شاحنة أدوية ومستلزمات طبية من الناصرة إلى غزة

الحملة تحمل طابعا سياسيا وإنسانيا فهي تؤكد على وحدة أبناء الشعب الفلسطيني والهم المشترك للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

 شاحنة أدوية ومستلزمات طبية من الناصرة إلى غزة

بلورة أفكار للعمل بالدعم النفسي للأطفال وعائلاتهم

قام وفد من اللجنة الشعبية الناصرة  لإغاثة الأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة بمشاركة ممثلين عن مستخدمي وإدارة مستشفى الناصرة (الانجليزي) وجمعية عمواس للكتاب المقدس بتسليم شاحنة من الأدوية والمواد الطبية إلى الإغاثة الزراعية في رام الله والتي وضمن حملتها "أغيثوا غزة" تنسق وتجمع الإغاثة من جميع المناطق الفلسطينية لتصل إلى غزة في غضون ثماني وأربعين ساعة.

وكانت اللجنة الشعبية قد أطلقت حملتها في الناصرة  قبل شهر تقريبا حيث نشط عشرات المتطوعين والمتطوعات في جمع التبرعات في الأحياء ونشط أعضاء اللجنة في جمع التبرعات من متمولين في الناصرة.  وتأتي هذه الحملة بالتعاون مع مستخدمي وإدارة مستشفى الناصرة والذي كان لهم دور مميز في اختيار الأدوية الملائمة بالتنسيق مع الأطباء في غزة وركز هذا الجانب الدكتور منذر حكيم.  كما وانضم إلى الحملة جمعية عمواس للكتاب المقدس أيضا. وبلغ حجم الشاحنة من الأدوية ما يعادل الكمية التي يحتاجها مستشفى الناصرة لسنة كاملة.

وكان في لقاء الوفد النصراوي في مقر الإغاثة الزراعية بمدينة رام الله، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي ومدير عام المؤسسة خليل شيحة و نائب رئيس مجلس الإدارة حسام أبو فارس ورئيس الحملة منجد أبو جيش  وأمين الصندوق الدكتور محمد براغيت، وطاقم حملة "أغيثو غزة" ومركزها بالداخل الرفيق عماد بدرة.

وتطرق الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي خلال كلمته للترحيب بالوفد إلى دور الناصرة التاريخي والطليعي كما تطرق إلى الوضع السياسي والتحديات الكبيرة أمام الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وخططه. وفي مستهل حديثه، رحب مدير عام الإغاثة الزراعية خليل شيحة بالوفد الزائر وتقدم بالشكر الجزيل إلى اللجنة الشعبية ومستشفى الانجليزي في الناصرة  وجمعية عمواس على هذه الزيارة وما قدموه من تبرعات، مشيرا لأهمية ذلك في تعزيز قيم التضامن والانتماء إلى قضيتنا العادلة".

وشرح طبيعية الحملة كونها تواجه دمارا شاملا في غزة يحتاج إلى فترة طويلة لذا فالإغاثة الزراعية ستعمل على متابعة وتنويع الحملات بالتوافق مع الاحتياجات الميدانية في غزة.  وذكر ان جمعية الإغاثة الزراعية ترفض التمويل المشروط وتحاول الاعتماد على مصادر متنوعة من التمويل وأكد ان 90% من الاغاثة التى تقدمها المؤسسة لغزة جاءت من مصادر فلسطينية بما في ذلك ما جمع من الظاهرية وحتى ترشيحا واشاد بهذا التكافل.

المساعدات الطبية بحوالي نصف مليون شيكل تأتي كمساهمة لدعم جرحى العدوان

"وللأوطان في دم كل حر، يد سلفت ودين مستحق"  كما قال أمير الشعراء احمد شوقي،  هذا ما استهل به كلامه رئيس اللجنة الشعبية في الناصرة عدنان أبو ربيع للتأكيد على اننا لا نتضامن بل نتقاسم بالحمل. "فتاريخيا تناوب ابناء الشعب الفلسطيني على الصدارة في مواجهة الاحتلال، إن هذه المساعدات الطبية التي تقدر قيمتها في حوالي نصف مليون شيكل تأتي كمساهمة بسيطة لدعم جرحى العدوان في مستشفيات غزة، لأن ألم غزة هو ألم الجميع معتبرا "أن هذا الدور هو دين مستحق، وهو ضريبة انتماء وطني وحق لنا لا أحد يستطيع أن يمنعنا من تقديمه، ونحن نعتز ونفتخر في المشاركة في حمل هذا الألم ".

