ينتهي عام 2014 وأهالي قرية الجديدة المكر يفتقرون للحقوق الأساسية: كالعيش في بيئة نظيفة خالية من النفايات العشوائية التي تسود شوارع القرية، وإيصال أكثر من 80% من البيوت في شبكة المياه والصرف الصحي، وإستغلال الممتلكات العامة لصالح أهالي القرية من بناء نوادي وحضانات ومكتبة عامة ومراكز ثقافية التي قد تساهم من إنخفاض نسبة الجريمة بحيث قٌتل في الأربع سنوات الأخيرة عشرة شباب من القرية .
كما تفتقر الجديدة المكر لبنية تحتية سليمة تمكن المواطنين من الإتصال بشبكة الإنترنيت، عدا على مشكلة عدم وجود مسطح قرية يمكن الأزواج الشابة من التفكير في البناء أو شراء أرض للبناء عليها فأكثر من ستة آلاف شاب لا يجدون مسكنا لهم في القرية، وبرز مؤخرا في القرية حراك شعبي موحد في مطالبه لنيل الحقوق الأساسية لمواطنين يدفعون الضرائب مقابل الحصول على خدمات.
الإفتقار لأبسط الحقوق الأساسية
ويوثق 'عرب 48' في هذا التقرير معاناة أهالي قرية الجديدة-المكر من خلال مقابلات مع أهالي القرية في جولة ميدانية لأحياء القرية، وفي حديث مع الناشط المهندس مراد عبادة من الجديدة المكر والذي قال:' نحن في الجديدة المكر نعاني من عدم وجود بنية تحتية ولا نحظى بمشاريع التي تصب لصالح المواطن، فنحن مستهدفون من قبل الحكومة أولا ومن ثم من قبل المجلس المحلي ثانية والذي لا يستغل الميزانيات لتطوير القرية، نحن نفتقر لبيئة لشوارع خالية من النفايات، حديثي من خلال الإعلام ليس للتهديد أو للحصول على أسهم من أحد ولا أتحدث ضد أية شخص لكني أتحدث عن استياء للحصول على حقي، أستغرب كيف يمكن لطلاب مدرسة أن يتعلموا والنفايات ملقاة بجانب المدرسة ومياه المجاري لا تتوقف ببعث الروائح الكريهة'.
مخطط الطنطور كارثة إضافية
وتابع:' حاولنا كشباب في القرية أن نشكل حراكا شعبيا موحد نحاول من خلاله الوحدة لأجل التخلص من كل المصائب التي تسود القرية، والآن كارثة جديدة تضاف الينا كأهالي الجديدة المكر وهي التخطيط لبناء قرية على أراضي الطنطور، هذا المشروع التهويدي الذي يأتي من الحكومة بعد 66 عاما لم يأتي لمصلحة العرب بل هو آتى كنقمة علينا، خاصة وأن من سيسكن به هم من العملاء وهذا يعني أن العنف سيزيد في المنطقة، وإذا كان يهدف المخطط لخدمة أهالي البلد فالأجدر ضم اراضي الطنطور لمنطقة نفوذ الجديدة المكر، الأمر الذي سيحل مشكلة الأزواج الشابة، وستحل مشكلة عدم توفر مرافق تربوية وثقافية، فوضع الشباب جدا خطير في منطقة الجديدة المكر لعدم توفر اطر خاصة بهم الأمر الذي يعني عدم قدرتهم على التفكير في كيفية بناء مستقبلهم، مخطط الطنطور سيمحو وطنية وانتماء وثقافة الشباب التي نحاول أن تبقى راسخة في ذهن شبابنا، لأنه لو كان خير بالقادمين للعيش به لم أتوا ليسكنوا بها'.
واشتكى مراد عبادة من وصول فاتورة مياه لبيت جده التي وصلت قيمتها 4000 شيكيل خلال شهر، وأشار:' باختصار لا أحد في يعمل بشكل صحيح في هذه البلد'.
لجان أحياء تنشط لتحصيل الحقوق
وتحدث إبراهيم مشلوف: 'نحن نعاني منذ عشرات السنين ولا نرى الميزانيات الخاصة بالحي الذي نسكنه، لا توجد إنارة في الشوارع الأمر الذي يهدد الآمان لأهالي الجديدة المكر والتخوف من انتشار السموم والمخدرات، قمنا بتشكيل لجنة حي وانتخابنا محامي الذي بدأ بالعمل على تحصيل حقوقنا من السلطة المحلية، وتحملنا في لجنة الحي جميع المسؤوليات من حيث نيل الحقوق الأساسية لأهالي الحي'.
