في عكبرة.. العام الدراسي لم يبدأ والطلاب بدون إطار تعليمي

يسكن قرية عكبرة نحو 600 نسمة ولديهم 60 طالب فقط، وتئن القرية وسكانها تحت وطأة سياسات التهميش والأقصاء التي تعتمدها المؤسسة الإسرائيلية منذ العام 48.

في عكبرة.. العام الدراسي لم يبدأ والطلاب بدون إطار تعليمي

توزيع طلاب وطالبات عكبرة على مدارس الرامة وطوبا والجش

مع افتتاح السنة الدراسية الجديدة في الأسبوع الماضي، عاد أكثر من مليوني طالب وطالبة في البلاد إلى مقاعد الدراسة، إلا أن طلاب العام الدراسي في قرية عكبرة قضاء صفد لم يبدأ بعد، فما زال نحو 60 طالبا دون أي إطار تعليمي، بسبب انعدام المدارس والأطر التعليمية في البلدة، وعدم احتضانهم بمدارس البلدات المجاورة.

ويسكن قرية عكبرة نحو 600 نسمة ولديهم 60 طالب فقط، وتئن القرية وسكانها تحت وطأة سياسات التهميش والأقصاء التي تعتمدها المؤسسة الإسرائيلية منذ العام 48 ، ويتكرر مشهد انعدام الأطر التعليمية سنويا مع افتتاح العام الدراسي، حيث تطفو على السطح أزمة الطلاب والتعليم، بهذا العام كما سابقها تستذكر القرية وطلابها والأهالي قصص التهجير وعدم الاستقرار مع تفاقم معاناة البلدة من كل مظاهر الحياة المدنية، وذلك بعد أن  نزح أهلها الذين هجروا من بلداتهم في الجليل وحطت بهم مسلسلات الترحال في عكبرة التي هجر أهلها الاصليين إلى لبنان والدول العربية المجاورة، ولا زال السكان يعيشون تداعيات مأساتهم التاريخية.

غياب تام للمؤسسات والأطر الحاضنة

بدر حاجب وأستعرض رئيس اللجنة المحلية في البلدة، بدر حاجب، رحلة المعاناة المتواصلة للقرية وسكانها، وحمل المؤسسة الإسرائيلية الرسمية المسؤولية عن تدهور الأوضاع وانعدام الخدمات، على اعتبار إنها المسؤولة عن السكان خدماتهم واحتياجاتهم، كما أن وزارة التعليم المسؤولة عن الطلاب والمدارس تتعامل مع القرية بإهمال، وذلك أسوة ببلدية صفد التابعة لها بلدة عكبرة، إذ تتحمل هي الأخرى مسؤولية البلدة ومجمل الخدمات فيها.

وأكد حاجب لـ "عرب 48" أن قضية الطلاب والمؤسسات تعيد للأهالي الشعور بالظلم والغبن التاريخي الذي لحق بهم، حيث تنعدم في البلدة كل المرافق  الخدماتية والإنسانية، من تعليم وصحة، وخدمات، ليشعر السكان بأنهم يعيشون في عزله عن العالم الخارجي، فظروف الحياة المزرية التي يعيشون بها لا تليق بالبشر.

وأضاف: "في القرية يوجد 60 طالبا، استطعنا بعد معاناة أن نتدبر أمور 50 طالب منهم، وذلك بعد أن تم توزيعهم على الرامة وطوبا والجش، ونعيش المصاعب التي تواجه الطلاب الذين يسافرون يوميا لمسافات بعيدة ويتكبدون معاناة السفر والتكاليف وقلق الأهل لأن بعض البلدات الذين يدرسون بها ليست أمنة من حيث العنف والمخاطر الأخرى، فالكثير من الأهالي الذين يضطرون لتوصيل ابنائهم للمدارس، وهذا جهد يحتاج إلى وقت ومصاريف، ورغم هذه الحلو المؤقتة تبقى لنا 10 طلاب دون إطار تعليمي، حيث كان من المفروض أن يكونوا بمدرسة الجش التي لم تتمكن من استيعابهم بسبب الازدحام ".

