اختتام مخيم الهوية الـ13 للتجمع الوطني بمهرجان احتفالي حاشد

المخيم تميز بمضامينه الوطنية والثقافية والعلمية، وبمشاركة واسعة للطلاب من جميع أنحاء البلاد

اختتام مخيم الهوية الـ13 للتجمع الوطني بمهرجان احتفالي حاشد

اختتم  مخيم الهوية الثالث عشر نشاطاته، مساء أمس الخميس، في منتجع "ملاهي التوت" في مدينة طمرة، بمهرجان احتفالي، بحضور حشد كبير من الأهالي الذين وصلوا من كافة مناطق البلاد، النقب والمثلث والجليل والساحل، وبحضور عدد من قيادات وكوادر حزب التجمع الوطني الديمقراطي.

وافتتح المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء غزة وشهداء الشعب الفلسطيني وعلى إيقاع النشيد الوطني، حيث رفرفت الأعلام الفلسطينية ورايات التجمع وصدحت مئات الحناجر الصغيرة تنشد باسم الوطن والحرية والانتماء.

وتخلل المهرجان فقرات فنية ملتزمة قدمها الفنان لبيب بدارنة وتفاعل معها جمهور المشاركين والطلاب.

وقد سبق برنامج المهرجان معرض من ابداعات الطلاب على أرض المخيم، بحيث قدمت كل مجموعة منها عرضا فنيا وثقافيا مما انتجه الطلاب على مدار الأسبوع في مخيم الهوية، الأمر الذي نال اعجاب الحضور من الاهالي والمشاركين.

وأشرف على إدارة المخيم طاقم من كوادر وقيادات الحزب الميدانية من المتمرسين بالعمل الجماهيري والشبابي وتشكل الطاقم من مدير المخيم، احمد طاطور، واعضاء اللجنة المركزية، نيفين أبو رحمون ويوسف طاطور، والناشطة دعاء حوش طاطور والمستشارة التربوية مروة العبد ومركز الكادر الطلابي في الجامعات قصي ابو الفول، وبمرافقة طاقم الممرضين والاسعاف الاولي وطاقم متمرس من المرشدين والمساعدين والمشرف العام على سير اعمال المخيم نائب الامين العام للتجمع، مصطفى طه.

وأشار مدير المخيم، أحمد طاطور، في معرض كلمته إلى أهداف المخيم وسير فعالياته على مدار الأسبوع، والى الانضباط والالتزام والمسؤولية العالية التي تحلى بها الطلاب وطواقم العمل من الادارة وطواقم المرشدين الذين واصلوا الليل بالنهار دون كلل. واستعرض طاطور بإيجاز المراحل التي اجتازها مخيم الهوية منذ التأسيس الأول في أواسط التسعينات والتراكم الذي احدثه في مفاهيم وثقافة ودور الطلاب، مشيرا إلى النهج والرؤية الصحيحة لبناء الانسان الفاعل والحر. وقال "نحن على ثقة أن هذا الجيل قادر على تجاوز الصعاب ويخوض وسيخوض التحديات باعتزاز وكبرياء وهو قادر على التغيير وصناعة المستقبل بثقة عالية".

كما أشاد طاطور بقيادات الحزب وكوادره، الذين وضعوا نصب أعينهم، منذ الانطلاقة، بناء وصقل شخصية الجيل الشاب ووفروا الظروف والشروط اللازمة لذلك رغم شح الامكانيات ورغم ما تعرض ويتعرض له التجمع الوطني من هجمات مسعورة، "الا انه استطاع صد كل هذه العدوانية غير المسبوقة على تيار ناشئ اثبت انه جاء وجسد الكثير من الجديد في الخطاب والاداء السياسي والبرلماني والعمل الميداني مما اكسبه صفة الفرادة والتميز".

وأثنى طاطور على الطواقم العاملة وكل من واكب ويواكب بإنتاج وتطوير هذا الصرح الثقافي الوطني.

