د. عمري: جيل الإصابة بالجلطة القلبية لدى العرب أقل بـ 9 سنوات

أشارت الإحصائيات الطبية المتعلقة بمعدلات إصابة المواطنين العرب بأمراض القلب، أن جيل الإصابة بالجلطة القلبية لدى العرب أقل بـ 9 سنوات، وأن انتشار أمراض القلب بالمجتمع العربي في البلاد هي من أعلى النسب مقارنة بالمجتمعات الغربية.

 د. عمري:  جيل الإصابة بالجلطة القلبية  لدى العرب أقل بـ 9 سنوات

أشارت الإحصائيات الطبية المتعلقة بمعدلات إصابة المواطنين العرب بأمراض القلب، إلى أن جيل الإصابة بالجلطة القلبية  لدى العرب أقل بـ 9 سنوات، وأن انتشار أمراض القلب بالمجتمع العربي في البلاد هي من أعلى النسب مقارنة بالمجتمعات الغربية.   

 وقد استعرض مدير قسم القلب في مستشفى الناصرة- الإنجليزي، الدكتور محمد عمري، هذه المعلومات والإحصائيات خلال محاضرة تطرقت إلى آخر الأبحاث والمعلومات حول أمراض القلب في المجتمع العربي وخاصة في مدينة الناصرة، وكذلك مميزات مرضى القلب الذين يصلون الى المستشفى لإجراء عملية قسطرة في القسم الجديد والتي وصلت إلى أكثر من 80 عملية قسطرة ناجحة.

د. عمري: نسبة انتشار أمراض القلب في المجتمع العربي في البلاد، هي من  أعلى  النسب  عند المجتمعات الأخرى.

واستعرض د. عمري خلال محاضرته إحصائيات سابقة  تبين أن نسبة انتشار أمراض القلب في المجتمع العربي في البلاد، هي من  أعلى  النسب  عند المجتمعات الغربية ويعود ذلك إلى انتشار أكبر لمسببات تصلب الشرايين وهي التدخين، السمنة، السكري، ضغط الدم، قلة ممارسة الرياضة وغياب  إتباع حمية غذائية مناسبة وأسباب وراثية أخرى بالإضافة إلى إن الجيل الذي تحصل به النوبة القلبية الأولى هو أقل بمعدل حوالي 8-10 سنوات من المجتمعات الأخرى.

وفي  بعض أنواع النوبات القلبية يجب قسطرة المريض بأسرع وقت ممكن وعامل الوقت مهم جدًا، لإنقاذ حياة المريض ولتقليص الضرر الذي قد يصيب عضلة القلب ومنع مضاعفات مستقبلية أخرى عند المريض من هنا نبعت الحاجة  لوجود لقسم قسطرة  قلب في الناصرة  لكي تقلص الوقت الضائع منذ حدوث النوبة وحتى حصول المريض على العلاج وبذلك تقلص نسبة الوفيات والمضاعفات.

وعن أحد أسباب الجلطة الدماغية قال د. عمري: 'أحد أسباب  الجلطة  الدماغية هو اضطراب في  نبض القلب، ويكون ذلك – في أغلب الحالات – نتيجة تخثّر دمويّ أو انسداد وعاء دمويّ، ففي أعقاب الانسداد تفقد المِنطقة المصابة من الدماغ قدرتها على العمل، وقد تكون النتيجة حدوث إعاقة أو شلل، فقدان القدرة على النطق  وتدهور الحالة العقلية والجسمانية.'

إجراء فحوصات دم مرّة كلّ أسبوعين للوقوف عند  نشاطات تخثّر الدم  وملاءمة كمية  الجرعة  الملائمة للمريض 

كما واستعرض د. عمري طرق الوقاية من الجلطة الدماغية والعقارات الجديدة المستخدمة في هذا المجال من أجل تفادي الإصابة بالجلطة الدماغية،  وعن دخول أنواع عقارات حديثة إلى سلة الأدوية   أشار إلى أن أستعمل في السابق  دواءً يساعد في التقليل من احتمالات الإصابة بالجلطة الدماغية  أسمه 'كومادين' لكن المشكلة أن الكثيرين من الأشخاص الذين يجب عليهم تناول هذا الدواء، لا يقومون بالمواظبة عليه  لأنّه يشوّش مجرى الحياة العادية ويجعلها أكثر صعوبة.

