حملة الترهيب والاعتقالات التعسفية في كفر كنا تتواصل

لا تزال جريمة إعدام الشاب الشهيد خير الدين حمدان من بلدة كفر كنا برصاص الشرطة الإسرائيلية

حملة الترهيب والاعتقالات التعسفية في كفر كنا تتواصل

لا تزال جريمة إعدام الشاب الشهيد خير الدين حمدان من بلدة كفر كنا برصاص الشرطة الإسرائيلية وقتله بدم بارد تتداعى وتلقي بظلالها على مناحي الحياة في البلدة، وذلك بعد أن اندلعت مواجهات إثر اعتداءات الشرطة وإصابة عدد من المتظاهرين الغاضبين على ارتكاب الجريمة النكراء أعقبها حملة اعتقالات تعسفية وترهيبية واسعة بين صفوف الشباب، ولا تزال المداولات جارية في أروقة المحاكم حيث تم تقديم لوائح اتهام ضد 20 معتقلا من كفر كنا بينهم سبعة قاصرين من الطلاب.

والمعتقلون هم: علي هيجاني، حنا خشيبون، كامل أمارة، مهند خمايسة، عمر كريم، عبد العزيز عدوي، مبارك مصطفى أمارة، أحمد فهيم أمارة، صلاح سليمان، عزيز حمدان، سليم عباس، مجد بلان، سماحة طه، ويضاف لهذه القائمة سبعة قاصرين، اعتقلوا جميعهم بتاريخ 9-11-2014 باستثناء عزيز حمدان وحنا خشيبون اعتقلا بتاريخ 8-11-2014 .

وقدمت لوائح اتهام لجميع المعتقلين فيما أطلق سراح جميع القاصرين السبعة في يوم 20-11-2014 بشروط مقيدة منها الحبس المنزلي في كفر كنا مع سوار ألكترونية وكفالة مالية بمبلغ 5000 شيقل.

وجاء ذلك بعد طلب النيابة إبعادهم إلى خارج بلدة كفر كنا مع سوار ألكتروني وكفالة مالية بعد أن ادعت الشرطة أن القاصرين يشكلون خطرا على الجمهور وأفراد الشرطة الذين قدموا شهادات بالمحكمة ضدهم ومن شأنهم أيضا التشويش على التحقيقات، وبعد هذا الادعاء الغريب من قبل الشرطة تم تأجيل النظر بطلب إطلاق سراحهم، وفي الجلسة اللاحقة تمت مداولات في جلسة عاصفة بالمحكمة حيث وافقت المحكمة على إعادتهم إلى بيوتهم ومقاعد الدراسة من تاريخ 6-12-2014 وإبقائهم قيد الحبس المنزلي بعد دوام الدراسة والحبس المنزلي الكامل في أيام العطلة المدرسية. أما المعتقلين البالغين فتم إبعادهم عن البلدة لحبس منزلي كامل وبكل الشروط المقيدة.

دقدوقي: شروط مقززة

المحامي فواز دقدوقي عقب على هذه الإجراءات والقرارات بالقول: "إنها مقززة وظالمة وتتناقض مع الحق الأساسي لكرامة وحرية الإنسان وهي إجراءات للتخويف والترهيب لردع الشباب، وإن شروط إطلاق سراحهم مخزية ومهينة للقضاء، وبرأيي أن الدولة تعاملت مع المعتقلين ليس فقط كما اعتبرتهم متجاوزين للقانون كما ينص عليه القانون نفسه بل تعاملت معهم وصورتهم "كمخربين" اعتدوا على أفراد شرطة إسرائيل التي تحافظ على القانون".

وخلص دقدودقي إلى القول: "أعتقد أن شروط الإفراج المجحفة التي فرضت على المعتقلين فقط لكونهم عربا وأنا ضد هذه الشروط، لكننا كنا مضطرين للموافقة على هذه الشروط المجحفة بسبب الضغوطات علينا، والملفات لم تنته وتغلق بعد ونحن سنواصل المتابعة".