الأمراض تهدد سلامة الأطفال
وأشار مهند حمدو إلى أنه يعيش في منطقة يفتقر الشارع الرئيس للحي غير معبد الأمر الذي يصعب على طلاب المدارس التوجه للمدرسة عدا على عدم توفر الإنارة في الحي، بالإضافة لمشكلة النفايات ومياه الصرف الصحي التي تفيض على البيوت وتتسبب بأمراض وروائح كريهة كذلك قيام البعض برمي روث الحيونات في المنطقة القريبة من البيوت وهناك خطر صحي يتهددنا بسبب الأمراض التي تهدد الأطفال خاصة والمسنين.
وأضاف 'نحن نقوم بتفريغ آبار المجاري بشكل شخصي بعد ان توقفت شركة العين من تفريغ الآبار وندفع 600 شيكيل اسبوعيا مقابل تفريغ بئر مياه المجاري، توجهنا للمجلس المحلي ولشركة العين ولا من جواب، وللأسف نحن في الجديدة المكر نتحدث في العام 2015 عن مشكلة المجاري في القرية، بدلا من الحديث عن امور التكنولوجيا، والمضحك المبكي انه لا توجد خدمات انترنيت ارضية في غالبية المناطق في القرية'.
التهرب من المواطنين بعدم الرد والمماطلة
وقال محمد وردة: 'لا من مجيب لنداءنا المتكرر منذ أربعة سنوات وأنا أتوجه للسلطة المحلية لتعبيد الشارع في الحي وقد تعرضت أمي للوقوع ثلاثة مرات بسبب عدم صلاحية الشارع، وعندما أتوجه لرئيس المجلس يرسلني إلى مهندس القرية، ومهندس القرية يقوم بإعادتي لرئيس المجلس'.
وتابع' في الحقيقة أخجل أن أستقبل الضيوف في بيتي وحالة الحي يرثى لها من حيث النفايات والبيئة السيئة التي تحيط البيت، في الحي الذي أسكنه توجد 500 عائلة تقريبا وتأتي سيارات النفايات كل ثلاثة أيام لتجميع النفايات التي يلقيها المواطنين في عدد قليل من صناديق النفايات التي توفرها القرية، مياه المجاري تتدفق في الشوارع حتى تجففها الشمس ولا يهتم أية مسؤول بالأمر'.
وتساء وردة، كيف سنتمكن من تربية أبنائنا في بيئة كالتي تظهر في الصر والفيديو عن أحياء الجديدة المكر، نحن نربي أبنائنا ولكن سيكون صمة ما بين التربية في البيت وما يحدث في الشارع بسبب البيئة السيئة، يكفي استهتار، ففي الحي يوجد اطفال ونساء وصحتهم وسلامتهم يجب ان تكون مطلب اساسي'.
أوكار للسموم والمخدرات بدلا من نوادي ثقافية للشباب
أما قاسم شعبان فذكر أن 'قضية العنف تتهدد الشباب في الجديدة المكر بسبب عدم توفر اية نادي شبابي في القرية، وقد تم تشكيل حراك شبابي الذي تمكن من كسر حاجز الخوف عند الناس وحثهم على المطالبة في حقوقهم وعدم الاستسلام للوضع القائم الذي يهدد الجميع في الجديد المكر من وقوع كارثة بيئية واجتماعية'
بدوره، أوضح المحامي وسام عريض بأن ' المكر الجديدة تعاني في جميع المجالات وجميع الاصعدة، تعاني من انتشار النفايات العشوائة، وسريان المياه العادمة والصرف الصي في شوارع القرية وبين البيوت، فتحول الوضع في القرية وكأن لسان الحال يقول:' حارة كل من أيده اله'.
وأضاف 'تم إهمال الممتلكات العامة على سبيل المثال أكثر من حضانة تم إغلاقها وهي مهملة بعد أن تم تفريغها بدلا من استغلالها كمرافق تربوية لأهالي القرية كذلك مبنى المجلس المحلي تم اغلاقه وتفريغه، وقد تحولت هذه البنايات إلى وكر لبيع واستخدام السموم، ولا يوجد قسم أمن في القرية الذي يراقب ويتابع، ويمكن تطبيق المثال الشعبي القائل ' المال السايب بعلم السرقة'، نحن نحمل المسرولية للوضع الذي يعيشه أبناء الجديد المكر لرئيس المجلس المحلي ولأعضاء المجلس والإدارة الذين يتقاعسون لتطوير القرية ومنح المواطنين حقهم في الخدمات والمشاريع الأساسية'.
في انتظار تعقيب رئيس المجلس
هذا وتوجهت مراسلتنا إلى رئيس مجلس محلي الجديدة المكر، محمد الشامي للحصول على تعقيبه على ما ورد من ادعاءات في التقرير على لسان العديد من أهالي القرية، لكنه لم يرد على توجهها وفور وصول التعقيب سينشر.
التعليقات