وكرم الأمين العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، ونائبه الأمين العام، مصطفى طه، وأعضاء من المكتب السياسي طاقم المرشدين وأعضاء الادارة بشهادات تقدير على جهودهم في إنجاح المخيم. كما أثنى عبد الفتاح وطه في كلمة مقتضبة على هذا المخيم الذي بات يشكل صرحا وطنيا ثقافيا تربويا ومعلما هاما من انجازات التجمع الوطني الذي يقوم عليه الشباب التجمعي.

نشطاء يتحدثون لـ"عرب 48"

واكب المرشد عبد الهادي عناية من أم الفحم، مخيم الهوية على مدار سنوات وأكد على خاصية مخيم الهوية الثالث عشر بالقول إنه "لمسنا هذا العام كمرشدين جدية ربما غير مسبوقة من حيث الادارة والتنظيم وطواقم المرشدين. وهذا يعود، باعتقادي، إلى تراكم الخبرة والتجربة وكذلك التحضير المسبق لإعداد طاقم المرشدين بشكل مهني بحيث تم تمرير فقرات البرنامج بنجاح استثنائي من حيث الانضباط وتمرير المضامين والترفيه من خلال الورشات والفعاليات بشكل شيق وممتع، مما لاقى تجاوب المشاركين. ونعتبر هذا المخيم مدماكا آخر في مسيرة الهوية والثقافة الوطنية. ومخيم الهوية هو جزء من المشروع الوطني الحقيقي للتجمع لبناء الانسان الحر".

وقال المرشد باسل شليوط، من شفاعمرو، وشارك في أربعة مخيمات متتالية كمرشد، إن هذا المخيم تميز بفعاليات وورشات تثقيفية وترفيهية نوعية مثل جغرافيا الوطن. وأعتقد أن هناك تراكم تجربة وخبرة لدى كل الطواقم الشبابية التي تمرست بالعمل الميداني الى جانب اعداد المرشدين في لقاءات توجيه وارشاد مكثفة وهذا مدعاه للفخر والاعتزاز في الجيل الثالث من المرشدين والطلاب ونستطيع أن ننظر بتفاؤل إلى مستقبل الحركة الوطنية والثقافية.

وأكد المرشد أنس خطيب من شفاعمرو على خاصية المخيم الثالث عشر الذي تميز بالنضوج والنجاح الخاص وقال: "شاركت في عدة مخيمات للهوية وغير الهوية لكن هذا المخيم منحنا الثقة اكثر، وأكد لنا أننا في الطريق الصحيح، حيث أبدى الطلاب الانضباط والالتزام بشكل ملفت وكذلك اداء الادارة وطاقم المرشدين الذين مرروا البرنامج بشكل ناجح ورائع في التركيز على المضامين الوطنية مع مراعاة الجانب الترفيهي بعيدا عن الملل والفراغ"

وقالت المرشدة نورس عطارية من شفاعمرو، التي ترعرعت طفلة في مخيم الهوية وأصبحت اليوم مرشدة، إن "مخيم الهوية اعطاني ما لم اكتسبه من أي مكان آخر. واليوم اقوم بواجبي لأعطي غيري ما أعطاني المخيم. وهذا المخيم تميز منذ مشاركتي الأولى فيه ولازال متميزا في مضامينه وتنظيمه، التي تتم بدون ملل بحيث راكمنا تجربة رائعة نعمل لمواصلة النهج الذي يربي ثقافة الحوار أيضا وتقبل الآخر. ونحن نسعى لصقل كوادر شبابية لتأخذ دورها في المجتمع وتمكينهم من القيام بدور فاعل وواعي للمساهمة في الحياة الثقافية والاجتماعية والوطنية".

