غنايم لـ"عرب 48": السلطات العربية تواجه العاصفة بآليات متواضعة

تشهد القرى التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها وتجمعات ومضارب الأهل في النقب حالة من التوجس والخوف من تداعيات حالة الطقس في ظل الحديث عن العاصفة الجوية التي ستعف في البلاد وستصل أوجها الثلاثاء.

 غنايم لـ

رغم تحضيرات السلطات العربية واستعدادها لمواجهة العاصفة التي ستدخل البلاد مساء اليوم الثلاثاء، إلا أن الإمكانيات والآليات المتوفرة للمجالس والبلديات لمواجهة  حالات الطوارئ تكاد تكون معدومة بسبب عدم قيام الحكومة الإسرائيلية برصد الميزانيات لتجهيز البلدات العربية بمعدات لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وتشهد القرى التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها وتجمعات ومضارب الأهل في النقب حالة من التوجس والخوف من تداعيات حالة الطقس في ظل الحديث عن العاصفة الجوية.

غنايم: السلطات العربية ورغم الآليات والمعدات المتواضعة التي لديها، إلا أنها شكلت طواقم عمل من كوادرها للعمل بواسطة تجهيزات متواضعة.

 وقال رئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم لـ'عرب 48' إن 'الإمكانيات لدى السلطات العربية ليست كما في حيفا أو تل أبيب أو أي بلدة يهودية بسبب عدم رصد الميزانيات من قبل الحكومة، لكن هناك استعدادات للسلطات المحلية العربية لمواجهة أي طارئ  ممكن أن يحدث جراء العاصفة'.

وأوضح غنايم أن السلطات العربية ورغم الآليات والمعدات المتواضعة التي لديها، إلا أنها شكلت طواقم عمل من كوادرها للعمل بواسطة تجهيزات متواضعة مثل الجرافات ومولدات كهرباء، كما تم الاتصال بشركة الكهرباء القطرية ومطالبتها بمنح البلدات العربية أولوية في حال وقوع الأضرار بسبب سوء البنية التحتية.

التحذير من كارثة إنسانية بالنقب بسبب العاصفة الجوية

ويزداد القلق في القرى والتجمعات غير المعترف بها كونها لا تتوفر فيها أبسط مستلزمات الأمان في البيوت المكونة من الصفيح والخيام والتي لا تكاد تقي أهلها برد الشتاء وحر الصيف، والأمر  الأخطر يتمثل في عدم ثبات مئات  البيوت في تلك القرى والتجمعات أمام الرياح العاتية التي ستجتاح المنطقة وفق توقعات الأرصاد الجوية التي تتحدث عن سرعة الرياح ب 90 كم في الساعة الأمر الذي يجعل مئات  البيوت العربية في النقب في مهب الريح.

 كما أن الوضع في البيوت وخاصة تلك التي تتواجد في القرى مسلوبة الاعتراف سيئ للغاية إذ لا تتوفر سبل التدفئة ويزداد الأمر سوء وشراسة في ظل انعدام البنى التحتية لتلك القرى.

الأعسم: إسرائيل تعرض عرب النقب للخطر بشكل متعمد.

وفي ظل تكرار الحوادث جراء العواصف والفيضانات بالنقب بسبب ظروف السكن وتضاريس المكان، قال رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم بالنقب لمراسلنا: 'إن الكارثة تأتي من دولة إسرائيل، بدلا أن تساعد السكان في هذا الجو العاصف تقوم بهدم المنازل وتشرد الشيوخ والأطفال والنساء ولا تعمل على توفير وسائل وقاية من البرد القارس والفيضانات، وهذا جرم آخر يضاف على سلسلة الجرائم التي يلحقوها بالقرى غير المعترف بها'.

وأضاف الأعسم 'نحن نسمع ونرى عن رصد الاموال لمساعدة البلدات اليهودية النائية بينما تهدم  القرى العربية بالنقب وتنزل به كارثة إنسانية'، وحول الاستعدادات لمواجهة العاصفة قال الأعسم: 'هناك استعدادات بالإمكانيات المتاحة بالقرى غير المعترف بها خاصة لتحميهم من أثار العاصفة قدر الأماكن، لأنه من المتوقع أن تنقطع قرانا عن العالم الخارجي وذلك بسبب انعدام الشوارع والبنى التحتية والجسور للعبور عنها لتحاشي الفيضانات'.

وتابع: 'نحن في المجلس توجهنا للسكان بالبقاء بالبيوت والابتعاد عن الأودية ومناطق السيول لتجنب الغرق وخاصة الأطفال، إذ نخشى من تطاير الواح الصفيح لأنها تكون قاتلة للأطفال، فالقرى تكبدت في السابق بخسائر وأضرار بالغة في الممتلكات والأرواح'.

 حالة من الترقب والخوف في النقب تسبق العاصفة الجوية

من جهتها، أبدت مؤسسة النقب للأرض والأنسان  تخوفها من وقوع كوارث إنسانية خلال العاصفة الجوية القادمة تتمثل بأضرار الصقيع والبرد الشديد على السكان العرب لا سيما في القرى غير المعترف بها، والسيناريو الأسوأ   كما يقول   صالح ابو سعد رئيس المؤسسة، صالح أبو سعد  'يتمثل في تطاير مئات البيوت بفعل الرياح العاتية المتوقعة  هذه الايام'.

وأضاف أبو سعد: 'نحن بالمؤسسة ندرك تماما معاناة أهلنا في هذا الجانب سيما وأن العاصفة في شتاء العام المنصرم تركت آثارها الواضحة على أهلنا وتسببت لهم بأضرار جسيمة وقامت مؤسسة النقب للأرض والأنسان بحملة إغاثة لأهلنا المتضررين أعدنا من خلالها بناء عشرات البيوت وقمنا بتوزيع المعونات الإنسانية للمئات من العائلات حيث بلغت  تكاليف الحملة لنحو 200 ألف شيكل'.

التعليقات