والد المرحوم محمد قراقرة لعرب 48: استغثنا الجيش بالمعسكر المحاذي ولم يستجيبوا

لقي الفتى محمد قراقرة مصرعه جراء انفجار وقع في مرتفعات الجولان السورية المحتلة نتج عن إصابة بقذيفة أو انفجار عبوة ناسفة

والد المرحوم محمد قراقرة لعرب 48: استغثنا الجيش بالمعسكر المحاذي ولم يستجيبوا
بعد انقشاع دخان الانفجار صباحًا والذي وقع على خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل وحمل معه إلى السماء روح صغيرة، وفي صباح طفولي لم تدرك طفولة محمد البريئة أن رحلة النقاهة التي أرادها في أولى أيام العطلة الصيفية برفقة والده المكافح للقمة عيش أطفاله أنه متجها نحو جبهة لا تعرف ولا تعترف به وبطفولته ليتضح أن ضحية الانفجار هو الطفل محمد قراقرة، من قرية عرابة البطوف.
 
وقد لقي الفتى محمد  مصرعه جراء انفجار وقع  في مرتفعات الجولان السورية المحتلة نتج عن إصابة بقذيفة أو انفجار عبوة ناسفة، وأصيب الوالد في الانفجار، فيما أصيب عامل آخر بجراح طفيفة.  وحضر الفتى برفقة والده الذي يعمل لدى مقاول إسرائيلي يعمل لصالح وزارة الأمن الإسرائيلية.
 
دخلنا خيمة العزاء في الحي الغربي في عرابة ووجدنا الأب فهمي قراقرة (في أواسط الخمسينات من عمره) بين المعزين في حالة انهيار شبه كاملة، يتحدث لنا ولا زال تحت الصدمة والهلع يتحدث عن التفاصيل مع لهجة الإدانة والغضب، وقال: أذكر تمامًا أن صاروخ اخترق السياج الحديدي وأصاب الشاحنة المحملة بصهريج مياه التي أعمل عليها بإصابة مباشرة واشتعلت بها النيران، وحاولت جاهداً مستخدمًا مياه الصهريج للتغلب على النيران.
 
يتوقف الوالد عن الحديث ويطلق تنهيدة عميقة ويجتهد للملمة قواه وينتزع الكلام من عمق الجرح والأسى على مشهد مروع لطفله محمد، ويتابع: نظرت لمحمد الذي كان للحظات بجانبي يتناول الطعام في حالة مروعة عندما رأيت أطرافه وأعضاء جسده متناثرة، استنجدنا بصراخنا واستدعائنا للجنود في معسكر إسرائيلي قبالتنا، إلا أنه رغم تكرار الاستغاثة والصراخ لم يستجب لندائنا أي أحد.
 
وأضاف: ركضت نحو الشارع الرئيسي للبحث عن نجدة دون أن أعي ما أفعل إلى حين مرت دورية شرطة، وقام أفرادها باستدعاء الإسعاف، وكل ذلك استغرق قرابة النصف ساعة إلى حين وصل الجيش وطواقم الإسعاف.
 
وتابع الوالد بحزن: أراد محمد أن يرافقني في أول يوم من العطلة الصيفية للمدرسة، لكن من يعرف ماذا يخبئ لنا القدر؟ هذا نصيبه.
 
وفي مفارقة قال الوالد فهمي: تحدثت أنا ومحمد ونحن في طريقنا للجولان صباحًا، وكانت المصادفة الغريبة أنه ذكرني في حادثة حصلت معنا خلال حرب عام 2006، وقال لي أتذكر يا أبي عندما سقط صاروخ في حيفا بقربنا عندما كنت برفقتك؟
 

التعليقات