عرب الداخل صمام الأمان في الدفاع عن القدس والأقصى

تزداد وتيرة الاعتداءات على المرابطين والمرابطات الشباب والمسنين و موظفي دائرة الأوقاف و تضيق الخناق عليهم، وذلك في محاولة للسعى إلى فرض واقع جديد بإغلاق أبواب المسجد أمامهم.

عرب الداخل صمام الأمان في الدفاع عن القدس والأقصى

 

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياساتها القمعية في مدينة القدس المحتلة، ومنها تخطيط لمسؤولي وزارة الأمن الداخلي وبالتعاون مع جهاز الأمن العام 'شاباك'، لمشروع قانون ضد الرباط في المسجد الأقصى بتعليمات من الوزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش.

وتزداد وتيرة الاعتداءات على المرابطين والمرابطات الشباب والمسنين و موظفي  دائرة الأوقاف و تضيق الخناق عليهم، وذلك في محاولة للسعى إلى فرض واقع جديد بإغلاق أبواب المسجد أمامهم، وخلال الأشهر الأخيرة تعرض العديد من المصليات والمصلين من الداخل الفلسطيني للاعتداء والاعتقال والإبعاد عن القدس والأقصى.

الإعتقال كان عقاب الحاج طه شواهنة من سخنين الذي منع الشرطة من شتم المرابطات

موقع عرب 48 إلتقى بالحاج طه علي شواهنة(69 عاما) من سخنين مرابط في المسجد الأقصى وقد تم إعتقاله أربعة مرات مؤخرا، والإعتداء عليه من قبل الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة.

وقال الحاج شواهنة 'أنا في السبعينات من عمري وعندي 22 حفيدا ولست بشاب متهور، أرابط في المسجد الأٌقصى منذ شهر آذار من هذا العام، وبدأت كذلك بمشروع 'مصاطب العلم'، وخلال رباطي في الأقصى تعرضت للاعتقالات بسبب التكبير، وأُتهمت باطلا بأني اعتديت على شرطيين عرب وقفوا على بوابات المسجد، والذين كانوا يشتمون النساء المسلمات بأفظع الشتائم والإهانات، وعندما حاولت تهدئة الأمور بينهم طلب الشرطي مساعدة من ضابط شرطة بإدعاء إني اعتديت عليه وقد تم اعتقالي ونقلي الى المعتقل وقد تعرضت للضرب والسحب على المدرجات في القدس القديمة، وبعد أن نقلوني لمكان التحقيق قاموا بشتمي بأففظع الشتائم، فهم لا يعرفون الأخلاق ولا التربية بحيث تم اختيارهم لإهانة المصلين وشتمهم'.

السلطات الإسرائيلية تريد تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا

وتابع:' عند وصولنا للمسجد الأقصى تبدأ الشرطة بالتضييق علينا بحيث يتم منعنا أحيانا من دخول أحد الأبواب والتوجه لباب آخر، وبعد التوجه للباب الثاني يخبرني الشرطي بأن هناك أمر يمنعني أنا شخصيا 'الحاج أبو علي' من دخول المسجد حتى الساعة العاشرة، أنا اليوم مبعد عن الصلاة في الأقصى ولكني مرابط على بوابته، أصلي هناك لأنه لا يمكنني الابتعاد عن المسجد، ولا يمكنني التفريط به ولو بروحي، أنادي الأمة العربية جميعا أن يتوجهوا للمسجد الأقصى ونصرته، نحن هنا في الداخل الفلسطيني أقرب الناس للقدس، واجبنا أن ندافع عن المدينة ومقدساتها، وأقل ما يمكن أن نفعله هو الوصول للصلاة في المسجد الأقصى'.

وأضاف:' أتوجه يوميا للمسجد بحيث أخرج من البيت قبل صلاة الفجر، لأعود إلى سخنين في ساعات المغرب، وأتواجد هناك خاصة في ظل المشروع الصهيوني لهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم الذي هو خرافة بإعتراف الخبراء الإسرائيليين فلا يوجد أية آثار لهذا الهيكل، ولا ترضى أية ديانة بهم مكان مقدس لبناء مكان مقدس ثاني، ولن نرضى بتمرير المشروع الصهيوني بمنع الرباط بالأقصى، ونستغيث بالمسلمين لنصرة القدس الأقصى، لأنه إذا هدم المسجد ماذا سنقول هل سنعض على أيدينا من الندم، لن ينفع الندم بعد التهويد والاستيطان، فالسلطات الإسرائيلية تريد تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا كما فعلت بالحرم الإبراهيمي في الخليل'.

لن ترهبنا التهديدات  بالإبعاد عن القدس ومنع الصلاة بالأقصى

وفي حديث مع الحاجة أم بلال غضبان من أبو سنان ذكرت:' نحن نرابط في الأقصى ليس فقط للصلاة بل كذلك للعلم، العلم عبادة فكيف إن رافقه الرباط ، ومن واجبنا نحن المسلمين الرباط  خاصة في ظل الظروف الأخيرة التي يمر بها الأقصى ومدينة القدس من تضيقات على المكان وعلى المقدسيين'.

 بالرغم من التضييقيات  تتابع الحاجة أم بلال حديثها بالقول 'إلا أننا مرابطون إلى يوم الدين، بالرغم من العدد القليل من النساء المرابطات من المجتمع العربي لكن خلال تواجدنا في الأقصى نتعرف على قصص البطولة والتضحية من نساء القدس مثل الحاجة كاملة الكرد وغيرها اللواتي يتحملن مشقات كثيرة للوصول للمسجد الأقصى، لم ترعبنا الترهيبات ولن نيأس بل ازددنا ثباتا، ونحن أصحاب الحق بالقدس والأقصى'.

لا تهمنا قرارات الحكومة الإسرائيلية سنواصل التوافد للقدس والرباط بالأقصى

 أما الحاجة  زينات سنونو من أبو سنان فقد قالت:' لا يهمنا ماذا تقول أو تقرر الحكومة، نحن مرابطون ليوم الدين، ولن نفرط بحقنا في القدس والأقصى،   نحن كمرابطات لا نخاف إلا من رب العالمين'.

 وأضافت:' كان تردد وخوف عند البعض من التوجه للصلاة في المسجد الأقصى، ولكن بفضل الله تجاوز الغالبية حاجز الخوف لأننا أصحاب حق، فهناك مصلين يخرجون لصلاة الفجر، وأخرى يتوجهون لقيام الليل ومحاولة التواجد في  الأقصى في جميع الأوقات كل لا نتركه وحيدا، وسابقا تعرضنا لتضيقات ومحاولة منعنا من الدخول قبل الساعة العاشرة إلى المسجد الأقصى، ولكن إصرارنا يكسر كلمة الشرطي الاسرائيلي على أبواب المسجد  حتى ندخل  المسجد'.

وترابط الحاجة أم أمجد إبريق من أبو سنان غالبا في ساعات منتصف الليل بحيث تخرج برفقة زوجها لتصلي الفجر في الأقصى ومن ثم العودة لبلدتها  كي تواصل عملها كسكرتيرة، وعن مسيرة رباطها قالت: 'أتواجد في غالبية الأوقات في المسجد ، وأنصح كل النساء ان يتوجهن للرباط في القدس والأقصى للصلاة والعلم حفاظا على هذه الأمانة'.

التعليقات