أسامة أبو الهيجاء من طمرة تنازل عن مـــلــيــون شيكل مقابل تحقيق حلمه

النجاح والطموح، حلم يتطلع إليه كل إنسان ، هو قيمة من أغلى القيم في الحياة، يسعى إليها كل منا حسب إرادته، والسعي يحتاج إلى الصدق والثبات، فسر النجاح في الحياة يكمن في أن نعرف كيف يمكن، وكيف يجب أن نواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.

أسامة أبو الهيجاء من طمرة تنازل عن مـــلــيــون شيكل مقابل تحقيق حلمه


النجاح والطموح، حلم يتطلع إليه كل إنسان ، هو قيمة من أغلى القيم في الحياة، يسعى إليها كل منا حسب إرادته، والسعي يحتاج إلى الصدق والثبات، فسر النجاح في الحياة يكمن في أن نعرف كيف يمكن، وكيف يجب أن نواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.

أسامة إبراهيم أبو الهيجاء من طمرة تنازل عن حقه في الحصول على مخصصات التامين الوطني قبل حوالي عشرين عام ، فوفر على مؤسسة التامين الوطني خلال هذه المدة حوالي مليون شيكل، كل ذلك لأنه أراد أن يشتغل بوظيفه كاملة ليكون قدوة لعائلته ومجتمعه. أسامة ابو الهيجاء صاحب القاب أكاديمية ويعمل في السلك التربوي، مؤكدا على أن الألقاب الأكاديمية التي حصل عليها ليست بغية اللقب الإجتماعي "فاللقب الاكاديمي لنفسي وليس من أجل أن أنادى به". استدعتني كلماته للتعمق في انجازاته وفي فكره فكانت لنا في موقع (عرب48) هذه المقابلة معه.

عرب48: من هو أسامة أبو الهيجاء؟

أنا أسامة أبن المرحومين إبراهيم ومنيره أبو الهيجاء اللذان تشاطرا دورهما في تربيتي أنا وأخوتي، فالوالدة علمتنا التربية وحسن الأخلاق والتسامح ومحبة الناس، أما الوالد فعلمنا التواضع وقول كلمة الحق والعصامية والطموح، أبن مدينة طمرة وعمري ثلاثة وخمسون عام، متزوج من المربية فاتنة حسن أبو الهيجاء ولنا أربع بنات ، منى، منيرة، دينا ودانة.

عرب48: ما هي مؤهلاتك العلمية والمهنية؟

بعد إنهاء الدراسة الثانوية درست إدارة حسابات وحصلت على الدرجه الثانية، ثم التحقت بالوحدة الخارجية في جامعة حيفا ودرست لمدة عامان إدارة اعمال وإدارة عامة بعدها درست في نفس الوحدة عامان الإدارة في الحكم المحلي، ثم التحقت في كلية اورانيم ودرست موضوع علم المكتبات ، بعد ذلك حصلت على اللقب الأول BA في العلوم السياسية من كلية عيمق يزراعيل ولقب الماجستير MA حصلت عليه من جامعة حيفا في العلوم السياسية اختصاص الإدارة في الحكم المحلي، وفي الآونة الأخيرة حصلت على شهادة في الاعلام والعلاقات العامة من جامعة حيفا.

عرب48: ما هو مجال عملك؟

أنا أعمل في بلدية طمرة منذ ثلاثة وثلاثون عاما، مهنتي هي أمين مكتبة أما وظيفتي مدير مكتبة مدرسة الدكتور هشام أبو رومي ، كما إنني أشغلت مناصب أخرى وخاصة في شركة المقاولات التابعة للمرحوم الوالد، حيث كنت مسؤولا لمدة طويلة عن إدارة الأمور المالية والعلاقات العامة بالإضافة الى أعمال في أماكن أخرى. وخلال هذه المدة لم اتلقى تحذير أو لفت نظر من أي مسؤول عني.

