نجاح كبير لمؤتمر "أصوات ناشطة": وقفة مشتركة مع أصوات في يوم احتفالها

لم يكن طرح موضوع المثلية الجنسية سهلاً، وأتى بتحدٍ كبير للحركة النسوية، هذا التحدي كان هامًا وأضاف لنا، للحركات النسوية والناشطين في حقل حقوق الإنسان، طرحًا يصعب علينا أحيانا التعرف عليه واستيعابه

نجاح كبير لمؤتمر

شهد مؤتمر "أصوات ناشطة"، الذي نظمته مجموعة "أصوات– نساء فلسطينيّات مثليّات"، يوم الخميس الماضي، 17.5.2012، في قاعة مسرح الميدان بمدينة حيفا، حضوراً كثيفا ومشاركة واسعة لما يزيد على 150 مشاركًا ومشاركة من مختلف أجيال وفئات المجتمع الفلسطيني.

وجاء هذا المؤتمر الثاني لمجموعة "أصوات" تحت عنوان: "أصوات ناشطة: عقد من النشاط المجتمعي في مجال الهويات الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني"، حيث عُيقد يوم المؤتمر ليتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثليّة، لرفع صرخة مشتركة ضد تعنيف المثليين والمثليّات محليًا وعالميًا.

ويأتي المؤتمر أيضًا احتفالا بمرور 10 سنوات على نشاطها داخل المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، حيث دعت "أصوات" في هذا اليوم ناشطين وناشطات وأصدقاء وأهالي ليشاركوها احتفالها، للتضامن معها في مسيرتها وليقفوا معها ضد التمييز الذي يطال المثليين والمثليات على خلفية ميولهن/م الجنسية.

كما احتفلت "أصوات" في هذا اليوم بصدور كتيّب "أصوات ناشطة: حوار صريح حول المثلية الجنسية في المجتمع العربي الفلسطينيّ" الذي تحاول "أصوات" من خلاله أن تعكس صورة أكثر وضوحًا وعمقًا لواقع وتحديات المثليين/ات في مجتمعنا الفلسطيني، وليكون مرجعًا للناشطين والناشطات وكلّ من يعمل على الحقوق الجنسانية والجندرية في المجتمع المدنيّ.

وشمل المؤتمر معرضًا في الباحة الرئيسية لمسرح "الميدان" في حيفا، شمل أعمالاً وصورًا لناشطين من دول عربية كالجزائر ولبنان ومصر، وعرض لبعض رسائل الناشطين الذين شاركوا في دورة التثقيف الأولى في مجتمعنا الفلسطيني حول موضوع المثلية الجنسية. كما شمل المعرض أعمالاً وصورًا من إنتاج عضوات مجموعة "أصوات"، وجرى عرض للأقنعة التي عملت عليها عضوات المجموعة في إحدى ورشاتها.


اُفتتح المؤتمر بترحيب وكلمة "أصوات"، تلاهما عرض شاشيّ قصير لمسيرة وانجازات "أصوات" خلال عقد من النشاط، مسلطاً الضوء على التحديات والصّراعات اليومية للنساء المثليات في مجتمعنا الفلسطيني على المستوى الشخصيّ والعائليّ والبيئيّ والمجتمعي، يرافقها كشف لتأثير وأهمية وجود "أصوات" ومساهمتها في حياة عضوات المجموعة.

وجاء في الكلمة الافتتاحية: "ها نحن اليوم نقف على خشبةِ مسرحِ المْيدانِ لنحتفل بمرورِ عقدٍ من النشاطِ، عمِلنا خلاله جاهداتٍ ونجحنا في بلورةِ خطابٍ نسويٍ تَوْعَوي داعم لحق المرأة في العيش وفق ميولها الجنسية والاجتماعية، يرافقه نضال لإدراك حقوقنا في مجال الميول الجنسية والهويات الجندرية في مجتمعنا، قائدات بذلك الطريق نحو التأثيرِ والتغييرْ."

وأكّدت أصوات من خلال كلمتها على كونها جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني ورفضها لأيّ مفاضلة بين الحقوق، لأنّ الحقوق لا تتجزّأ؛ "فحقوقنا هي حقوق فردية وجماعية كوننا ندافع عن مكانة المرأة وعن مكانة الفرد وعن مكانة شعبنا وحقه في الحرية وتقرير المصير".

