حيادري لـ"عرب 48": التعليم العربي يحتاج إلى "هزة أرضية"

سلطاني: نتائج مذهلة وأبعاد مقلقة لا تحتمل المماطلة

حيادري لـ

صورة توضيحية

في أعقاب ما نشرته وزارة التربية والتعليم عن معطيات "البجروت" للعام 2012/2013، والتي تظهر ارتفاع نسبة أحقية شهادة "البجروت" العامة من 49,8% إلى 53,5%، وبين الطلاب اليهود (لا يشمل الحريديم) من 66,6% إلى 72,2%، وبين الطلاب العرب من 42,2% إلى 45,7% ، قال محمد حيادري، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، في أعقاب ما نشر حول الفجوات في التحصيل التعليمي بين الطلاب العرب واليهود في حديثه لـ"عرب 48": "إن الإحصائيات غير مفاجئة، فدوما الفجوات كانت كبيرة بين الطلاب العرب والطلاب اليهود".

واعتبر رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي أنّ "التحسّن الطفيف في نتائج "البجروت" للعام 2012/2013 لا يمكن أن يخفي الصورة الشاملة وهي اتساع الفجوات في التحصيل بين الطلاب العرب والطلاب اليهود".

وتابع: "كما وتبيّن المعطيات أنّ 98,2% من الطلاب اليهود (من شريحة الجيل) يتعلمون في الصف الثاني عشر، ويتقدّم 92,5% لامتحانات "البجروت". وبالمقابل، يتعلّم 82,2% فقط من الطلاب العرب في الصف الثاني عشر، ويتقدّم للامتحانات 76,4%، ما يعني أنّ نسبة التسرّب في التعليم العربي تبلغ حوالي تسعة أضعاف نسبتها في التعليم العبري".

وأكد حيادري: "إنّ هذه الفجوات في التحصيل هي إنعكاس للفجوات في الإستثمار بالبنى التحتية وفي ساعات التعليم، ولعدم إحترام خاصة التعليم العربي واحتياجاته التربوية على مستوى المبنى الإداري للجهاز وعلى مستوى المضامين والمناهج وكتب التدريس وتأهيل المعلمين".

وأضاف حيادري قائلا: "هذا لا يعني أن الطالب العربي متخلف بالجينات والطالب اليهودي متطور أكثر، بل إن ذلك بالأساس يعود لأسباب بيئية تتعلق بالوضع العام بالدولة وحالة التمييز والإهمال، وأنه حان الوقت بعد 66 عاما لتقليص وسد هذه الفجوات وعلى الوزارات أن تعمل على التمييز التفاضلي بزيادة الميزانيات، وهناك مشكلة في الإكتظاظ حيث يوجد صفوف فيها 38 و 40 طالبا، وإنعدام الفعاليات اللامنهجية، وعدم توفر ظروف بيئية للطالب العربي، وكذلك سياسة الوزارة حيث يجب إعداد المعلمين بما يتلاءم والبرامج الجديدة وتشجيع التقاعد المبكر للمدراء والمعلمين لضخ دماء جديدة شابة لجهاز التعليم، كما يجب إحداث تغييرات بالمناهج خاصة وأن منها الكثير لم تعد تناسب الطلاب العرب بما يتعلق بقوميتهم وطريقة عرض المواد التي لا زالت تمرر بطابعها التلقيني، وكذلك طريقة تعيين المعلمين والمدراء فقد حان الوقت أن تتم التعيينات بحسب الكفاءات وليس لإعتبارات أخرى، سياسية أو حزبية، وهذا ينطبق أيضا على السلطات المحلية. ويجب التخلص من كون المدرسة مجرد مصنع للعلامات على أهميتها، علما أن هذه الصناعة ليست بأفضل حال".

وأشار حيادري إلى أن هناك 10 آلاف خريج من الطاقات الشابة مسجلين في الوزارة وينتظرون التوظيف.

سلطاني: النتائج ليست مفاجئة بعد عشرات السنين من التمييز العنصري

فؤاد سلطاني، رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب القطرية، إعتبر أن هذه النتائج ليست مجرد أرقام، بل ذات دلالات بعيدة وعميقة تتعلق بمستقبل أقلية تواجه وضعية خاصة ومستهدفة عبر ممارسات وسياسات منهجية، وقال: "النتائج مذهلة حيث أن ذلك يعني أن 50% من الطلاب العرب لا يملكون شهادات "بجروت"، ناهيك عن أن الحائزين على الشهادات أيضا فقط 10% منهم مؤهلون للقبول في جامعات البلاد، وهذا معطى أيضا يجب أن يقلقنا جدا".

وأضاف سلطاني: "إن مسيرة التعليم العربي منذ قيام الدولة خضعت لسياسة منهجية إستهدفت صياغة الوعي والعقل العربي بدء بالمناهج وتأهيل وتعيين المعلمين والمدراء والمفتشين تعيينا سياسيا يخضع لإعتبارات سياسية وأمنية تولاها جهاز "الشاباك" لتنفيذ أجندة استهدفت أيضا التدجين والترويض، وهذا لا يزال مستمرا بشكل أو بآخر حتى اليوم، وإن إختلفت الأساليب والأدوات".

وتابع سلطاني، قائلا: "إن النتائج ليست مفاجئة بعد عشرات السنين من التمييز العنصري، وهكذا تعاملت الوزارات المتعاقبة معنا فكيف لنا في ظل هذا الإستهداف السافر أن نتوقع نتائج أفضل!".

وتساءل سلطاني: "هل ننتظر المعارف لتغير هذا المنهج بالتعامل؟ من يتوقع ذلك فهو ساذج، لأن هذه هي سياسة دولة ومخطط يستمر ضمن سياسة التجهيل وخلق "العربي الجيد" معزولا عن شعبه ومجتمعه وقضاياه".

ولفت سلطاني الى أن "هناك محاولات لتمرير مؤامرة تجنيد الشباب العرب في المدارس، وهذا ما يشغل المعارف ضمن هذه الإستراتيجية وليس ما يشغلها رفع مستوى التعليم ومستوى الطالب العربي".

وخلص سلطاني إلى القول: "لقد حان الوقت لأن نرفع الموضوع على رأس سلم الأولويات قولا وفعلا، وممارسة الضغط المطلوب لأن ترفع الدولة يدها عن التعليم العربي وفتح الإمكانية لإدارة ثقافية ذاتية. ودون ذلك أعتقد أن لهذا التراجع تبعات وتداعيات أيضا على المستوى التربوي الذي يجب أن يرقى تربويا لمواجهة آفات اجتماعية خطيرة وعلى رأسها قضايا العنف والجريمة وجميعها مترابطة بالتعليم والتربية والأجهزة المختصة. وأعتقد أنه حان الوقت للعمل بجدية ولا يحتمل الإستمرار في المماطلة والتسويف".

التعليقات