تجمع الناصرة يقرر الانسحاب من الائتلاف البلدي

أكد مصدر مطلع ل"عرب 48" أن التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة قرر الإنسحاب من الائتلاف البلدي في الناصرة والتنحي من منصب نائب الرئيس الذي يشغله عضو البلدية عن التجمع، عوني بنا.

تجمع الناصرة يقرر الانسحاب من الائتلاف البلدي
أكد مصدر مطلع لـ"عرب 48" أن  التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة قرر الانسحاب من الائتلاف البلدي في الناصرة والتنحي من منصب نائب الرئيس الذي يشغله عضو البلدية عن التجمع، عوني بنا.
 
وعقد تجمع الناصرة اجتماعا خاصاً مساء اليوم  لبحث هذه القضية، خصوصًا بعد تصريحات رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، التي هاجم فيها المظاهرات الاحتجاجية ورفض استضافة المظاهرة القطرية التي دعت إليها المتابعة يوم الجمعة المقبل.  وقد أصدر التجمع أمس الأحد بياناً هاجم فيه تصريحات سلام وطالبه بالاعتذار.
 
عبد الفتاح: سلام يسير على خطى رفاقه السابقين...
 
ومساء اليوم كتب الأمين العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، على صفحته على الفيسبوك: أصبح واضحًا أن علي سلام، رئيس بلدية الناصره الجديد ، يسير على خطى رفاقه السابقين. هو يعلن صراحة أنه لا يريد استقبال المظاهرة الوطنية التي أقرتها لجنة المتابعه العليا في اجتماعها الأحد الماضي. وكما هو معروف فإن رامز جرايسي الرئيس السابق تهرب طيل 14 عاما من إحياء هبة القدس والأقصى ولم يتقدم مرة واحدة بطلب من لجنة المتابعة لإقامة المسيرة التقليدية ، مع أن الناصرة خسرت ثلاثة من ابنائها...  شهداء خالدين . لا يجوز أن تبقى الحسابات التجارية كابحًا أمام إعادة أو تحويل الناصرة ،أكبر مدينة عربية في الداخل إلى قلعة وطنية فاعلة . لهذا السبب ولعوامل أخرى، أصبح من الصعب على فرع التجمع وحلفائه مواصلة الشراكة أو على الأقل مواصلة تبوأ منصب النيابه، خاصةً أن أموراً أخرى تتعلق بإدارة البلديه وخدمة أهالي المدينة تخضع للنقاش والنقد في الأسابيع الأخيرة.  في ظروف النهوض الوطني المتجدد والأخذ في التوسع بين الأجيال الشابة يصبح غير مقبول سياسيًا ووطنيًا عدم إخضاع الموقف البائس لعلي سلام للنقاش والمراجعة. الأيام الأخيره تشهد نقاشا جديا حول هذا الموضوع داخل صفوف الفرع.
 
وفي وقت سابق من اليوم، كتب عضو البلدية عن التجمع ونائب الرئيس عوني بنا على صفحته على الفيسبوك: هويّة الأنسان وكرامته أولا، فجوع شعبنا لحريّته ولحق تقرير مصيره أكبر بكثير من جوعه للقمة العيش...
 
أهلي الأعزاء... لأسباب عدّة سياسيّة وإداريّة وعلى رأسها موقف رئيس بلديّة الناصرة السيّد علي سلّام من الهبّة التي يقوم بها أبناء شعبنا وخطواته الإحتجاجية ضد القمع والذلّ والتعدّي عليه وعلى أبنائه وممتلاكاته من قبل الفاشيين، والتي تحاول المؤسسة الأسرائيلية قمعها بالبطش والعنف كما اعتادت منذ نكبة شعبنا، ومن الخروج عن قرارات لجنة المتابعة السقف السياسي الأعلى للجماهير العربيّةن التي كانت في صلب اتفاقيّة الائتلاف التي أبرمناها. قمت اليوم بتقديم طلب لسكرتاريا التجمع الوطني الديمقراطي لانسحابي من إدارة بلدية الناصرة التي لا تمثّلني سياسيا والتنحّي من منصب نائب رئيس البلدية، والتي تقوم حاليا بتداولها ودراستها قبل اقرارها وتسليمها رسميا لرئيس بلدية الناصرة... مصلحة شعبنا أولا... نريد لقمة العيش ولكن بكرامة وعدالة وليس كالأيتام لا كبرياء ولا انتماء لنا".
 
