عوض عبد الفتاح يحمل رواية الفلسطينيين في جنوب أفريقيا

في مداخلته: إننا نتوقع من بلد منتصر على نظام عنصري أن تكون مساندته لنضال الفلسطينيين أكثر قوة، وأن يكون موقف حكومته تجاه إسرائيل أكثر تشددا، وتساءلت عن معنى استمرار العلاقات التجارية مع إسرائيل"...

عوض عبد الفتاح يحمل رواية الفلسطينيين في جنوب أفريقيا

 

يجري الأمين العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، جولة محاضرات ولقاءات في جنوب أفريقا بدعوة من المركز الأفريقي–الأوسطي، والتقى عددا من المسؤولين الحكوميين وطالبهم بمساندة نضال الشعب الفلسطيني وقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل.

والتقى عبد الفتاح خلال الزيارة برفقة مدير المركز نعيم جينا، عددا من المسؤولين، بينهم رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والمستشار في دائرة العلاقات الخارجية للمؤتمر عزيز بهات، ومستشار رئيس جنوب أفريقيا للأمن القومي وليلي هلابو، ورئيس قسم العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني الأفريقي اوبيد بابيلا،  كما التقى مع قيادة حزب التحالف الديمقراطي وهو أكبر حزب معارضة في جنوب أفريقيا.

وقال عبد الفتاح: "نقلنا عدم رضانا من العلاقات التجارية المستمرة مع إسرائيل، في الوقت الذي تواصل فيه تكريس احتلالها واستيطانها للضفة والقطاع، وترسيخ بنية النظام العنصري وممارساته ضد فلسطينيي الداخل".

وأضاف: "اكتشفت خلال لقاءاتي أن المسؤولين في جنوب أفريقيا يجرون مراجعة ويثيرون النقاش مجددا حول جدوى العلاقة مع إسرائيل، التجارية وغيرها. وأوضحوا أن علاقات بلادهم مع إسرائيل كانت ترمي إلى لعب دور الوسيط لصالح القضية الفلسطينية. لكن أوضحنا لهم أن إسرائيل لا تستمع لجنوب أفريقا ولا تهتم لموقفهاـ فهي لا تصغي حتى لحلفائها كالإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لذلك نتوخى من جنوب أفريقيا أن تلقي بثقلها الأخلاقي المستند إلى تاريخ طويل من النضال ضد الابرتهايد من أجل العدالة والحرية والمساواة، في مواجهة نظام الأبرتهايد الإسرائيلي، والضغط عليه للتراجع عن سياسته.

وشارك عبد الفتاح في جلسة حوار في المركز بحضور سفير جنوب أفريقيا السابق في إسرائيل إسماعيل كوباديا، وأحمد كاثراده رفيق المناضل نيلسون مانديلا في السجن ومستشاره السابق في الرئاسة.

وقال عبد الفتاح: "اخترت التركيز على واقع عرب 48 في إطار الصراع باعتبار أنهم لم يحظوا بعد بالاهتمام الكافي من الخارج في مواجهة نظام عنصري أكثر شراسة من نظام جنوب أفريقيا السابق".

وأضاف: "في مداخلتي قلت اننا نتوقع من بلد منتصر على نظام عنصري وحظي نضاله بتأييد عالمي واسع أن تكون مساندته لنضال الفلسطينيين أكثر قوة. وأن يكون موقف الحكومة في جنوب أفريقيا تجاه إسرائيل أكثر تشددا، وتساءلت عن معنى استمرار العلاقات التجارية معها دون أن انسى أن أنظمة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل وهي مفارقة. ولكنني قلت إن هذه الأنظمة لا تمثل حركة الشعوب العربية وهي خاضعة للحماية الخارجية والاستعمار العالمي المتجدد. أما القوة المنتصرة في جنوب أفريقيا فمن المفروض أن تظل منسجمة مع منظومة المبادئ والقيم التي حكمت مسيرتها التحررية العظيمة.

وتطرقت إلى اتساع دائرة النقاش في الساحة الفلسطينية وكذلك العمل الأكاديمي والبحثي والسياسي حول مهمة تجديد المشروع الوطني الفلسطيني ولكن خارج أطر النظام السياسي الأوسلوي. ويتلخص الحوار حول فكرة الانتقال الى مشروع الدولة الواحدة وضرورة توحيد النضال الفلسطيني في مواجهة نظام كولونيالي واحد. وفي هذا السياق يجب أن نتحدث عن دور فلسطينيي ال48 كونهم أصبحوا أعداء ضمن إستراتيجية الدولة العبرية، وهم فعلا أعداء لمشروعها الاقتلاعي العنصري.

  وقال عبد الفتاح: "لا بد أن أذكر أن سفير جنوب أفريقيا السابق في إسرائيل كان الأول الذي عقب على مداخلتي فطرح تساؤلات حول الانقسامات التي يعرفها بين الأحزاب السياسية في الداخل حول الرؤية التي طرحتها بخصوص إعادة تعريف اسرائيل كنظام ابرتهايد، وبالتالي بخصوص الحل وإستراتيجية النضال".

التعليقات