تلا الكلمة عرض الدمى "حُب بسبع دقائق"، والذي مُنع عرضه في المدارس. ثم جمعت الجلسة الأولى بين ناشطين وناشطات عملنَ على موضوع الهويّات الجنسيّة والمثليّة الجنسيّة في السنوات العشر الأخيرة. وعرض الناشطون والناشطات سيرورة عملهنّ والانجازات التي تمّت في الأعوام العشرة الأخيرة وتطوّر الخطاب المثليّ. وبعد الجلسة الأولى تم تقديم عرض الرّاب المؤثر بعنوان "رهاب المثليّة والعنصريّة هيّي هيّي"، الذي تمحور في رفض كافة أشكال العنصرية وممارساتها كون رهاب المثلية يشكل أحد مظاهر العنصرية.

وتقول كلمات الأغنية: "بتتذكرني يا بطل يا مدافع عن الحريّة/ بتتذكرني يا شجاع يا رمز الانسانيّة/ بتتذكرني يا مقاتل لحقوق الفلسطينية/ بتتذكرني يا مناضل ضد العنصرية// أنا هيي، هيي المثليّة/ موجودة هون مش مخفيّة/ صوتي عالي بقلبي غنيّة/ بذكرك لتنسى، بذكرك فيي/ بذكرك في اشي اسمه حرية".

وافتتح القسم الثاني من المؤتمر بقصّة "مدرادو"، الإنسان المنقسم إلى نصفيْن (يقال إنها من جذور فلسطينيّة "نص نصيص"). وبحثت الجلسة الثانية التغيّرات التي طرأت على تعامل المجتمع الفلسطيني مع موضوع المثلية الجنسية وما التحديات التي يواجهها وواجهها أشخاص من مجالات مختلفة تؤثر على وتنسج الرأي العام، كالأكاديمية والإعلام والتربية الجنسيّة.

ومما جاء في الجلسة الثانية: "لم يكن طرح موضوع المثلية الجنسية سهلاً، وأتى بتحدٍ كبير للحركة النسوية، هذا التحدي كان هامًا وأضاف لنا، للحركات النسوية والناشطين في حقل حقوق الإنسان، طرحًا يصعب علينا أحيانا التعرف عليه واستيعابه". واختتم المؤتمر أعضاء من فرقة "توت أرض" بالتعاون مع ريمون حدّاد. وتنوّع الحضور في مؤتمر "أصوات ناشطة" بين الشبان والصبايا، والنسويّات والنسويين، والأكاديميين والأكاديميّات، والأهالي والأقرباء، والأصدقاء والصديقات والداعمين والداعمات لمسيرتنا وعملنا.

وقالت "أصوات" تعقيبًا على المؤتمر: "نؤمن بأنّ نجاح مؤتمرنا كان بالوقفة التي وقفها معنا أفراد مختلفون من الحضور والمشاركة القيّمة التي شكلت أساس هذا المؤتمر. فعلى طاولة التسجيل كان هناك متطوّعون اتصلوا بنا قبل المؤتمر لتقديم المساعدة ولم نكن نعرفهم قبل ذلك. نحن نتقدم بالشكر لعضوات مجموعة "أصوات" اللواتي عملنَ على المؤتمر علنا أو من وراء الكواليس. كما نودّ أن نشكر مقهييْ "فتوش" و"دوزان" الحيفاويين اللذين قاما بالتبرّع بقسم من الأكل الذي كان في المؤتمر وبعده. كما نشكر الناشطين والناشطات من الجمعيّات النسويّة لمساندتهم ودعمهم، ونشكر مستشارتنا الإعلاميّة، للمترجمين، لموقع قديتا والمواقع الأخرى التي ساعدتنا بالنشر والتعميم، للتنقيح اللغوي وللذين وفروا لنا المعدّات المختلفة التي احتجناها من أجل المؤتمر.

وأضافت "أصوات": "نجاح مؤتمر "أصوات ناشطة" لم يكن بفضل عضوات مجموعة "أصوات" اللاتي عملنَ على المؤتمر علنا أو من وراء الكواليس، فقط، بل كان أيضًا بالحضور وبالشراكة الكبيرة التي عملت "من كل قلبها" على هذا المؤتمر وأدّت لإنجاحه، وبإيمان هذا الحضور بأنّ مجتمعنا قادر على احتواء كلّ أفراده باختلافاتهم وتعدّدياتهم".

التعليقات