رئيس بلدية حيفا يتراجع عن قراره إغلاق المصانع

نائب رئيس البلدية أسعد: ما يتوجّب علينا فعله الآن هو معرفة وفحص مسبّبات ارتفاع نسبة الأمراض السرطانية في منطقة حيفا، والبدء بتشخيص المشكلة، ثم اتخاذ الخطوات اللازمة

رئيس بلدية حيفا يتراجع عن قراره إغلاق المصانع

في أعقاب تصريح وزارة الصحة، يوم أمس الثلاثاء، أنه لا يوجد دليل يؤكد على أن الارتفاع في عدد الأطفال المصابين بأمراض سرطانية له علاقة بالتلوّث البيئي، تراجع رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف، اليوم، عن قراره بإغلاق المصانع المسببّة للتلوّث البيئي في خليج حيفا، ووعد بتجميد مخطّط 'أراضي الشمال' الذي يشمل إقامة موقع جديد لتخزين الوقود في خليج حيفا.

وكان ياهاف قد أمر أول أمس، بإغلاق المصانع المسببة بالتلوّث البيئي في خليج المدينة، وأرسل شاحنات البلدية لتقوم بإغلاق الطرق المؤدية إلى المصانع كخطوة احتجاجية على إهمال الوزارة والدولة بحق المدينة، إذ قال ياهاف قبيل إغلاق المصانع إن الوزارة نشرت تقريراً وتركتنا بلا أي تفسير.

وفي تعقيبه على قرار رئيس البلدية بسحب قرار إغلاق المصانع، قال نائب رئيس البلدية، د.سهيل أسعد لـ'عرب 48' إن 'قرار رئيس البلدية جاء بعد أن تبيّن أن المعطيات التي نشرتها الوزارة غير دقيقة، إذ أن التقارير التي وصلت من قبل الوزارة والمنظّمات البيئية كافة في أوقات سابقة كانت تدل على أن نسبة التلوّث في حيفا آخذه بالانخفاض وليس الارتفاع'.

وأضاف أسعد أن 'التقرير الذي نشرته الوزارة في الأسبوع الأخير أحدث بلبلة قام رئيس البلدية في أعقابها باتخاذ القرار بإغلاق المصانع، إلّا أنه وبعد تراجع الوزارة عن تأكيدها أمس لم تعد المصانع هي القضية، حيث أنه لم تستطع الوزارة تأكيد علاقتها بارتفاع نسبة مرضى السرطان'.

وعما يتوجّب فعله الآن بعد أسبوع من البلبلة والذعر، قال أسعد إن 'ما يتوجّب علينا فعله الآن هو معرفة وفحص مسبّبات ارتفاع نسبة الأمراض السرطانية في منطقة حيفا، والبدء بتشخيص المشكلة، ثم اتخاذ الخطوات اللازمة'.

وتابع أسعد أن 'البلدية تتحمّل قسطاً كبيراً مما آلت إليه الأمور في المدينة ومحيطها، إذ كان يتوجّب عليها فعل الكثير من الأمور والتدابير قبل الآن وليس الانتظار وتراشق التهم. لكن لم يفت الأوان حتى اللحظة إذ أن التعامل مع هذه المشاكل في أقرب وقت ممكن أفضل من تأخيرها أو عدم محاولة معالجتها'.

وكانت وزارة الصحة نشرت تقريراً، في وقت سابق، أكدت فيه أن نصف الإصابات بمرض السرطان بين الأطفال سببه تعرّضهم للهواء الملوّث في منطقة حيفا، بالإضافة إلى تقرير نشرته الوزارة نفسها وجمعية مكافحة السرطان في العام الماضي وجاء فيه أن نسبة المصابين بأمراض سرطانية في منطقة حيفا أعلى بـ16% من المعدّل العام في البلاد، إلّا أنها عادت وتراجعت عنه أمس وقالت إنه لا تأكيد على أن علاقة سببة بين ازدياد عدد المصابين بأمراض سرطانية ونسبة التلوّث في حيفا.

التعليقات