بيان التجمع: تصريحات سلام بائسة
 
وفي ما يتعلق بتصريحات علي سلام، فقد وصفها بيان التجمع الذي صدر أمس بالبائسة والخطيرة وغير المسؤولة وغير المرتبطة بالواقع، وجاء في البيان: لم يشارك سلام في المظاهرة، ورغم أنه تواجد عند نهايتها وعلى مقربة من القوات لمدة ساعات ما بعد انتهائها، ورغم أنه رأى عنف قوات الأمن، ومع ذلك فقد اختار أن يلوم الضحية، وأن يختصر مظاهرة مهيبة في حاوية نفايات، وأن يتنكر لوجود قيادة التجمع التي تواجدت في نفس الشارع الذي تواجد به، وعلى بعد أمتار قليلة من مكان تواجده، حتى ما بعد منتصف الليل، أننا رافقنا المعتقلين للمحاكم وما زلنا. لقد غاب على سلام أننا نعاني من عنصرية إسرائيلية في كل المجالات، ومن يخاف على الوضع الاقتصادي للبلد، يطورها اقتصاديا، ويناضل من أجل الميزانيات والأراضي والتطوير، ولا يستجدي السياح، ويتخلى عن شعبه في المقابل.
 
وتابع البيان أن تلك التصريحات لا تمت بصلة لروح ونفس الشارع، وأنه يعكس خطاب القامع، ويحمل الضحية اللوم، بدل أن يؤكد على حق شعبه في النضال، ويعطيه قوة، ويقف معه في كل أوجاعه.
 
وانتهى البيان مؤكدا أن "علينا أن نفهم أن النضال هو واجبنا، وليس فقط حقنا، ووفق جميع الشرائع، الإنسانية والوطنية والقانونية، ويعترف لنا القانون الدولي بمساحة من النضال، أوسع كثيرا مما نمارسه. وإسرائيل لن تفهم، أنها تمارس سياسات إجرامية، وأنها ليست الضحية، وأننا لسنا أنذالا ولا مهاجرين فاقدين للوطن، إلا إذا ناضلنا، ومارسنا حقنا بالنضال بعناد. العالم معنا، العالم يقف معنا، فلنقف مع أنفسنا، ولا نطالب الأخرين احترامنا واحترام موقعنا وحقوقنا، إلا إذا قمنا نحن أولا باحترام أنفسنا.  
 
تصريحات سلام
وكان سلام قد حمل "مسؤولية الأحداث التي اعتبرها مرفوضة، لقيادة الأحزاب التي نظمت بالأمس تظاهرة عند ساحة العين، ومنها لحزبي الجبهة والتجمع، على أساس أن القيادة عادت الى منزلها بعد التظاهرة تاركة الشباب لوحدهم، ما أدى الى تلك الأحداث".
 
وأشار الى أنه "يعتب على القيادة"، وقال: "اذا أرادت القيادة أن تقوم بأي نشاط عليها أن تبقى متواجدة مع الشبان وليس المغادرة بعد رفع الشعارات، وترك الشبان لوحدهم. وعليه أوجه نداء لكل القيادة العربية في كل الوسط العربي بأنها إن أرادت أن تقوم بأي نشاط عليها البقاء مع الشبان للسيطرة على الموقف".
 
وقال رئيس بلدية الناصرة لموقع "العرب": "في الحقيقة أنا قلق جدا لما يحصل، ليس فقط في مدينة الناصرة بل في كل الوسط العربي، وأنا قلق من تصاعد التضييق على الشباب العرب الذين يعملون خارج قراهم ومدنهم وعلينا فحص الأمور حتى لا تخرج عن السيطرة". وشدد سلام على "حق الجمهور في التظاهر والتعبير عن الرأي ولكن ليس من حق الشبان إضرام النيران في حاويات القمامة وإلحاق خسائر كبيرة وإشعال النيران في أشجار عمرها يزيد عن 25 عاما، وتقوم البلدية بالمحافظة عليها".
 
ونوّه سلام الى أن "التجارة والاقتصاد والسياحة في مدينة الناصرة، ستتضرر بعد هذه الأحداث على اعتبار أن السائح سيفكر مئات المرات قبل زيارة المدينة، مشيرا الى أن المواقف الوطنية لا تكون على هذا الشكل".  واستبعد رئيس بلدية الناصرة "اندلاع انتفاضة ثالثة مشيرا الى أنه لو توحدت القيادة العربية وأخذت قرارات معقولة، عندها من الممكن السيطرة على الموقف".

التعليقات