 فتناول 'الكومادين' ما يقول الدكتور عمري 'يتطلب  إجراء فحوصات دم مرّة كلّ أسبوعين للوقوف عند  نشاطات تخثّر الدم  وملاءمة كمية  الجرعة  الملائمة للمريض  مما يؤثر على جودة حياة المريض ناهيك عن  تفاعلات هذا العقار مع الكثير من أنواع الأدوية الأخرى، وهو ما يزيد من صعوبة التعامل مع الموضوع بالنسبة للمرضى المتقدّمين في السنّ، والذين عادة ما يتناولون أكثر من دواء واحد في الوقت نفسه. حيث يتفاعل 'الكومادين'   مع الكثير من أنواع الغذاء، وهذا الأمر يفرض قيودا كثيرة على المريض في كل ما يتعلق بتناول الأغذية.

النتيجة المباشرة لهذا الوضع، يؤكد الدكتور عمري :'هي أن نحو نصف من يتناولون دواء الكومادين يصبحون غير متوازنين  من ناحية نشاطات التخثّر؛ لأنّهم لا يقومون بإجراء كل عمليات المتابعة والفحوص اللازمة. أم النصف الآخر من المرضى، فإنهم يتركون العلاج بشكل تام، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة واحتمالا للإصابة بالجلطة الدماغية'.

العقاقير  الجديدة المضادة للتخثر  التي أدخلت إلى سلة الأدوية 

 في حين أضاف د. عمري: 'أن العقاقير  الجديدة المضادة للتخثر  التي أدخلت إلى سلة الأدوية  قبل عدة سنوات، تتسم بمنظومة فعاليّة مختلفة عن تلك التي يعتمد عليها عقار 'الكومادين'. ففي حين يعمل عقار 'الكومادين' على إعاقة امتصاص الجسم للڤيتامين (K)، تعمل العقارات الجديدة على إعاقة عامل التخثر    Xa أو الترومبين.

ويتمثل التجديد الذي تأتي به العقارات الجديدة    بأنها  تجعل الاستجابة للعلاج والمواظبة عليه أمرا أكثر بساطة وسهولة حيث يتم تناولها عن طريق الفم  ولا ضرورة  لإجراء فحوصات دم متقاربة من أجل مراقبة نشاط التخثّر. كما وانه  ليست لها تفاعلات كثيرة مع الأغذية والأدوية الأخرى وبهذا  لن يضطر المريض  للتنازل عن تناول   أنواع معينة من الغذاء أو الدواء، ولن يضطر للامتناع عن السفر إلى خارج البلاد خشية خسارة مواعيد فحوصات الدم.

بالإضافة إلى أنها لا تثقل  على كاهل المريض، ولا تدفعه لتغيير نمط حياته  وبالتالي احتمال عدم مواظبة المريض على الدواء يصبح أقل خطرا وتعرضا للإصابة بالجلطة الدماغية. احد هذه الادوية الجديدة يدعى 'كسارلتو ' وهو  مجرب لمدة تزيد عن أربع سنوات وقد اظهر نتائج مرضية جدا من الناحية الطبية. إضافة أن  المرضى الذين بدأوا في استعماله عبروا عن ارتياحهم وتحسن نمط حياتهم وسهولة التعاطي معه حيث يتم تناوله  مرة واحدة في اليوم وعبروا عن سهولة المواظبة عليه '.    

إتباع نهج حياة صحي وعلاج المسببات وعوامل الخطورة التي تؤدي الى تصلب الشرايين

كما وتمت خلال المحاضرة مناقشة ضرورة رفع الوعي لدى الجمهور للوقاية من مرض القلب وأهمية إتباع نهج حياة صحي وعلاج المسببات وعوامل الخطورة التي تؤدي الى تصلب الشرايين وهي السمنة، التدخين، عدم ممارسة الرياضة، ارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكوليسترول والدهنيات بالدم وإتباع حمية غذائية مناسبة  كذلك  رفع الوعي للانتباه إلى علامات التحذير والشكوك والمخاوف  التي تشير إلى الإصابة بالجلطة الدماغية وأهمها:  ظهور مفاجئ للضعف أو تراخي الوجه، الذراع، أو الرجل، وغالبًا ما يكون ذلك في جانب واحد، ظهور مفاجئ للارتباك، وصعوبة في النطق والإدراك، اضطراب مفاجئ في التوازن أو في التناسق الحركي، اضطراب الرؤية المفاجئ في إحدى العينين أو في كليهما، ألم مفاجئ حادا وبلا سبب معروف في الرأس. في مثل هذه الحالات يجب على الجمهور أن يعي  ضرورة استلزام النقل الفوريّ إلى المستشفى بسيارة الإسعاف فالجلطة الدماغية هي حالة طوارئ طبية لا تتحمل الانتظار.  

التعليقات