"حقوق المواطن" تطالب المعارف بخطّة تعليمّية شاملة ضدّ العنصرّية

غياب التربية للهوية العربية في جهاز التعليم العربي؛ غياب جهاز معرفة فيما يتعلق بالعنصرية وغياب تام لهذا الاصطلاح.

أتساع مظاهر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي

توجّهت جمعية حقوق المواطن برسالة إلى وزير التربية، الراب شاي بيرون، طالبته من خلالها ببناء خطة تعليمّية شاملة لمحاربة العنصرّية ترتكز على مبادئ الديموقراطية والحياة المشتركة ومواجهة العنصرية. كما قدمّت مجموعة من التوصيات المفصلة، استندت في صياغتها على الخبرة والتجربة المديدة لطاقم قسم التربية في الجمعية في تطوير مضامين ومرافقة سيرورات تربوية، خاصةً في مجال التربية للديموقراطية وحقوق الإنسان ومناهضة العنصريّة. 

وأشار شرف حسّان، مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن، في رسالته إلى العديد من الإشكاليات البنيوية في جهاز التعليم، والتي تمس بمبادرات وزارة التربية في التعامل مع مظاهر العنصرية المتجذرّة والخطيرة، والتي تضعف بطبيعة الحال التربية للديموقراطية وضد العنصرية في اسرائيل. كما أكّد أنّ التوجه التربوي يجب أن يرتكز الى الاعتراف بالإنسان، كل إنسان، كصاحب حقوق كاملة ومتساوية، يعترف بالحقوق المتساوية للأقلية العربية الفلسطينية وبالواقع الذي يفرض علينا صراع قومي متواصل. وأضاف أنّ التربية يجب ان تهدف الى كشف الطلاب لروايات مغايرة ولمعلومات موضوعية حتى وان لم تتماشى مع التوجه السائد، وأيضاً الى تشجيع التفكير النقدي والاستهلاك السليم للإعلام.

هذا وعدد حسّان في رسالته النواقص الجوهرية في جهاز التعليم في إسرائيل وسبل مواجهتها، منها: النقص في برامج موسعة ومتواصلة وملزمة لجهاز التعليم عامةً؛ النقص في التربية لمبادئ الديموقراطية وضد العنصرية في المواضيع التدريسية المختلفة؛ انعدام الانكشاف على المواطنين العرب وعلى رواية الأقلية العربية في جهاز التعليم؛ غياب التربية للهوية العربية في جهاز التعليم العربي؛ غياب جهاز معرفة فيما يتعلق بالعنصرية وغياب تام لهذا الاصطلاح في برامج التعليم وكتب التدريس؛ النقص في تدريب وارشاد المعلمين في التعامل مع مظاهر العنصرية في الصفوف التدريسية.

وجاء في الرسالة إلى أنّ التوصيات تعكس توجه الجمعية في موضوع مناهضة العنصريّة، والتي تعتمد، بالأساس، على أنّ التعليم هو المفتاح لمحاربة العنصرية، وأنّ التربية لمبادئ الديموقراطية وضد العنصرية هي سيرورة شاملة ومتواصلة، ينبغي أن تبدأ من صغار السن وحتى الدراسة الجامعية، وتشمل جميع الطلاب في جهاز التعليم على كل "تياراته". كما شدّد حسان على أهمية دور المعلمين والمعلمات في هذه السيرورة، اذ يترتب عليهم أنّ يكونوا أصحاب وعي اجتماعي وسياسي عالٍ، ويملكون الأدوات الملائمة للتعامل التربويّ مع المظاهر العنصرية والتوجهات غير الديموقراطية، ويتلقون الدعم والمساندة والتشجيع من قبل جهاز التعليم ليتمكنوا من القيام بواجبهم التربوي.

التعليقات