مخيم "الهوية" الثاني عشر يختتم فعالياته بنظرة تفاؤل للمستقبل

في يومه الخامس والأخير، مساء أمس الثلاثاء، وبحضور حشد من الأهالي وعدد كبير من كوادر وقيادات حزب التجمع الوطني الديمقراطي، غصت قاعة منتجع "ملاهي التوت" بالمئات من الأطفال والأهالي، حيث افتتح المهرجان الختامي لمخيم الهوية الثاني عشر على إيقاع نشيد موطني وتحت الرايات الوطنية التي رفرفت بالايادي الصغيرة، كما وصدحت مئات الحناجر الطفولية التي هتفت بحياة التجمع والوطن والصمود، وبتحية صمود ومحبة للمفكر د. عزمي بشارة

 مخيم

في يومه الخامس والأخير، مساء أمس الثلاثاء، وبحضور حشد من الأهالي وعدد كبير من كوادر وقيادات حزب التجمع الوطني الديمقراطي، غصت قاعة منتجع "ملاهي التوت" بالمئات من الأطفال والأهالي، حيث افتتح المهرجان الختامي لمخيم الهوية الثاني عشر على إيقاع نشيد موطني وتحت الرايات الوطنية التي رفرفت بالايادي الصغيرة، كما وصدحت مئات الحناجر الطفولية التي هتفت بحياة التجمع والوطن والصمود، وبتحية صمود ومحبة للمفكر د. عزمي بشارة.

مدير المخيم ذياب عكري افتتح المخيم بتحياته الحارة للطلاب المشاركين وطواقم المرشدين والمساعدين وكل من ساهم وواكب العمل الشاق لإنجاح مخيم الهوية على مدار مسيرته، وواصل الليل بالنهار في سبيل بناء جيل عزيز في وطنه.

وأكد عكري على الأهمية البالغة لهذه المسيرة كرسالة هامة سعى التجمع الوطني من خلالها لبلورة وصقل جيل واعد يستطيع حسم ولاءاته وانتمائه الوطني متمسكا بهويته الوطنية عزيزا وكريما على أرض وطنه، ويكون قادرا للتصدي وصد سياسات الطمس والتشويه والتهميش التي يتعرض لها بشكل منهجي للنيل من وعيه كمقلع أخير بعد مصادرة أرضه.

هذا وشمل حفل الختام استعراض جملة من المواهب الواعدة والأعمال الإبداعية التي قدمها الطلاب المشاركون في المجالات المختلفة من العزف والغناء والشعر وأصوات وغيرها حيث نالت رضى وإعجاب الأهالي الذين تفاعلوا مع أبنائهم بكل المحبة والإعجاب.

وأكد عدد كبير من المرشدين في مخيم "الهوية" الثاني عشر الذي نظمه التجمع الوطني الديمقراطي وافتتح الاثنين الماضي، على الأثر الكبير الذي يتركه المخيم على المشاركين، لافتين إلى أن معظمهم كان مشاركا في مخيمات سابقة.

وقال المرشد محمد خالد غنايم السخنيني إنه عاد من أكرانيا، وهو طالب في كلية الطب، ليواصل مشاركته للمرة السادسة في مخيمات الهوية المتعاقبة، وهو يعتبر نفسه "ابن مخيم الهوية". وأشار إلى أن المخيمات تركت بصمات واضحة في بناء وصقل شخصيته وهويته الثقافية والوطنية، واستكشاف الطاقات الكامنة لدى الشباب، وتوظيف هذه الطاقات الخلاقة في بناء الذات والجماعة.

وأشار غنايم إلى "أن أهم ما يميز مخيم الهوية هو الجمع بين المضامين التي تتناول الهوية والانتماء، وتعرف المشاركين، وهم طلاب في الغالبية، على ذواتهم وتاريخهم، الأمر الذي لا نجده في أي إطار آخر. ينضاف إلى ذلك حاجة أخرى وهي حاجة الترفيه".

وأشار إلى أنه يلاحظ أن الخبرة المتراكمة واضحة على المخيم الثاني عشر من حيث المضامين وعملية نقلها إلى المشاركين، ومن حيث أداء إدارة المخيم وطاقم المرشدين.

وقال أيضا "أؤكد أن العشرات أن لم يكن المئات من القيادات الطلابية والحزبية المتميزة والناشطين في الجامعات وفي الفروع كان للمخيمات ومعسكرات الشباب دور مهم في تربية وصقل شخصياتهم وإكسابهم مهارات قيادية، واعتبر نفسي واحدا منهم".

