قررت محكمة الصلح في عكا صباح اليوم الاثنين، الإفراج عن الزميل جوزيف نويصري من شفاعمرو، وقضت المحكمة بإبعاده عن بلده إلى مدينة الناصرة مع فرض الحبس المنزلي عليه، حيث تنسب النيابة العامة لنويصري تهمتي "الإخلال بالنظام والتسبب بأضرار والتحريض".
بالمقابل، تراجعت النيابة العامة -التي أصرت على الإبقاء على الزميل جوزيف رهن الاعتقال حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية ضده-، عن طلب إمهالها 24 ساعة للاستئناف على قرار المحكمة، وعليه سيتم الأفراج عن نويصري بالشروط التي حددتها المحكمة.
اعتقالي محاولة لردع كل المصورين والصحافيين الذين يؤدون واجبهم بنقل الحقيقة وفضح انتهاكات الشرطة وقوات الأمن
وفور إطلاق سراحه، قال الزميل جوزيف نويصري لموقع "عرب 48": "أنا واثق أن اعتقالي كان على خلفية سياسية بحت، وأنه يأتي ضمن حملة الترهيب والتخويف لشبابنا ومحاولة كسر إرادتهم وعزيمتهم ومنعهم من التلاحم مع أبناء شعبهم، واعتقالي بشكل خاص هو محاولة لردع كل المصورين والصحافيين الذين يؤدون واجبهم بنقل الحقيقة وفضح انتهاكات الشرطة وقوات الأمن".
وترافع عن الزميل نويصري، المحامي إياد خلايلة، والمحامي وسام قحاوش الذي أكد أن المحكمة قررت الإفراج عن المعتقل بشروط الإبعاد عن مدينته وفرض الحبس المنزلي عليه، مبينا أن المحكمة الزمت النيابة العامة التي اوضحت بأنها ستستأنف على الحكم، الرد على القرار حتى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الأثنين، لافتا إلى أن النيابة طلبت مواصلة اعتقال نويصري حتى إتمام الإجراءات القانونية بعد تقديم لائحة الاتهام ضده.
الأجواء العنصرية هي السبب الأساسي في اعتقال جوزيف وآخرين، ومحاكماتهم كانت سياسية بحتة وليست قانونية
وقال المحامي وسام قحاوش بعد صدور قرار المحكمة بإطلاق سراح جوزيف، حاولت النيابة العامة الاستئناف على القرار، لكنها تراجعت بعد معارضتنا وتأكدت أنها بصدد خسارة الاستئناف. وهذه تعتبر سابقة في هذا النوع من الملفات، فالأجواء العنصرية هي السبب الأساسي في اعتقال جوزيف وآخرين، ومحاكماتهم كانت سياسية بحتة وليست قانونية، نأمل أن تعود المحاكم إلى رشدها وتطلق سراح باقي المعتقلين".
وأضاف قحاوش لموقع "عرب 48": "آمنا منذ البداية أنه سيطلق سراح جوزيف، لكن الشرطة قدمت لائحة اتهام مضخمة ومهولة، وعرفنا منذ البداية أن الجبل سيتمخض ليلد فأرًا، وإطلاق سراح جوزيف الآن إشارة جيدة من المحكمة بالنسبة لملفه الأساسي الذي سيتم النظر فيه بتاريخ 4-9-2014".
ورافق الزميل نويصيري في مداولات المحكمة قيادات من التجمع الوطني، النائب جمال زحالقة، النائب باسل غطاس، أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح وعضو بلدية شفاعمرو وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، مراد حداد.
يذكر أن الزميل نويصري، سكرتير شبيبة التجمع في شفاعمرو، يعمل مصورًا صحافيًا في موقع عرب 48، وأعتقل يوم الثامن من الشهر الماضي أثناء عمله وتغطيته لمظاهرة في مدينته شفاعمرو، والاعتداء عليه بالضرب حتى بعد أن أخبر قوات الأمن بمهنته وسبب وجوده، لكن قوات الأمن أصرت على اعتقاله ومحاولة ترهيب الآخرين بالتنكيل بنويصري.
التعليقات