خشيبون: إغتيال بدون رد فعل؟!

وقال أسعد خشيبون، والد المصاب والمعتقل حنا خشيبون المبعد إلى حيفا، إن اعتقال نجله حنا رغم إصابته من قبل الشرطة لم يكن مستهجنا! واعتقدوا أن يغتالوا الشاب خير حمدان من قريتنا دون أن يواجهوا ردة فعل غاضبة؟!.

وقال: "إن الشباب خرجوا ليعبروا عن غضبهم بعد جريمة إعدام الشهيد خير حمدان. إبني خرج كما كل الشباب الغاضب إلا أن الشرطة اعتدت عليه بشكل وحشي وتسببت له بكسر في كتفه وواصلت الاعتداء عليه داخل السيارة حتى هشمت عظامه، مما اضطر للمكوث في المستشفى وإجراء عملية جراحية، وبعد ثلاثة أيام نقل إلى المعتقل وقدمت ضده لائحة اتهام بادعاء عرقلة عمل الشرطة والتجمهر غير القانوني، لكن أعتبر أن هذا العمل العنصري والانتقامي وغير الإنساني وغير الأخلاقي يأتي لكسر شوكة الشباب، كما وتم إبعاده بشروط مقيدة بالحبس المنزلي إلى حيفا حتى موعد عقد جلسة المحكمة. إننا معتادون على الاعتقال وأنا ناشط منذ سنوات طويلة وأعتقد أن هذا هو الرد المتواضع على جريمة اغتيال تمت بالبشاعة التي شاهدها الجميع، وبالتالي أوجه كلمة إلى القيادات والجماهير العربية بأنه علينا ألا نختلف على القضايا الصغيرة فالقضايا الكبرى هي الأهم وما يجمعنا ويوحدنا هو أكبر بكثير مما يفرقنا".

 د. سعيد: حملة ترهيبية والإعدام طبيعة الدولة العبرية 

واعتبر د. عمر سعيد وهو قيادي في التجمع الوطني الديمقراطي ووالد أحد المعتقلين القاصرين أن حملة الاعتقالات والتنكيل بالمعتقلين هي استمرار لنفس النهج العنصري ولعملية القتل والجريمة، وقال: "إن هذا القمع الهستيري يدلل على هوس وجنون المؤسسة الإسرائيلية التي ترى بالشباب والقاصرين خطر يجب معالجته بالحديد والنار كما يدلل على عمق الأزمة التي تمر بها هذه المؤسسة".

 وأضاف د. سعيد: "إن إعدام الشهيد خير حمدان يختصر على نحو مكثف طبيعة العقيدة السياسية والفكرية والأخلاقية للدولة العبرية تجاه فلسطينيي الداخل والشتات، وقد يعيد المعادلة المموهة لتوازنها الحقيقي في وعي من هو بحاجة لذلك. ليست مجرد جريمة أخرى مرتبطة بحالة فردية لهذا الشرطي أو ذاك الجندي أو انعكاس لعقلية عنصرية معشعشة في رؤوس وحدة الموت التي نفذتها، بل هي متوقعة ولن تكون الأخيرة بالنظر للسياق الحتمي والمؤكد لسلوك مجتمع الاحتلال وقادته وأجهزته الذي يستقي مواقفه من مستنقع الفكر الصهيوني الذي بنى دولته على أنقاض مدننا وقرانا ضمن جريمته الكبرى".

وخلص د. سعيد بالقول: "هذا لا يعني بالضرورة الاستنكاف عن السعي لتقديم زمرة القتلة ومن يقف وراءهم للمحاسبة والملاحقة القضائية والسياسية والشعبية، لكنه تحذير من تشويه الوعي الوطني الجذري عبر تغييب هذه الحقائق الأساسية والانخداع ببعض التصريحات اللفظية المجملة والاكتفاء بإنجازات فنية وعابرة قد تأتي لتفريغ حالة النقمة ومحاصرة الوعي الوطني الشبابي المتصاعد".

التعليقات