ولفتت المرشدة صابرين معاد ذياب التي كانت قد شاركت في عدة مخيمات غير حزبية، إلى أنها تميل إلى الترفيه بدون المضامين العميقة التي وجدتها في مخيم الهوية. وقالت إن الفرق واضح بين مخيم الهوية وبين سائر المخيمات التي شاركت فيها.

وتقول ذياب: "بعد مشاركاتي العديدة في مخيمات صيفية لأول مرة أشعر أنني أؤدي دورا مهما ومسؤولا بل رسالة أفهم معناها أكثر عندما ألاحظ أن الجميع هنا ملتف حول هدف واحد من خلال مضامين تؤكد أننا شعب واحد بكافة مناطقه من النقب والمركز والمثلث حتى الجليل، وبكافة طوائفه الكريمة، ويطمح لأن يبني حاضره ومستقبله على أرض وطنه بكبرياء، على عكس المخيمات التي شاركت بها سابقا التي تنحى إلى الترفيه فقط، وتقتصر على بعض الورشات البسيطة".

وأضافت "لفت انتباهي الجولات الميدانية لقيادة التجمع وأعضاء الكنيست لأرض المخيم، وهذا اهتمام يعطينا دفعة، ويرفع من المعنويات، وانأ أحييهم على هذا الاهتمام رغم مشاغلهم الكثيرة والكبيرة".

وقال أحمد حسين جبارين وهو طالب في الصف السادس الابتدائي، من مدينة أم الفحم، إنه يشارك للمرة الرابعة على التوالي في مخيمات الهوية، وإنه رغم اشتياقه لأهله لكنه أراد أن يستمر المخيم لأيام إضافية أخرى.

وأضاف "أرغب في هذه المشاركة لأني أتعرف على أصدقاء جدد من مناطق مختلفة، واستفيد من اهتمامات ومعلومات لم أكن اعرفها من قبل، فمثلا تعرفت على الشهيد ناجي العلي وبعض المعلومات عن القرى المهجرة مثل معلول وغيرها، وأنا أحب أن أعرف واكتسب تجربة. بالنسبة لتعامل المرشدين واهتمامهم بنا فهو ممتاز وسوف أشارك في العام القادم".

وفي جولته في المخيم التقى مراسل عــ48ـرب مع ذياب عكري عضو إدارة المخيم، والذي يواكب مخيمات الهوية منذ المخيم الأول بدون انقطاع، ويساهم في البناء مدماكا فوق مدماك. وقال عكري إنه يشعر أن الإرادة التي أنتجت هذا الصرح إنما هي إرادة ومسيرة التجمع الوطني الديمقراطي وقائده د.عزمي بشارة.

ويضيف عكري: "مخيم الهوية الثاني عشر هو محطة شرف أخرى في مسيرة الحزب الذي هزم كل المؤامرات الخارجية والداخلية والتي استهدفته فكرا وتنظيما وقيادة، ويأتي هذا المخيم ككمّ وكيف ليؤكد أن إرادة الحركة الوطنية وفكرها قد رسخت في وجدان وعقول الكثير من الناس، لكن يبقى أمامنا مشوار طويل ومسؤولية كبرة وعمل مضن لأننا نطمح إلى ألا يكون خطاب الحركة الوطنية هو السائد فحسب، وإنما إلى العمل الدؤوب على تحصين الجيل الشاب من مخاطر الأسرلة والهجمة العنصرية المتصاعدة ومواجهة فرض الخدمة المدنية الإسرائيلية، الأمر الذي يتطلب عملا تثقيفيا تعبويا منظما ومتواصلا لتسليحهم بأدوات تمكنهم من مواجهة التحديات".

وأضاف أن التجمع يطمح بأن يأخذ الشباب دورهم الريادي من خلال خلق قيادات سياسية ومجتمعية شابة، وبالتأكيد "هذا ما نسعى لبنائه وتعزيزه في مخيم الهوية من خلال المضامين والسلوك والأداء، ونأمل أن نكون على قدر الثقة وبحجم المسؤولية".

هذا وكان المخيم قد واصل فعالياته لليوم الخامس على التوالي حيث شمل محطات رياضية وفنية وتثقيفية حول الأسرى الفلسطينيين وإضرابهم الأخير قدمها الأسير المحرر مالك شناوي.
 

التعليقات