أم أحمد من عكا.. قصة صمود تتحدى التشريد والتهجير

يتلقى المئات من العائلات الفلسطينينة في عكا أوامر إخلاء لبيوتهم في عكا القديمة، في حين يتصدى الغالبية منهم لأوامر الإخلاء من خلال القانون والحراك الشعبي.

أم أحمد من عكا.. قصة صمود تتحدى التشريد والتهجير

لا تتوقف المؤسسة الإسرائيلية عن ابتكار سبل تسعى من خلالها إلى تهجير أهالي عكا من مدينتهم، كجزء من سياسة تهجير مستمرة منذ العام 1948 إلى يومنا هذا، ويتلقى المئات من العائلات الفلسطينينة في عكا أوامر إخلاء لبيوتهم في عكا القديمة، في حين يتصدى الغالبية منهم لأوامر الإخلاء من خلال القانون والحراك الشعبي.

وانبثقت العديد من الحملات الشعبية التي ترفض سياسة إخلاء عكا من أهلها الفلسطنيين، مثل ' من عكا مش طالعين'، هذه الحملة التي انبثقت جراء التهديد من شركة تطوير عكا ضد الحاجة أم أحمد زيدان لإخلاء بيتها بحجة أن البيت ملك الشركة، ويرافق أمر إخلاء بيتها كذلك المسجد المقابل لبيتها مسجد البرج ومحيطه، وقد تمكن الحراك الشعبي يرافقه المسار القانوني بتجميد أمر الإخلاء حتى هذا الوقت.

ومع التضييق المستمر على أهالي عكا لإقتلاعهم من بيوتهم تقول الحاجة أم أحمد زيدان: 'عكا التي لم يتمكن نابلوين من كسر صمودها جاءت المؤسسة الإسرائيلية بعد ثلاث مائة عام لتكسر الفلسطنيين فيها، لن تكسر قوة صمودنا في بيوتنا، لقد تعرضت للتهجير مرتين منذ عام 1948 وهذه المرة الثالثة التي تحاول المؤسسة الإسرائيلية تهجيري من بيتي الذي أسكنه منذ 50 عام فقد سكنته عام 1967 بعد أن اشتريته، عكا هي قلعة صمود كيف لا وأنا أسكن سورها ويحيطني البحر من الناحية الشمالية، والمساجد من كل جانب، أن اترك بيتي في عكا يعني أن أبيع بلدي، أرض فلسطين وقف وأمانة بأيدينا إلى يوم الدين'.

أم أحمد: لن أتنازل عن بيتي بكل أموال الدنيا، لن يحصل لأهل عكا ما يحصل لمدينة يافا التي هي توأم لمدينة عكا، فقد هُجر أهلها

وتذًكر أم أحمد بالملاحقات ضدها لإخلاء بيتها قائلة: 'أمر الإخلاء الذي تم تجميده مؤخرا بسبب الضغط الشعبي الذي شكله الحراك الشعبي من كافة المناطق في البلاد، وحتى وصل متضامنون أجانب لمنع إخلاء بيتي، ولكن علمت المؤسسة بأنني لن أتنازل عن بيتي بكل أموال الدنيا، لن يحصل لأهل عكا ما يحصل لمدينة يافا التي هي توأم لمدينة عكا، فقد هُجر أهلها.

وما يحدث اليوم من إغراءات لأهالي عكا لإستغلال فقر الناس وحاجتهم للمال تقول أم أحمد 'ما هو إلا وسيلة لإخراج الناس من بيوتهم، منهم من يصمد أمام الإغراءات ومنهم من يسقط ويخرج من بيته، ويندم يوم لا ينفع الندم، والسقوط أمام الإغراءات ما هو إلا بسبب عدم الوعي الكافي للأهداف من وراء إخلاء عكا من أهلها الفلسطنيين، من يسقط أمام الإغراءات لا يعرف بأن الهدف الأساسي هو تهويد عكا وليس مصلحة العرب بعكا'.

نحن هنا تقول أم أحمد 'جيران البحر والمسجد والميناء، كل عكا القديمة تعتبريها عائلة واحدة، يشاركوا بعضهن بالأحزان، عكا صامدة أمام حملات التهويد، ولبقاء صمودهن هم بحاجة لوعي، الإغراءات التي تُعرض لهم، والناس تجرف بالتيار، يتنازلون عن بيوتهم وعن أرضهم ووطنهم، بلا أبدلها بأية مدينة أخرى، يافا تعاني مثل عكا تهجر أهلها'.

الحراك الشعبي هو المؤثر الداعم لمنع تهجير أهل عكا من بيوتهم، نريد حراكا شعبيا يليق بشعبنا وبعكا الصامدة

 وتابعت:' يُخرجون الناس من بيوتهم لأجل التطوير الإقتصادي للمدينة، لا يستوعب العقل كيف تبنى  فنادق ومطاعم في بيوت تم تهجير أهلها؟ يأخذون المساجد والبيوت مقابل بناء الفنادق والمطاعم مكانها، أنا أرفض أن اخلي بيتي سأقضي به ما تبقى لي من عمر، وأعلم بأن أبنائي لن يتنازلوا عن البيت ووصيتي لأهل عكا لا تركوا بيوتكم ولو وضعوا أمامكم كل الإغراءات، عكا وقف ستًسألون عنه يوم الدين، عكا جنة الأرض فصمدوا بها، ولا ترضوا الخروج من الجنة مرتين'.

واختتمت:' الحراك الشعبي هو المؤثر الداعم لمنع تهجير أهل عكا من بيوتهم، نريد حراكا شعبيا يليق بشعبنا وبعكا الصامدة لدعم أهلها من مخططات التهويد كي لا تصقط بعد صمود مئات السنين'.

المحامي دغش: لا يكفي التعويل على المسار القانوني، يجب أن يكون الحراك الشعبي في عكا هو المحرك للقضية

وفي حديث مع المحامي خالد دغش المسؤول عن ملف الأوقاف في حيفا وقد نقل تجربته في حيفا إلى عكا قال: 'التهديد الذي تعيشه أم أحمد في عكا هو تهديد يلاحق أهالي عكا جميعا، في ظل سياسة التهجير المستمرة منذ عام 1948 بحق أهالي عكا، بالرغم من أن مدينة عكا هي وقف إسلامي هذا الإدعاء بأن أم أحمد يجب أن تخلي بيتها هذه الحالة تنطبق على كل أهل المدينة، عكا كلها وقف إسلامي وهذا وقف مصادر'.

وإذا قلنا بأن أم أحمد يجب أن تخلي بيتها لأجل تطوير عكا اقتصاديا، فهذا  يؤكد المحامي دغش يعني أن يخرج جميع أهالي عكا العرب من عكا لتطوير المدينة اقتصادية، خروج أم أحمد من بيتها يعني سقوط لمدينة عكا، لا يكفي التعويل على المسار القانوني، يجب أن يكون الحراك الشعبي في عكا  بالتوافق مع المسار القانوني ما يمكننا من تجميد قرار الإخلاء، يجب أن لا نهجر مسجد البرج يجب أن تقوم الصلاة به بشكل دائم ذلك لحمايته، وبفضل الحراك الشعبي الذي رافق المسار القانوني تمكننا من تجميد أمر الإخلاء'.

التعليقات