أم الفحم في مرمى نيران "الرصاص الطائش"

بات المواطن العربي تحت نيران "الرصاص الطائش" وأضحى رهينة لمخاطر الرصاص الذي يخترق ساحات وحرمات المنازل ويوقع الضحايا، ناهيك عن حالة الرعب والخوف والشعور الدائم بالخطر.

أم الفحم في مرمى نيران

 لا يخفى على المواطن العربي في البلاد ظاهرة فوضى السلاح المنتشرة في المدن والقرى العربية والاتهامات المستمرة للشرطة حول تقاعسها في لجم الظاهرة وجمع الأسلحة غير المرخصة، وسياستها الممنهجة لإبقاء على السلاح الذي بات يشكل تهديدا وخطرا لأمن وسلامة المواطنين.

وسط مشهد فوضى السلاح، وظاهرة إطلاق الرصاص واستعمال المفرقعات النارية، بات المواطن العربي تحت نيران "الرصاص الطائش" وأضحى رهينة لمخاطر الرصاص الذي يخترق ساحات وحرمات المنازل ويوقع الضحايا، ناهيك عن حالة الرعب والخوف والشعور الدائم بالخطر.

ولا يختلف الأمر في أم الفحم عن سائر البلدات العربية، بل يكاد يكون أكثر خطورة. " الرصاص الطائش" تحول لمشهد اعتيادي، تتكرر الحوادث  وكل فترة يبلغ عن عائلة إضافية تعرض منزلها لرصاصات جراء فوضى السلاح، وتكاد لا تخلو ليلة من سماع أصوات إطلاق الرصاص الحي.

بات المواطن الفحماوي يشعر وكأنه في جبهة مفتوحة وساحة حرب، لا يدري من أين يمكن أن يستهدف ومنزله وأملاكه ويصاب بالرصاص، فأحداث "الرصاص الطائش" تتناقلها وسائل الإعلام بشكل يومي.

وتحول إطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي إلى ظاهرة مقلقة تنذر بمخاطر وتقرع ناقوس الخطر، وإن اقتصرت تداعيات ونتائج الفوضى بهذه المرحلة على التسبب بإضرار للممتلكات وساحات المنازل، وسقوط رصاصات طائشة على منازل وساحات بيوت في ام الفحم ، لكن "الرصاص الطائش" في السابق حصد أرواح الأبرياء والأطفال.

أم الفحم تسجل النسبة الأعلى بعدد الإصابات بـ "الرصاص الطائش"

وبحسب رصد للوقائع والأحداث لفوضى السلاح والإصابات جراء الرصاص الطائش، فقد تبين أنه لا تكاد يمر أي شهر في مدينة أم الفحم من دون تسجيل إصابة شخص برصاصة طائشة، والتي كان أشدها وقعة على أهالي المدينة وفاة الطفلة بيان غول أبنة الثمانية سنوات والتي لقيت مصرعها لذنب لم تقترف، بل جل "ذنبها" إنها أرادت أن تلهو وتلعب في ساحة بيتها لتطولها رصاصة طائشة قاتلة تصيبها بالرأس، جراء قيام شخص بإطلاق الرصاص الحي في الهواء للتعبير عن فرحه بمناسبة ما، أو أن يتأكد من "صلاحية" سلاحه المتواجد بحوزته دون تراخيص وفحص قدرته على إطلاق الرصاص.

لم تكن هذه الإصابة الوحيدة التي وقعت في المدينة ومنطقة وادي عارة جراء الرصاص الطائش، فقد سجلت في السنوات الماضية إصابات مختلفة بسبب عامل فوضى السلاح والتي كان منها إصابة شابة من كفرقرع خلال زيارتها لمدينة أم الفحم، حيث استهدفتها رصاصة طائشة بعد أن اخترقت مركبتها، كما وأصيب طفل فحماوي بيده جراء رصاصة طائشة وسجلت كذلك العديد من الحوادث التي خلفت الأضرار بالممتلكات والمنازل.

بيوت أم الفحم أصبحت هدفا للرصاص الطائش

وتستمر معاناة سكان المدنية في هذه الأيام، حيث سجلت العديد من حوادث "الرصاص الطائش" التي استهدفت المنازل وساحاتها، وابدى العديد من أهالي المدينة استياءهم من فوضى السلاح والرصاص الطائش الذي بات يهدد حياة السكان، وإلى جانب الانتقادات الداخلية بالمجتمع الفحماوي، تبقى اصابع الاتهام موجهة إلى الشرطة التي تواصل التقاعس في مكافحة ظاهرة فوضى السلاح.

بلدية أم الفحم تبادر لميثاق شرف

وكانت بلدية أم الفحم قد بادرت قبل أعوام للتوقيع على ميثاق شرف لمكافحة فوضى السلاح وإطلاق الرصاص والحد من ظاهرة إطلاق الرصاص والمفرقعات، وشارك في التوقيع على العريضة مندوبين عن مختلف العائلات، إذ تعهدوا بمكافحة هذه الظاهرة والتصدي لها، ولكن هل حقا حدث التغيير؟

الوقائع على الأرض تشير إلى عدم نجاعة وجدوى هذه الوثيقة مع تكرار حوادث إطلاق الرصاص، وحاول مراسلنا الحصول على تعقيب رئيس بلدية أم الفحم، الشيخ خالد حمدان إلا أنه لم يرد على توجهات مراسلنا، في حين أكد ضابط الأمن والأمان في البلدية، محمد أبو صالح أن الأمر يجب معالجته من المنزل والمدرسة أي من خلال التربية والتوعية من قبل الأهالي وجهاز التربية والتعليم في المدينة.

وقال أبو صالح لـ"عرب 48": "على المجتمع بكافة شرائحه وفعالياته التجند لمكافحة هذه الظاهرة، حيث تقع أيضا مسؤولية على العائلة في المنزل للتربية والتوعية من مخاطر السلاح والمفرقعات، فالمنزل هو المدرسة الأولى التي يتعلم بها الشخص القيم والأخلاق ومن ثم يأتي دور الشرطة".

"عرب 48" يفتح ملفًا خاصًا لهذا الشأن وسيتابعه بتقارير موسعة تنشر تباعاً في الموقع.

التعليقات