الأرض والمسكن: قضية وجودية لأهالي المثلث

التزم أهالي بلدات المثلث الجنوبي بالإضراب العام والشامل في "يوم البيت" الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة، وذلك احتجاجا على سياسة هدم البيوت العربية.

الأرض والمسكن: قضية وجودية لأهالي المثلث

إضراب يوم البيت أغلقت غالبية المحلات التجارية أبوباها وعطلت المجالس والبلديات خدماتها

التزم أهالي بلدات المثلث الجنوبي بالإضراب العام والشامل في 'يوم البيت' الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في البلاد، وذلك احتجاجا على سياسة هدم البيوت العربية التي تنتهجها السلطات الاسرائيلية في عدة بلدات عربية، وكان آخرها في دهمش، كفر كنا وسعوة في النقب.

وأغلقت، اليوم الثلاثاء، غالبية المحلات التجارية أبوابها فيما عطلت المجالس والبلديات خدماتها وامتنعت عن استقبال الجمهور، فيما المدارس بدت خالية من الطلاب والطالبات الذين لبوا دعوات لجان أولياء الأمور التي دعت إلى الالتزام بالإضراب احتجاجا على سياسة هدم البيوت.

ومن المقرر أن يتم تسيير العديد من الحافلات من منطقة المثلث الجنوبي عند الساعة الثالثة بعد الظهر للمشاركة في القطرية التي ستقام بتل أبيب ضد سياسات المؤسسة الإسرائيلية التي صعدت بتنفيذ أوامر الهدم بالبلدات العربية.

ويأتي هذا التجاوب مع الإضراب والالتزام به عقب التجنيد والتعبئة التي قام بها نشطاء الفعاليات الشعبية والأحزاب السياسية في هذه البلدات، والتي شهدت على مدار أسبوع العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتفعيل خيمة الاعتصام في مدينة قلنسوة المقامة قبالة المنازل الصادر بحقها اخطارات بالهدم.

حسني سلطاني: لماذا لا نسمع عن هدم البيوت بالبلدات اليهودية؟

وقال  نائب رئيس بلدية الطيرة، حسني سلطاني في حديثه لـ 'عرب 48': 'وأضح أن هناك تجاوب في البلدات العربية  مع دعوات الإضراب، ولوحظ التزام شبه تام بالإضراب الذي ولأول مرة منذ سنوات يعلن عنه ويتم تبنيه بشكل وحدوي ويحظى بإجماع الفعاليات السياسية والحزبية والشعبية ومختلف القوى'.

وأضاف سلطاني: 'في الطيرة قمنا بدعوة الأهالي عبر مكبرات الصوت في المساجد والسيارات التي جابت الشوارع، من اجل الالتزام بالإضراب وهذا عكس نجاح الإضراب والالتزام به من قبل الجميع'.

 وعن الدوافع لإعلان الإضراب وضرورة العمل الوحدوي، قال سلطاني: 'بعد أن أنهكتنا السلطات بمصادرة أراضينا تقوم حاليا بمهاجمة مساكننا وما تبقى لنا من أرض، فالأرض والمسكن هي قضية وجودية بالنسبة لنا، فما يسمى بالبناء غير المرخص في البلدات العربية له أسبابه متعددة ومختلفة أهمها الجانب السياسي والمماطلة بالمصادقة على الخرائط الهيكلية والامتناع عن توسيع مسطحات البناء من قبل اللجان اللوائية، هذه السياسات التي تدفع بالمواطن العربي للبناء فوق أرضه دون أن تمنح له التراخيص'.

وتابع: 'نحن لسنا هواة لمخالفة قوانين البناء، يجب على الدولة أيضا العمل على المساواة بين العرب واليهود في مجال التنظيم والبناء، وتخصيص أراضي من الدولة لتقام عليها مساكن للأزواج الشابة، لأن ما يسمى 'أراضي الدولة'، هي بالأساس أراض صودرت من العرب، قضية البناء غير المرخص هي ليست حكرا على البلدات العربية فقط، بل هي منتشرة أيضا بالبلدات اليهودية، ولا أدري لماذا لم نسمع أبدا عن هدم للبيوت هناك'.

التعليقات