عرب48: لماذا خصص لك التأمين الوطني مخصصات تأمين؟

تقاضيت مخصصات التأمين بسبب مرض مفاصل مزمن أعاني منه منذ الطفولة فقررت لي مؤسسة التامين الوطني نسبة إعاقة تخولني الحصول على مخصصات دائمة والعمل بنصف وظيفة.

عرب48: لماذا تنازلت عن هذه المخصصات وكيف فعلت ذلك ؟

تنازلت عن المخصصات لإيماني بقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام "العمل عبادة" وأردت أن أعيل عائلتي بجهودي الذاتية، بالإضافة إلى ذلك حرصت أن أكون قدوة لزوجتي وبناتي، قبل حوالي عشرين عاما تقدمت لمؤسسة التامين الوطني بطلب الغاء المخصصات التي تقاضيتها فاستغرب الموظف من طلبي، وأخبر زملائه في الغرف الأخرى من طلبي الغريب عليهم ، ولكن رفض التأمين الوطني طلبي، ذلك لأنني كنت أعمل حينها نصف وظيفة، وحسب المعطيات في التأمين الوطني سوف تستمر مؤسسة التامين بتحويل هذه المخصصات حتى لو رفضت ذالك إلا في حال اشتغلت بوظيفة كاملة وبراتب معين عندها سيتم الغاء المخصصات. حينها تقدمت بطلب لبلدية طمرة طالبا رفع نسبة وظيفتي وبعد أربعة اشهر تمت الموافقة على طلبي فحصلت على وظيفة كاملة فقدمت كل المستندات المطلوبة مرة أخرى وتم خصم المخصصات باستثناء مخصصات الحركة.

عرب48: هل تمكنت من تحقيق هدفك المنشود جراء اتخاذك قرار الغاء مخصصات التأمين؟

قبل عشرين عاما أتخذت هذا القرار، وعارض البعض من عائلتي القرار، وما أنجزته اليوم يثبت بأن الهدف قد تحقق، اعمل اليوم بمنصب جيد، أما زوجتي فحذت حذوي واكملت دراستها الثانوية في المدرسة المسائية في المركز الثقافي ثم حصلت على اللقب الأول في الطفولة المبكرة واللغة العربية، وتعمل في وزارة المعارف مربية روضة، أبنتي الكبرى منى انهت اللقب الأول في علم الغذاء، والسنة بصدد إنهاء لقب آخر في علم التغذية، أبنتي منيرة تدرس في جامعة حيفا موضوعي التاريخ واللغة العبرية، أبنتي دينا تدرس موضوع الطب في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، أما الصغرى دانة فهي في المرحلة الابتدائية".

عرب48: هل تؤيد التنازل عن المخصصات المختلفة بعد تجربة النجاح التي حققتها؟

كثير من الأشخاص الذين يتقاضون هذه المخصصات هم بحاجةٍ ماسة إليها، كون وضعهم الصحي لا يساعدهم على مزاولة العمل، ولحاجتهم بمصدر معيشة، أما البعض فيسعون للحصول على المخصصات المختلفة وبامكانهم مزاولة العمل فعليهم البحث عن عمل يتلائم مع ظروفهم لتوفير متطلباتهم" .

عرب48: أستطيع القول بأنك شخص ناجح لما أنجزت، هل أنت مدان لاحد بنجاحك؟

أنا لست مدان لاحد سوى للمرحوم والدي الذي دعمني وقدم لي العون منذ صغري ونورني بالنصائح التي سرت عليها ، ولزوجتي التي ساهمت معي في تربية البنات وأعطت الكثير من الدعم والمساندة، وكل ما قمت به صنعته بنفسي لكوني امتلك الإرادة والعزم والمثابرة، وهنا لا بد من تقديم الشكر والتقدير لكل من قدم لي الدعم خلال مسيرتي العملية وخاصة المرحوم رئيس بلدية طمرة الدكتور هشام أبو رومي، الذي آمن بي وبقدراتي وتحدى كل من عارض ترقيتي مع العلم انني لم اكن من مصوتيه او داعميه في تلك الفترة، فكما هو متبع كل ترقيه تسبقها صفقة او يتبعها ولاء ولكنه بالنسبة لي قرر ان يضع الانسان المناسب في المكان المناسب".

