سخنين: دعوات لنبذ المتورطين بصفقات مشبوهة لبيع الأراضي

يواجه أصحاب الأراضي الخاصة في سخنين والبطوف قيام سماسرة وعدد من المحامين العرب بالمتاجرة بالأراضي الخاصة التابعة لمواطنين عرب وإبرام صفقات بيع وشراء عن طريق التزييف والاحتيال،

سخنين: دعوات لنبذ المتورطين بصفقات مشبوهة لبيع الأراضي

مدينة سخنين

يواجه أصحاب الأراضي الخاصة في سخنين والبطوف قيام سماسرة أراضي وعدد من المحامين العرب بالمتاجرة بالأراضي الخاصة التابعة لمواطنين عرب وإبرام صفقات بيع وشراء عن طريق التزييف والاحتيال، ففي أعقاب مناقشة اللجنة الشعبية وإدارة البلدية في سخنين، مؤخرا، مخاطر وتداعيات ظاهرة سيطرة سماسرة العقارات والأرض على مشاريع الإسكان في المدينة ونشاط الوكلاء في السيطرة على قسائم البناء وتحويلها لبعض الشخصيات المنتفعة لتتحكم بالأسعار وليكون المواطن العادي المحتاج للأرض والمسكن ضحية هذه السياسة والمضاربة بالأسعار، تأتي قضية المتاجرة بالأراضي الخاصة لتزيد الأوضاع خطورة وتعمق أزمة الأرض والمسكن.  

ولا زالت قضية التزوير والاحتيال للسيطرة على أراض خاصة بشكل غير مشروع في بعض مناطق الشمال تثير الريبة والحذر لدى المواطنين العرب، وفي أعقاب إعلان الشرطة اعتقال قرابة 30 متورطا في القضية فقد تعالت أصوات المسؤولين وأصحاب الأراضي محذرين من الوقوع في شرك سماسرة الأراضي، ودعوا لفرض حرمان اجتماعي على المتورطين ونبذهم من بيننا.

غنايم: 'التزوير والسمسرة خيانة كبرى ويجب نبذ مرتكبي هذه الجريمة'

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، لـ 'عرب 48' إنه 'إذا ثبت هذا الأمر فإنها ظاهرة خطيرة، هذا إن لم تكن الأخطر، لأننا نشكل 20% من مجمل السكان ولا نملك سوى 2% من مجمل ما تبقى لنا من أراض بعد المصادرة'.

وأضاف: 'بطبيعة الحال يعاني المواطنون العرب من أزمة أرض وسكن خانقة تحولت إلى معركتنا الأساسية مع المؤسسة، إذ لا يعقل أن يتم تصفية ما تبقى من الأراضي القليلة نسبيا على أيدي المتاجرين والمحتالين من بيننا، خاصة وأننا لا نعرف بأيدي أي جهات تقع ملكية هذه الأراضي'.

وتابع: 'نحن من جهتنا ننتظر لمعرفة المعلومات والتفاصيل لهذا الملف، وبعدها سنتخذ المواقف والإجراءات ومعاقبة كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة التي تطال كل فرد منا"، ومؤكدا أنه 'سيتم متابعة الموضوع، وإذا ثبت الأمر سنكشف عن أسماء المتورطين ونفرض الحرمان الاجتماعي عليهم وننبذهم من بيننا'.

حيادرة: 'نبذ كل من متورط بهذه الخيانة الكبرى'

وقال رئيس اللجنة الشعبية في سخنين، المربي محمد حيادرة، لـ'عرب 48' إنه 'حقيقة نحن نتابع قضية قسائم البناء في سخنين وليس لدينا بعد معلومات حول ملف التزوير والاحتيال الذي أعلنت عنه الشرطة بتورط أشخاص من منطقتنا، وفقط علمنا أن هناك حملة اعتقالات لمتورطين، ولكن إذا ثبت هذا الأمر فنحن ليس فقط نستنكر بل سنعمل على نبذ كل من يثبت تورطه بهذه الخيانة الكبرى، وهذه ظاهرة غير أخلاقية ومستنكرة، ولا يستحق أن يكون بيننا من يرتكبها'.

واستطرد: 'نحذر الأهالي وأصحاب الأراضي ونطالبهم بتوخي الحذر واليقظة بسبب الأساليب الملتوية والخبيثة التي يتبعها سماسرة الأراضي'.

 ودعا إلى 'التمسك بما تبقى من أراض والحفاظ عليها قدر الإمكان وعدم السكوت على أي جهة مشبوهة تقوم بالتحايل والتزييف للسيطرة على ما تبقى من أراض عربية بطرق الغش والخداع دون وازع أخلاق وضمير'.

خلايلة: 'سلب هذه الأراضي لجهات لا نعرفها يعمق أزمة السكن'

وعقب سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في سخنين، المحامي إياد خلايلة، لـ'عرب 48' بالقول إن 'التعاطي مع قضية الأرض هي مسألة حساسة للغاية، فالأرض ليست مجرد حيز للبناء أو الزراعة، بل هي قضية مقدسة تحمل أبعادا ومعان أكبر حول وجودنا التاريخي وثقافتنا كشعب في حاضرنا وفي مستقبلنا'.