وتابع  حاجب: "لا زال ابنائنا يعانون الفراغ في ظل غياب الأطر المدرسية، كما نعاني نحن كأهل، حيث حاولنا تحميل المسؤولية لبلدية صفد التي يتوفر لديها المكان والغرف، وبعد أن طالبنا بتوفير معلمين عرب، قالوا ليس بالإمكان، وعليه لا زلنا بحيرة من أمرنا، نحن لا نعتب على أحد من إخواننا بالجش أو غيرها، بل يجب أن تتحمل الوزارة والدولة المسؤولية لإقامة مدرسة بالبلدة، ونحن نحتاج إلى حل جذري للمشكلة المزمنة".

  بدر: مدارس الجش حل مؤقت ونحتاج لحل جذري

من جانبه، أكد المواطن أسد بدر على معاناة الأهالي جراء انعدام الأطر المدرسية في القرية، وتساءل: " السؤال الأساس قبل أن نسأل عن تعليم اولادنا بمدارس بالجش وطوبا والرامة وغيرها، لماذا لا يوجد في عكبرة مدرسة؟، لماذا تنعدم الأطر التربوية للطلاب والاطفال؟، لماذا البلدات اليهودية المجاورة التي اقيمت على اراضينا تتمتع بمختلف الخدمات وتتوفر لديها كافة الأطر؟ لماذا يحرم أولادنا من فرحة بدء العام الدارس ودخول الطلاب المدارس؟".

وأضاف بدر لـ "عرب 48": "ابنتي تستيقظ كل صباح وترتدي حقيبتها وتريد الذهاب للمدرسة وتحثني لإرسالها إلى المدرسة، لكن لم يعد لي أجوبة شافية لها، وأنا أغرقها بالوعود وأنها ستذهب وتتعلم بالمدرسة، نحن من هنا ندعو أعضاء الكنيست وكل المسؤولين للقدوم إلينا والاطلاع على أوضاع البلدة وابنائنا، لأن الأمر لا يحتمل، فنحن بحاجة لحل جذري لهذه المأساة المزمنة".

وقالت الطفلة حنين: "أريد الذهاب إلى المدرسة، كما كل جيلي، وأنا أحب أن أحمل حقيبتي   والذهاب للمدرسة للتعلم كما يتعلم إخوتي، لا أفعل أي شيء وانتظرت كثيرا ليأتي يوم أذهب به إلى المدرسة، فأنا أشعر بالملل، وليس لدي ما أفعل، وفي الوقت الذي سأذهب للمدرسة سأكون فرحة للتعرف على أصدقاء جدد والعب معهم".

الطفل محمد هو الآخر يشتاق لليوم الذي يذهب به إلى المدرسة، كما ابناء جيله للمدرسة، قائلا: " أشعر بأني لست مثل اولاد جيلي، فعندما يذهبون جميعا للمدرسة وأنا أجلس وحدي والعب وحدي بالبيت، وليس لدي ما أفعل".

إلياس: طلاب عكبرة بحاجة لحل جذري وليس مؤقت

من جانبه، عقب رئيس مجلس الجش المحلي، إلياس إلياس لـ "عرب 48 " بالقول: " لقد تلقينا انتقادات ووجهت إلينا اتهامات بخصوص طلاب قرية عكبرة، لكن بحقيقة الأمر ليس لدينا القدرة  على استيعاب طلاب عكبرة الذين بحاجة لحل جذري وليس مؤقت، وهذا يجب أن توفره الدولة والوزارة وبلدية صفد، فنحن في الجش لسنا الجهة المخول والمسؤولة عن توفير مدرسة في قرية عكبرة، علما أننا  ساعدنا قدر المستطاع باستيعاب طلاب، لكن لدينا اكتظاظ بالصفوف وليس بمقدورنا استيعاب  المزيد من الطلاب، والقرية بحاجة لبناء  جديد لنتمكن من حل مشكل الاكتظاظ ".

التعليقات