عرب48: ما هي النصائح التي تقدمها لبناتك ولأبناء مجتمعنا؟

أنقل لهم الأسس والمباديء التي تربيت عليها
- ضع هدفك وحلم الوصول اليه وتحقيقه.
- العصامية والطموح والعمل بجد واجتهاد والمثابرة
- التواضع والتحلي بالاخلاق الحميدة

عرب48: هل لك ان تشرح لنا القليل عن عملك؟

استلمت إدارة المكتبة في مدرسة د هشام أبو رومي سنة 1996، حين بدأت العمل كانت المكتبة عبارة عن كتب والرفوف المكتبية، والتي تضاعفت خال السنة الأولى، بل وأدخلت الحاسوب وضاعفت المصادر العلمية، أدخلت الأثاث المناسب فحولتها إلى مكتبة نموذجية، وهي أول مكتبة عربية مدرسية يزورها طلاب علم المكتبات من معهد اورانيم، لاقدم لهم شرح في الأمور المهنية والإدارية، وبعدها تم بناء مكتبات راقية جدا في مدارس المدينة.

عرب48: هل يتردد الناس على المكتبة في ظل التكنلوجيا الحديثة؟

الحقيقة أن القراء قليلون في بلدنا وبعد دخول التكنولوجيا أصبحوا نادرون ، أما بالنسبة للتكنولوجيا فالبعض يستوعب منها كل ايجابياتها، والبعض يستولون على سلبياتها وعندها تكون مدمرة ويقلقني جدا إننا لم نلحق بالأمم المتحضرة من خلال هذه التكنولوجيا ولم نبقى على حضارتنا وعاداتنا" .

عرب48: خلال مسيرتك العملية في البلدية ومع كل ما تملك من مؤهلات ألم تتقدم لأشغال مناصب أعلى؟

في الحقيقة معظم المناقصات التي تمت كانت في مجال التربية وهذا المجال ليس من اختصاصي، أنا مختص بالأمور الإدارية، وهذه المناقصات أجريت لان قانون وزارة المعارف ينص على ذلك، وتم إجراء أربع أو خمس مناقصات في مجالات أخرى، أما بالنسبة لباقي المناقصات فأغلبيتها فقد تمت بصفقات هنا وهناك، ولكن قبل سنتين رشحت نفسي لمناقصة وظيفة إدارية عالية مع ان الشخص المنافس كان قد بدا بأشغال الوظيفة والكل يعلم أن هذه الوظيفة معدة له، وعارضني كل المقربين مني وطلبوا مني سحب ترشحي، ومع كل ذلك دخلت المناقصة ليس لأجل منافسة الشخص الاخر فهو صديق عزيز وأكن له كل احترام، ومعروف مسبقا بانه هو من سيفوز بالمناقصة، إنما دخلت المناقصة لأُعرف أعضاء لجنة المناقصة على أشخاص مهنيين ذوي كفاءات، وخلال الجلسة التي استمرت حوالي عشرين دقيقة تخللها الأسئلة من أعضاء اللجنة وحصلوا على اجوبه لم يتوقعوها حتى انني حثيت بعضهم ليسألني بعض الأسئلة، وكل صاحب ضمير من أعضاء اللجنة عرف كيف يقيم أسامة ابوالهيجاء.

عرب48: كلمة أخيرة توجهها للقارئ؟

المعاق هو ليس الإنسان المريض أو من فقد عضوا من أعضاء جسمه بل المعاق هو الانسان المعافى الذي لا يعمل من أجل نفسه ولا من أجل بيته ومجتمعه والنجاح حليف كل مثابر.

 

 

 

 

التعليقات