وأضاف: 'نحن نعلم أن الصراع على الأرض هو صراع تاريخي وصراع وجود وبقاء، ولا زال هذا الصراع محتدم بيننا وبين المؤسسة الرسمية ودوائرها، لذلك علينا كمواطنين التعامل بحذر شديد والتمسك بهذه الأرض كي لا نقع فريسة سهلة للاهثين وراء المال والغنى الفاحش، ناهيك عن أن سلب هذه الأراضي لجهات لا نعرفها سيعمق أكثر من أزمة السكن سواء كانت ضمن مناطق البناء أو في محيط بلداتنا العربية، وهذا يمس أكثر بالشرائح الضعيفة'.

ووجه كلمته لسكان سخنين والمنطقة أن 'يأخذوا حذرهم من السماسرة وأن يتمسكوا بالأرض، ونأمل أن نكشف المعلومات الواضحة والكافية حول هذه القضية الحساسة'.

تمديد اعتقال 13 عربيا بشبهة بيع أراضي بالتزييف والاحتيال في الجليل

تواصل هيئة التحقيقات والاستخبارات القطرية بالشرطة الإسرائيلية وبالتعاون مع وحدة شعبة مكافحة الجرائم الاقتصادية التحقيق في ملف سرقة الأراضي في الجليل ونشاط لسماسرة الأراضي في شمال البلاد الذين سرقوا أكثر من عشرين قطعة أرض عبر التزييف والاحتيال، إذ تم إلقاء القبض على 30 شخصا بشبهة الضلوع في القضية، فيما تم تمديد اعتقال 13 مشتبها وبضمنهم عدد من المحاميين العرب حتى الأسبوع القادم، بالمقابل ابقي على محام يهودي بالمعتقل ليومين.

وكانت الشرطة قد كشفت النقاب، أمس الاثنين، عن شبكة سماسرة للأراضي التي نشطت في منطقة الجليل، وتم اعتقال 30 شخصا من ضمنهم العديد من المحامين العرب تنسب لهم شبهات الضلوع في  المتاجرة في الأراضي وإبرام صفقات بيع وشراء عن طريق التزييف.

ونظرت محكمة الصلح في ريشون لتسيون مساء أمس الاثنين، في طلب الشرطة تمديد اعتقال المشتبه بهم، وذلك لاستكمال التحقيقات التي شرعت بها هيئة التحقيقات والاستخبارات القطرية 'لاهف 433 ' وشعبة مكافحة الجرائم الاقتصادية قبل فترة بخصوص وجود شبهات لسرقة أراض بشكل ممنهج في الجليل وشمال البلاد.

وكانت الشرطة قد شرعت بتحقيقات سرية المتعلقة بشبهات قيام مجموعة من الأشخاص بضمنهم العديد من المحامين السيطرة على أراض في شمال البلاد، وذلك عبر التحايل والخداع   ومن خلال ارتكابهم لسلسلة من جرائم التزوير والاحتيال والابتزاز وغسل الأموال.

وكان التحقيق قد بدأ في شرطة الشمال قسم مكافحة جرائم النصب والاحتيال ونقل لاحقا إلى هيئة التحقيقات والاستخبارات القطرية التي أدارتها بالتعاون مع مديرية مصلحة الضرائب، مكتب ضريبة العقارات في الناصرة، وغيرها من الجهات ذات العلاقة وبمرافقة من قبل مكتب النائب العام في المنطقة الشمالية.

 وتبين من نتائج التحقيقات السرية، ووفقا للشبهات أنه في السنوات الأخيرة قامت مجموعة من الاشخاص والجهات الضالعة وبضمنهم العديد من المحامين وغالبيتهم من العرب من سكان الشمال، بالعمل والنشاط معا وبصورة ممنهجة على تزوير وثائق من أجل الاستيلاء على أراض بشكل غير قانوني.

ويستدل من التحقيقات الأولية للشرطة، أنه بموجب أساليب التحايل والتزوير تم وضع اليد على أكثر من عشرين قطعة أرض معظمها زراعية في الجليل وشمال البلاد التي تمت سرقتها عن طريق الاحتيال ودون علم من مالكيها وأجريت فيها حتى إجراءات مختلفة عند السلطات ذات العلاقة، سواء كان التقييد في السجلات الرسمية 'ملحوظة تحذير' وحتى 'نقل الملكية' والحقوق كاملة، وفي بعض الحالات، تم بيع قطع من هذه الأراضي المسروقة لمشترين عاديين، وقدمت في بعض الحالات شكاوى أو دعاوى مدنية من قبل ملاك الأراضي والسلطات المختصة حول وجود شبهات لتزوير وتحايل في التعامل مع الأراضي  في دوائر الطابو، والضرائب العقارية.

ومع انتهاء مرحلة التحقيقات السرية، قامت قوات الشرطة المعززة بأفراد من هيئة التحقيقات والاستخبارات القطرية وبمشاركة طاقم من محققي مصلحة الضرائب في ساعات ليل الأحد والاثنين، بعمليات دهم وتفتيش في العديد من البلدات العربية في الجليل وشمال البلاد، خلالها تم اعتقال 30 شخصا بشبهة الضلوع في القضية.

التعليقات