طلعة عارة: مخطط "عابر وادي عارة" يحوّل قرانا إلى غيتوات

المشروع يأتي على حساب مئات الدونمات من الأراضي التي يملكها الأهالي في طلعة عاره والبلدات العربية المجاورة ويتسبب بأضرار اقتصادية واجتماعية ويغيب المعالم التاريخية لمداخل القرى

طلعة عارة: مخطط

حذرت اللجنة الشعبية في قرى طلعة عارة، في بيان وزع اليوم الخميس، من تداعيات ومخاطر مخطط تحويل الشارع الرئيسي (65 ) إلى شارع "عابر وادي عارة"، ودعت المواطنين المتضررين إلى الإسراع في تقديم اعتراضاتهم الفردية على هذا المخطط.

وجاء في البيان، الذي وصل عــ48ـرب نسخة منه، أنه "استمراراً للمسلسل السلطوي في مصادرة ما تبقى من أراضينا، وتضييق الخناق على قرانا، وتقطيع أوصالها، أعلنت مؤخرا، ما تُسمى بــ"اللجنة الوطنية للبنية التحتية"، رغبتها تنفيذ مشروع ضخم، لتوسيع الشارع الرئيسي (65 ) - وادي عارة، على حساب مئات الدونمات من الأراضي التي يملكها أهلنا في طلعة عاره والبلدات العربية المجاورة، ناهيك عن أن هذا المشروع سيتسبب في تغييب المعالم التاريخية لمداخل قرانا، وطمس الارتباط الوجداني  بها، وخاصة بلدة مصمص.

وأوضحت اللجنة الشعبية معطيات يتضمنها هذا المخطط، وبضمنها إغلاق المدخلين الحاليين لقرية مصمص الغربي والشرقي معاً، وتغيير مسار الدخول والخروج المعتادين، ما سيكبد الأهالي المشقة والعناء لقطع مسافة طويلة نسبياً لدى تنقلاتهم اليومية بين شقي القرية. على هذا الأساس سيضطر الراغب بالانتقال بمركبته من الجهة الغربية للبلدة الى الشرقية، السفر يميناً نحو محوّل ام الفحم، ومن ثم الالتفاف يساراً باتجاه مركز الشرطة، ومواصلة السير باتجاه مصمص الشرقية من خلال مسلك خاص. بينما سيضطر الراغب بالانتقال من الجهة الشرقية إلى الغربية السفر يميناً نحو المنطقة المسماة "الفروش"، ومن ثم الالتفاف يساراً من هذا المحوّل، ومواصلة السير باتجاه مصمص الغربية من خلال مسلك خاص.

ويتضمن المخطط أيضا إضافة مسار ثالث لكل جهة من الشارع الرئيسي، أي تحويله إلى شارع ثلاثي المسارات من كل اتجاه، وهذا يعني عملياً ابتلاع الأراضي المحاذية للشارع من الناحيتين. كما سيتم تشييد جدران عازلة بارتفاع عالٍ على أطراف المسارات السريعة من كلا الاتجاهين، ما يخلق بالتالي "حالة من الغربة والفصل بين شقي البلدة الواحدة، إلى جانب التنكيل النفسي الذي سيلحق بالأهالي جرّاء هذا المشهد البانورامي التراجيدي الذي يشاهدوه بأم أعينهم ويعيشونه يومياً". بحسب البيان.

وضمن المخطط أيضا سيجري تحويل عدد من البيوت المحاذية للشارع إلى "بيوت شاذة" لا يسمح بترميمها أو توسيعها. كذلك يمنع التخطيط أو البناء في المساحات الواقعة بين خط الارتداد أو ما يعرف بالخط الأزرق حتى الشارع الرئيسي، سواء إنشاء ورشات تجارية أو مخازن زراعية.


ويتسبب المخطط أيضا بضرر اقتصادي فادح لأصحاب الورشات والمصالح التجارية القائمة على امتداد الشارع، بحيث يؤدي إلى قطع أرزاقهم.

وقال البيان: "استناداً إلى هذه الحيثيات التي يبيتها هذا المشروع الظالم والمأساوي بحق أهلنا، نناشد أصحاب الأراضي والبيوت والمحلات التجارية المحاذية للشارع من كلا الجانبين، الإسراع في تقديم اعتراضاتهم الفردية من خلال محامين يختارونهم بأنفسهم، وذلك حتى العاشر من شهر شباط/فبراير(10/02/2014)، وهو الموعد النهائي لتقديم الاعتراضات الرسمية.

كما أكدت اللجنة الشعبية لمتابعة هذه القضية على نيتها تقديم كتاب اعتراض جماعي موقًع باسم الأهالي، علماً أن مجلس طلعة عارة سيقدم من جانبه اعتراضه الخاص وملاحظاته بهذا الخصوص.

واختتمت اللجنة بيانها بالقول إنها ستقوم مستقبلاً، باتخاذ خطوات جماهيرية وإجراءات احتجاجية، لمواجهة هذا المخطط الذي يحوّل البلدات العربية ذات الصلة إلى غيتوات تحاصر امتدادها الجغرافي، وتشتت تواصل أبنائها الاجتماعي الواحد.

التعليقات