إسرائيل تواصل مسلسل التهجير والهدم بالنقب

بعد أن فرضت طوقا أمنيا على محيط البيوت ومنعت الأهالي من الاقتراب، بينما قامت قوات الشرطة والوحدات الخاصة بحماية الجرافات العملاقة التي تقدمت من البيوت وحولتها إلى ركام

 إسرائيل تواصل مسلسل التهجير  والهدم بالنقب

أهالي القرية رفضوا المساومة على أرضهم

قامت الجرافات التابعة للجان التنظيم والبناء الإسرائيلية تساندها قوات معززة من الشرطة، اليوم الاثنين،  بمداهمة قرية العراقيب التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها، حيث تم إخراج السكان من منازلهم بقوة تهديد السلاح و ثم أقدمت الجرافات على هدم منازل القرية للمرة الـ 82.

الهدم يتجدد في اللقية وكسيفة والعوجان وتحريش مئات الدونمات

لم تتوقع جرافات الداخلية عن مشارف قرية العراقيب، فبعد أن حولت منازلها غلى ركام، واصلت الجرافات نحو العديد من القرى وطال الهدم منازل طور البناء في كسيفة واللقية والعوجان، فيما جددت ما يسمى 'صندوق أرضاي إسرائيل' بتحريش مئات الأراضي العربية وتحويلها إلى غابات.

هدم العراقيب للمرة الـ 82

ونفذت جرافات وزارة الداخلية هدم المنازل والقرية للمرة الـ  82، وذلك بعد أن فرضت طوقا أمنيا على محيط البيوت ومنعت الأهالي من الاقتراب، بينما قامت قوات الشرطة والوحدات الخاصة بحماية الجرافات العملاقة التي تقدمت من البيوت وحولتها إلى ركام، حيث جاء الهدم الجماعي للبيوت بعد أن قام موظفي وزارة الداخلية بإلصاق أوامر هدم لعشرات المنازل في التجمعات السكنية البدوية.

وتأتي عملية هدم منازل القرية، استمرارا لحملة الاقتلاع والتهجير، إذ قامت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية، بغضون الأسابيع الأخيرة بحملة هدم واسعة النطاق في النقب، شملت هدم  عشرات المنازل في العديد من القرى غير المعترف بها وتوزيع مئات اخطارات الهدم، وبلغ تعداد المنازل التي هدمها منذ مطلع العام الحالي أكثر من مائة منزل.

وتأتي عملية هدم قرية العراقيب، في أطار مخططات السلطات الإسرائيلية التي تسعى إلى إرغام الفلسطينيين بالنقب على التخلي عن أراضيهم والانتقال للسكن في قرى قائمة من أجل استخدام الأرض لأهداف استيطانية. ورغم إعلان إسرائيل عن وقف بحث مخطط 'برافر' الذي يهدد بتهجير عشرات الألاف ومصادرة حوالي 850 ألف دنم من الأراضي، إلا أنها تعمل على تطبيقه على أرض الواقع، مطوعة القوانين لخدمة أهدافها.

الشيخ صياح: لو هدموا القرية مائة مرّة أو زادوا عليها، فلن نذهب، ولن نغادر

وعقب رئيس قرية العراقيب، الشيخ  صياح الطوري،  على عملية هدم القرية بالقول: 'السلطات الاسرائيلية  تواصل مخطط هدم القرية، حيث شرّدت العائلات المهدومة بيوتها في الصقيع ، إذ تعول إسرائيل على نفاذ صبرنا، لكن صبرنا لا ينفذ، فهو ضارب في الأرض مثل جذور الزيتون لا يزول، ولو هدموا القرية مائة مرّة أو زادوا عليها، فلن نذهب، ولن نغادر'.

ولفت الشيخ صياح إلى أن أهالي القرية رفضوا المساومة على أرضهم، على الرغم من إقامة السلطات الإسرائيلية احياءً كثيرة، بنيت على الطراز الحديث في النقب، وأكد ' لا نقبل بان يفتح ابناءنا كتب التاريخ يومًا ليجدوا ان اباءهم ساوموا، وباعوا ارضهم، وسلموا ارض فلسطين لليهود'.

الخضري: إسرائيل تستمر في انتهاك حقوق فلسطيني الداخل بهدم قرية العراقيب

من جانبها، استنكرت العديد من الفعاليات السياسية والشعبية بالنقب الهدم، واعتبرت أن عملية الهدم اعتداء صارخ على حرمة الإنسان العربي في النقب، وحقه في الوجود، وتعد على حرية السكن والمسكن وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية التي تتيح للإنسان حرية السكن.

واستنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي قرية العراقيب في النقب، للمرة الـ82 على التوالي.

وشدد الخضري في تصريح صحفي صدر عنه، اليوم الاثنين، على إن إسرائيل تستمر في انتهاك حقوق فلسطينيي الداخل بهدم قرية العراقيب، وضد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في إرهاب منظم.

وجدد الخضري مطالبته بضرورة بتفعيل المقاومة الشعبية ضد مخططات إسرائيل التي تستهدف الكل الفلسطيني حتى تحقيق المطالب المشروعة.

وقال إن "استهداف جيش الاحتلال للقرى التي يقيمها النشطاء على أراضيهم المهددة بالمصادرة في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل سيوسع ويصعد المقاومة الشعبية".

وأكد أن الاستهداف الإسرائيلي المتلاحق لنشطاء المقاومة الشعبية ومشاريعهم التي تحافظ على حقهم في أرضهم، يعني التخوف من استمرار هذا النهج وتثبيت الحق الوطني.

ودعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى ضرورة العمل لمناصرة فلسطيني الداخل في ظل ما يتعرضون له من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية.

التعليقات