشرات القوانين واقتراحات القوانين العنصرية العدائية، علاوة على الممارسات العدائية السافرة، كهدم البيوت والسطو على ما تبقى من أراضٍ عربية ومخططات اقتلاع عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في النقب، والمخططات المتعلقة باستهداف الهوية الوطنية للأجيال الشابة ومحو الذاكرة الجمعية لهذا الجزء من أبناء شعبنا.
 
وتوقف المكتب السياسي مطولاً أمام ما تفرزه هذه السياسات الرسمية الصادرة عن المؤسسة الاسرائيلية العنصرية، كحملات التحريض الدموية التي تتفشى في وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد حزب التجمع الوطني وقياداته، والذي يأتي في سياقها عزم الحركات اليمينية المتطرفة التظاهر أمام بيت النائب حنين زعبي وأمام المقرّ الرئيسي للتجمع الوطني الديمقراطي في مدينة الناصرة.
 
وأكد المكتب السياسي، في بيان صادر عنه، على أن السياسات والمخططات والقوانين العنصرية وحملات التحريض السافرة الصادرة عن جهات رسمية وغير رسمية ضد القيادات العربية هي اعتداء على كل الجماهير العربية ووجودها وحقوقها وأمنها الجماعي والفردي، وبالتالي فـ"إننا نؤكد أن الفلسطينيين في إسرائيل، الذين تمكنوا من البقاء على الأرض والتحول إلى رقم صعب في معادلة الصراع التاريخي مع الصهيونية، والذين نهضوا من تحت ركام النكبة كالمارد، قادرون على إحباط كل محاولات الإرهاب السلطوي والعداء العنصري، والمضيّ قدمًا في بناء ذاتهم وتجذير وجودهم، وبالتالي فإن على عاتق لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب تقع على عاتقها مواجهة هذا التحدي المفروض على هذا الجزء من شعبنا، والارتقاء بالأداء وتوفير أقصى مستويات التنسيق والتعاون. وهي مدعوة لعقد جلسة خاصة للتداول في شأن تظاهرة اليمين في الناصرة وكيفية الردّ عليها".
 
وأضاف البيان، الذي وصل عــ48ـرب نسخة منه، إن الحملة المسعورة والمتصاعدة ضد النائبة حنين زعبي، منذ مشاركتها ضمن أسطول فك الحصار عن غزة في إطار وفد لجنة المتابعة العليا، والتحريض المستمر على حزب التجمع، والملاحقات غير المتوقفة ضد كوادر وشبيبة الحزب حيث وصل عدد الذين تم استدعاؤهم للتحقيق معهم لساعات طويلة إلى ما يزيد عن 120 خلال العام الأخير، هي مؤشر على نوايا خطيرة تخطط لها المؤسسة ضد الحزب وضد دوره الوطني الديمقراطي.
 
وأشار البيان إلى أن حزب التجمع قد واجه على مدار العقد الأخير حملة من التحريض والملاحقة اليومية ابتداءً من تقديم الدكتور عزمي بشارة لمحاكمات تحت بند تأييده للمقاومة، ومحاولات شطب الحزب المتكررة، على خلفية برنامجه الداعي إلى تغيير الطابع الأيديولوجي للدولة، وبلغت حملة الملاحقة السياسية للتجمع ذروتها باستهداف د. بشارة وتلفيق التهم له بدعوى تقديم خدمات لحزب الله، ومساعدة المقاومة. ويأتي قرار اليمين المتطرف بالتظاهر في مدينة الناصرة أمام بيت النائبة حنين زعبي، القيادية في حزب التجمع، وأمام مقر الحزب المركزي، في إطار هذا العداء العام لهذا التيار الوطني الديمقراطي، الذي يُذكـِّر العنصريين ليل نهار بعنصريتهم وتشوههم الأخلاقي، ويقدم بديلاً ديمقراطيًا إنسانيًا لنظامهم العنصري.
 
وأكد التجمع على أن هذه الحملات التحريضية والتضييقات المتواصلة ضده لن تزيده إلا ثقة بنفسه وإيمانًا ببرنامجه ومبادئه ودوره، ولن تزيده إلا عنفوانًا وعزمًا على مجابهة هذه الحملات، وسيحبطها كما أحبط ما قبلها، و"لن يكون إلا على شاكلة شعبه البطل وحركته الوطنية الباسلة".
 
وجاء في البيان "إن التجمع يؤكد أن أبناء وبنات الحركة الوطنية وأبناء وبنات مدينة الناصرة الأبية سيتصدون ببسالة لقطعان اليمين الفاشي، الذي ينوي القدوم إلى المدينة ضمن حملته المستمرة الهادفة إلى تعبئة المجتمع الاسرائيلي لنزع الشرعية القانونية عن المواطنين العرب، وعن حركته الوطنية.
 
ولن يكون موقف أهالي الناصرة مختلفًا عن موقف أهالي رهط في النقب وأهالي مدينة أم الفحم الذين تصدوا لهذه القطعان في العامين الماضيين وأجبروها على الفرار هي وقوات الشرطة التي جاءت لتحميهم".
 
واكد المكتب السياسي للتجمع على أن شرعية المواطنين العرب هي الشرعية الأصيلة المتجذرة في وطنها، ووجودها التاريخي الذي لم ينقطع عن هذه الأرض. وإن هذه الشرعية الأصيلة في مجابهة مستمرة مع "شرعية" دخيلة مفتعلة تريد أن تقلب المعادلة وترفض حتى الحل الوسط مع أصحاب الأرض، ولكن أثبتت تجربة الشعوب أن من يسعى إلى سلب شرعية الآخرين بالقوة والعنف لن يجلب سوى المآسي والكوارث.
 
واختتم البيان بالقول "إن ثقة التجمع بشعبه كبيرة، هذا الشعب الذي يصبر على الظلم، وقادر على التحرّك بكل عنفوانه عندما تحين ساعة التحدّي... بوحدة صف وطنية قادرون على مواجهة الفاشيين وهزمهم مجتمعين".

التعليقات