وشدد المرشد احمد حمدان من الرينة والذي واكب مخيم الهوية منذ طفولته، على أن لمخيم الهوية دور كبير في صقل هويته. وقال "أنا كمرشد وكناشط أشعر بالفخر، كما أعتبر نفسي مدينا لمخيم الهوية في مواصلة رسالته مع الاجيال وأرى في مخيّم الهويّة دورا كبيرا في تقليص الأبعاد الاجتماعيّة والثقافيّة بين المشاركين من أقصى الشمال لأقصى الجنوب، وكسر حاجز الغربة.

زيادةً على ذلك، فإنه يكرس التربية الوطنيّة والحياة النظاميّة. والمزج بين المضامين الوطنيّة والمتعة هو أمر مهم جدًا للطفل، فهناك بعض المصطلحات ستعلق في ذهن الطفل لسنين طويلة مما سيكوّن لديه دافع وحافز للبحث عن هذه المصطلحات مستقبلًا وتنمية اهتماماته".

وأكد المرشد علاء طه من كابول، وهو الآخر شارك في مخيمات الهوية منذ المخيم الأول وهو اليوم طالب جامعي وناشط ميداني، على الأثر الكبير لمخيم الهوية في صقل شخصيته ودوره وقال: "اليوم أرى بواجبي الكبير في مواصلة مساهمتي في مسيرة الهوية وان الاستمرارية والوقفات النقدية والمراجعة الجريئة لعملنا تجعلنا ان نقدم الافضل لتطوير انفسنا وتنجيع عملنا ليتسنى لهذه النشاطات وغيرها من احداث التراكم المطلوب والغاية المرجوة في اداء ودور رائد واعتقد ان هذا المخيم عكس هذه الحالة بامتياز".

وقالت الطالبة جنا زحالقة  من كفر قرع في الصف الرابع ابتدائي إن "هذه أول مشاركة لي وانا سعيدة بهذه المشاركة وعدى عن الترفيه تعرفت على اصدقاء جدد وبلدات كثيرة من القرى المهجرة ومواقع واسماء ومعلومات عنها. وكنت مرتاحة ايضا من تعامل المرشدين وزملائي الطلاب وارغب بالاستمرار بالمشاركة بمخيم الهوية في كل سنة".

وقال الطالب تركي طربيه من سخنين ومشترك للسنة الخامسة على التوالي، إنه "سنة بعد سنة أشعر أنني أكبر في هذا المخيم الذي أصبحت جزءا منه واكتسبت الكثير من المعرفة والتجربة في الاعتماد على ذاتي، كما أجد الجديد من التطور في الادارة والانضباط ونوعية البرامج والمعلومات التي تراكمت عندي وأنا سعيد بذلك وسأواصل المشاركة لأنه إلى جانب الاستفادة اعتبره جو ترفيهي مع زملائي الذين أصبحت أعرف غالبيتهم". 

وأكدت نور حاج من الناصرة، طالبة بالصف الثامن، وهذه أول مشاركة لها بمخيم الهوية، على ميزة هذا المخيم وقالت إنه "شاركت في عدة مخيمات قبل مخيم الهوية لكني لمست الفارق بشكل واضح ان تلك المخيمات كانت فارغة من أي مضامين ثقافية ووطنية وكانت تقتصر على الترفيه. وهنا، لمست جمع رائع بين الترفيه والمضامين التي تكسب الطالب معرفة أخرى جديدة وكذلك لمست أن مستوى الفعاليات الترفيهية تتضمن هي الأخرى مضامين تربية وهذا أمر مميز ورائع وآمل ان يستمر لتستمر مشاركتي بمخيم الهوية".

وكان قد افتتح المخيم يوم الأحد الماضي، تحت شعار "انتماء وكبرياء"، حيث تم تقسيم المشتركين إلى مجموعات تحمل أسماء أعلام وشخصيات وطنية وثقافية ومواقع فلسطينية، لينطلق المخيم بورشاته التربوية الوطنية والترفيهية الهادفة.

التعليقات