وأكد على أن الاحتلال يجب أن يزول بالتكافل بين أبناء الشعب الفلسطيني والمحافظة على الانتماء للقضية الفلسطينية بطريقة متماسكة، ولكل شخص دور في الصراع مع الاحتلال، الهوية الوطنية قبل كل الهويات، والهدف الأساسي هو تقرير المصير وإزالة الاحتلال والحرية.  كما وأكد على أهمية الوحدة الوطنية المستندة إلى أسس متفق عليها لضمان استدامتها.  وأكد على أهمية الاستمرار في التواصل مع الإغاثة الزراعية لتنفيذ أنشطة مستقبلية من خلال المتابعة مع منسق الإغاثة الزراعية في الداخل الفلسطيني عماد بدرة.

الأدوية التي تم تسليمها إلى غزة تعادل الكمية التي يحتاجها مستشفى الناصرة لسنة كاملة

وتحدث مدير مستشفى الانجليزي في الناصرة د. بشارة بشارات، عن الحملة الطبية في الناصرة التي تأتي في ظل معارضة من قبل السلطات الإسرائيلية، وتقدم من خلال هذه الحملة عدة أصناف من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للمستشفيات في قطاع غزة، وذلك بناء على الاحتياجات التي طلبها أطباء قطاع عزة.

واعتبر د. بشارات "أن هذا الدعم هو واجب لا بد أن نساهم به لدعم أهلنا في قطاع غزة، فالعدوان أدّى إلى نقص كبير في الأدوية الأساسية في العيادات والمستشفيات، فالدواء أصبح حاجة من الحاجات الأساسية بعد أن وصل عدد المصابين إلى أكثر من 10000 شخص، وهناك من يموتون بسبب شح الأدوية".

ومن جانبه أكد د. جورج خليل  مدير جمعية عمواس على أهمية هذه الحملة " فواجبنا الوطنيّ والإنسانيّ يحثنا على المباشرة في جمع الأموال لشراء الأدوية، بغية نجدة أهلنا وأبناء شعبنا الفلسطيني في غزة، الذين يتعرضون يومياً لأبشع أنواع العدوان الإجرامي، الذي طال على وجه الخصوص الناس المدنيين ولم يستثن هذا العدوان المستشفيات والمدارس والمؤسسات ومن تواجد داخلها من مواطنين عزل".

أضاف قائلا  "مشاهد الخراب والدمار الذي حلَّ في غزة يستدعي كل صاحب ضمير حي ووجدان وأخلاق إنسانية ووطنيّة، التجند، لدعم أهالي غزة والمصابين منهم على وجه الخصوص، لأنه وفقا لتقارير العديد من الهيئات الدولية، فان قطاع غزة يمر بكارثة إنسانية وطبيّة، تستدعي المساعدة لنشل أهله من أزمات لا تُحمَد عقباها".

العمل على التفكير في إغاثة نفسية وليس فقط مادية وذلك لأهمية دعم الحصانة النفسية للصمود في مواجهة الدمار الشامل

وفي ذات السياق، استمع الوفد الزائر لعرض عن أنشطة حملة "أغيثوا غزة" من قبل رئيسها منجد أبو جيش، فقد تمكنت المؤسسة من شحن نحو 600 طن من المواد الغذائية. كما ان فريق المؤسسة في غزة تمكن من توزيع نحو 500 جرة غاز و بعض من المستلزمات المنزلية لعشرات من العائلات النازحة التي قامت الشؤون الاجتماعية بتوفير أماكن سكن طارئة  لهم".

وتحضر في هذه المرحلة لتوزيع الحقائب المدرسية والطرود الغذائية والأغطية والحرامات كما تدرس فرص تعزيز التضامن والتكافل من خلال توأمة الأُسَر المتضررة مع أُسَر في الضفة الغربية و مناطق 48.

وخلال النقاش حول مشاريع مستقبلية اقترحت عضوة سكرتارية اللجنة الشعبية نبيلة اسبانيولي العمل على التفكير في إغاثة نفسية وليس فقط مادية وذلك لأهمية دعم الحصانة النفسية للصمود في مواجهة الدمار الشامل في غزة . واقترحت العمل على بلورة أفكار للعمل في هذا المجال لأهمية الدعم النفسي خاصة للأطفال وعائلاتهم وللعاملين والعاملات الاجتماعيين والنفسيين المتواجدين في الميدان.

كما أعلمت اللجنة الشعبية  النصراوية  بأنها مستمرة في حملتها وتجاوبا مع خطط الإغاثة الزراعية والحاجات الميدانية فقد قررت اللجنة ان تكون الشحنة القادمة من الحرامات وتدعو جميع الهيئات والمؤسسات والأهالي للمساهمة في هذه الحملة.

التعليقات